سكــان بلديــة بجّن بتبســة  يستعجلــون فتح نقطة استعجــالات
كشفت حادثة الحرق المتعمد التي تعرض لها مسجد عمر بن الخطاب ببلدية بجن  بولاية تبسة      قبل أسبوعين حجم المعاناة التي يعيشها سكان هذه البلدية الفقيرة والنائية في مجال الصحة ، الذي يصفه السكان بالمريض مطالبين بإجراءات  للتكفل بالحالات الإستعجالية.
 وتجلى ذلك  حسب السكان  في صعوبة التكفل بالضحايا من المصلين ، الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من لا يزال في مستشفيات قسنطينة و باتنة تحت العناية الطبية المركزة ، حيث اضطر المواطنون حينها إلى تحويل المصابين الذين تجاوز عددهم 30 مصابا إلى مستشفى عين الطويلة بولاية خنشلة على متن سياراتهم الخاصة ، نظرا لغياب نقطة استعجالات بمقر البلدية وعدم توفر سيارة إسعاف لسكان البلدية، رغم أن عددهم يتجاوز 7 آلاف نسمة ، وهو الوضع الذي حرك مطلب التعجيل بتحسين الخدمات الصحية التي يصفونها بالمتدنية ، مصرين على اتخاذ إجراءات استعجاليه لتخليصهم من المعاناة التي رافقتهم منذ فجر الاستقلال .  و يؤكد السكان أن الهيكل الصحي بالبلدية ،لا يحمل من معنى العيادة المتعددة الخدمات سوى الاسم، ففي هذه المنطقة المعروفة بشدة حرارتها صيفا، تكثر الأفاعي والعقارب والقوارض ومختلف الحشرات والزواحف السامة،  ما  ينجم عنه ارتفاع مستوى ومؤشر الحالات الاستعجالية في أوساط السكان،  في ظل عدم وجود مصلحة أو نقطة للاستعجالات الطبية، نظرا لما تتطلبه مثل هذه الحالات الطارئة من سرعة في تقديم الإسعافات الأولية ، و يضطر المرضى والمصابون إلى شد الرحال نحو مقر  دائرة  العقلة  ، وهو ما زاد من حالة الاكتظاظ على عيادة العقلة ، التي تبقى  عاجزة عن  التكفل بسكان البلديات الراغبين في العلاج .  ومن الانشغالات المطروحة بالبلدية عدم توفر مركز أو وحدة خاصة بمتابعة النساء الحوامل والمواليد الجدد، ناهيك عن افتقار الهيكل الصحي لقاعة توليد وقابلة للتقليص من تحويل الحوامل إلى مستشفيات بلديات خنشلة و تبسة والشريعة ،وحتى ولاية باتنة ،  دون مرافقة من الطاقم الطبي، رغم ما في ذلك من خطورة كبيرة على حياة الحوامل ،حيث تسببت هذه الوضعية في تسجيل عدة وفيات وتعقيدات صحية للمواليد وأمهاتهم، والتي زادها عدم توفر سيارة إسعاف بالعيادة تعقيدا، بالإضافة إلى غياب مخبر للتحاليل الطبية وأجهزة الأشعة التي يضطر المرضى إلى إجرائها لدى الخواص،  وفي عاصمة الولاية أو الولايات المجاورة . ويناشد سكان بجن المسؤولين بالتحرك العاجل لتدعيم الهيكل الصحي ببلديتهم بما يسمح بتوفير الخدمات الصحية خاصة الضرورية منها ، لاسيما المتعلقة   بطب الاستعجالات وتوفير التأطير المستقل عن بلدية العقلة ، من الأطباء والممرضين والمختصين في الأشعة وطب الأسنان ، ويأملون أن تكون محرقة مسجد البلدة ، دافعا للمسؤولين لإيلاء العناية والاهتمام بهذه البلدية .  وقد علمنا أن والي ولاية تبسة علي بوقرة ، قد أعطى تعليمات لمدير الصحة والسكان بتهيئة العيادة و إعادة الاعتبار لها ، وفتح نقطة استعجالات للتكفل بالحالات الطارئة ، وتوفير سيارة إسعاف لسكان البلدية ، وهو الإجراء الذي استحسنه سكان البلدية رغم الحزن الذي لا زال يعتصر قلوبهم بعد أن فقدوا 4 من أبنائهم بعد إصابتهم بحروق بليغة في حادثة حرق
 المسجد.                                                       ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى