أطبــــاء مستشــــفى  الأمـــــــراض العقليــــــة يطالبــــــون بحمايتــــــــهم من المدمنيـــــــــن
كشف، أمس، طبيب أخصائي في الأمراض العقلية بالمؤسسة الاستشفائية في طب الأمراض العقلية ببلدية أولاد منصور بالمسيلة، عن بروز فئة جديدة غير تلك التي تعالج من الأمراض العقلية و الإقلاع عن الإدمان، تقصد المؤسسة يوميا طلبا للوصفات الطبية باستعمال العنف و التهديد، حيث وصل بهم الحد إلى ترهيب الطاقم الطبي تحت تهديد السلاح الأبيض للحصول على مبتغاهم من الأدوية التي يقومون بتناولها و المتاجرة بها.
و وصف الأخصائي في الأمراض العقلية بزوح فريد ما يحدث في المؤسسة الاستشفائية بأولاد منصور، التي فتحت أبوابها السنة الماضية، بغير المعقول، و قال بأنه مؤشر خطير من شأنه أن يدفع الطاقم الطبي العامل بهذه المؤسسة إلى الرحيل قصرا إن استمر الوضع على حاله، مؤكدا على أنه ليس في مقدور الطاقم الطبي التعامل مع هذه الحالات العنيفة التي تقوم بتهديدهم في مكاتبهم يوميا، باستعمال السيوف و شفرات الحلاقة و الخناجر، قصد إجبارهم على تسليمهم وصفات طبية، و بنوعية الأدوية التي يريدونها لاقتنائها من الصيدليات، و هذا لتناولها و إعادة بيعها للمدمنين على المخدرات و تحقيق أرباح من وراءه.
الطبيب المختص و في يوم دراسي نظمته مديرية أمن ولاية المسيلة، أمس، بقاعة المحاضرات بالمكتبة المركزية للمطالعة العمومية الشهيد بودراي بلقاسم، حول مكافحة آفة المخدرات بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، قال أن استمرار الوضع على حاله سيدفعهم إلى الرحيل من المؤسسة، ذلك أنه ليس بمقدورهم مواصلة العمل في مثل هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر في غياب الأمن داخل المؤسسة، على اعتبار، يضيف ذات المتحدث، أن المؤسسة الصحية تقع ببلدية نائية ليس بها مقرا للأمن الوطني.
و أوضح المتدخل، أن المؤسسة الاستشفائية بأولاد منصور تعرف تزايدا في عدد المدمنين الوافدين إليها من شهر لآخر، حيث بلغ عدد الوافدين طوعا خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 21 شخصا، و هذا راجع إلى كون المؤسسة أصبحت معروفة مقارنة بالعام الماضي، و توفر الأطباء الأخصائيين حيث يتم العمل على تنظيم زيارات لهؤلاء المدمنين، كما أن الأشهر الأخيرة بينت تزايد عدد النساء المدمنات في المجتمع المسيلي.
قاضي تحقيق محكمة المسيلة باديس خليل و في ذات السياق، قال في تدخله أن القانون أجبر الأطباء الذين وضع المدمنين بموجب الأمر أو حكم قضائي، أن يقوموا بصفة دورية بإعلام السلطة القضائية بنتائج العلاج، كما أن الدعوى العمومية، حسبه، لا تمارس ضد نوعين من الأشخاص، أولهم الأشخاص الذين امتثلوا إلى العلاج الطبي و استمروا عليه إلى النهاية، و أولئك الذين تعاطوا المخدرات بطريقة غير مشروعة، و أثبتوا أنهم خضعوا للعلاج من أجل إزالة التسمم، أو أنهم لا يزالون تحت المتابعة الطبية
اليوم الدراسي الذي حضرته السلطات المحلية بالولاية، و فعاليات المجتمع المدني، و نشطه أطباء مختصون و أساتذة و أئمة، اختتمه رئيس أمن الولاية نور الدين بلقاسم، بالقول أن مكافحة آفة المخدرات لا بد أن لا تقتصر على يوم واحد في السنة، بل لابد أن تكون على مدار أيام السنة، بعدما وصلت كميات الأقراص المهلوسة المحجوزة خلال السداسي الأول من السنة الجارية، إلى نصف مليون قرص عبر الوطن، منها أزيد من 09 آلاف قرص بولاية المسيلة.
فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى