تيلفيريك عنابة  سيعود للخدمة منتصف شهر أكتوبر المقبل
كشف مصدر عليم للنصر، عن قرب استكمال أشغال تصليح المصعد الهوائي الذي يربط مدينة عنابة ببلدية سيرايدي على مسافة 4 كلم، بعد توقف حركة النقل عبر التيلفيريك بتاريخ 3 أوت الماضي، بسبب الأضرار التي لحقت بالكوابل جراء الحرائق التي اجتاحت جبال الايذوغ في سيرايدي.
و وفقا لمصادرنا، فقد وصلت نسبة تقدم أشغال الإصلاح 85 بالمائة، حيث برمجت مؤسسة النقل الجزائرية عن طريق الكوابل، إعادة المصعد الهوائي للخدمة بتاريخ 15 أكتوبر المقبل، حيت تعكف الفرق التقنية على استكمال صيانة الأضرار المتبقية، بعد استبدال كابل الألياف البصرية التي تعرضت للتلف على مسافة 1.5 كلم، و كذا كابل جر العربات على مسافة 400 متر، و استعانت الشركة في عملية الإصلاح بتقنيين فرنسيين، و مؤسسة جزائرية خاصة مختصة في الكهرباء لها خبرة في إصلاح المصاعد الهوائية، حيث يتم حاليا إجراء التجارب التقنية لضبط عمل العربات بشكل جيد قبل استقبال الركاب، و السهر على معايير السلامة وفق المقاييس الدولية للأمن، من أجل استئناف النشاط في أحسن الظروف.
و قدرت مصادرنا حجم الخسائر التي لحقت بالمصعد الهوائي جراء احتراق الكوابل، بقرابة 5 ملايير سنتيم، لجلب العتاد التالف، و دفع مستحقات مؤسسات الصيانة، و هو مبلغ كبير بالمقارنة مع نشاط التيلفيريك الذي عانى في السنوات الأخيرة من التعطلات المستمرة، يتوقف في كل مرة، في انتظار الإصلاح، حيث عاد للعمل شهر مارس الماضي، بعد توقف دام ثلاث سنوات، استهلك خلالها مبلغا ماليا معتبرا لإعادة تشغيله بالشراكة مع شركة فرنسية، و التي أصبحت مساهما في المؤسسة للاستفادة من خبرتها في تسيير المصاعد على المستوى الوطني، غير أن المداخيل التي يحققها مصعد عنابة لا تغطي تكاليف عمليات الصيانة الباهظة، رغم الإقبال الكبير عليه سواء من قبل السكان المحليين الذين يستخدمونه كوسيلة نقل، أو الزوار الذين يقصدون منطقة سرايدي للنزهة، حيث يضمن نقل أزيد من 2000 مستعمل يوميا في ظرف 14 دقيقة، و ذلك وسط مشهد طبيعي خلاب لجبل الإيدوغ.
و مع حلول فصل الخريف، و اقتراب فصل الشتاء، يعول سكان بلدية سيرايدي على خدمة المصعد الهوائي، كونه وسيلة نقل حيوية، و منفذ خلال التقلبات الجوية، للتقليص من هاجس غلق الطريق، و انعزال المنطقة كليا بسبب التساقط الكثيف للثلوج بأعالي جبالي الإيدوغ، ليصبح التيلفيريك الوسيلة الوحيدة للسكان للتزود بالمؤونة، و غيرها من الأغراض، أثناء انقطاع الطريق الرئيسي الذي يربط بلدية سيرايدي بعاصمة الولاية.
تجدر الإشارة، إلى أن وزارة النقل، و الأشغال العمومية، أعادت النظر في طريقة تسيير محطات التيلفيريك، للمشاكل المالية التي تعاني منها مختلف المصاعد عبر الوطن، و ذلك بسحب الإشراف عليها من مؤسسة النقل الحضري، و إسنادها لشركة النقل عبر الكوابل مباشرة بالشراكة مع الفرنسيين.           حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى