فلاحـون ينددون بزحـف العمـران على  الأراضي الخصبـة بـأولاد حملـة في أم البـواقي
ندّد، أمس، فلاحون بمدينة أولاد حملة بظاهرة زحف المخططات العمرانية الجديدة، على حساب الأراضي الفلاحية الخصبة التي تنتج مردودا هائلا من المنتوجات الفلاحية، مطالبين بالعمل على توسيع محيط السقي ليشمل أراض خصبة تتواجد خارجه وتم استثناؤها، بعيدا عن زحف الاسمنت المسلح على الأرضي الفلاحية.
 وأكد الفلاحون بأن نشاط الفلاحة بالمدينة تقلص نتيجة عزوف الفلاحين عن خدمة الأرض لعديد الأسباب، من بينها عدم توفر المياه وارتفاع تسعيرة فواتير الكهرباء.
الفلاحون الذين التقت بهم النصر وجلهم منتجون للبطاطا، كشفوا بأن أراضي مدينة أولاد حملة كانت تزرع بها نحو 700 طن من بذور البطاطا، في ظل توفر جميع ظروف العمل سابقا، أين كانت المدينة مضرب المثل في زراعة وإنتاج البطاطا بولايات الشرق الجزائري، لتتراجع الكمية المزروعة اليوم من البذور إلى 7 آلاف قنطار، فالمساحة الإجمالية التي تستغل فلاحيا تقلصت بنسبة 80 بالمائة، فمساحة البطاطا الموسمية تراجعت إلى 70 هكتارا أما البطاطا خارج الموسم فتراجعت إلى 30 هكتارا بعد أن تجاوزت سابقا 150 هكتارا، وتقلص عدد الفلاحين المنتجين للبطاطا لنحو 3 فلاحين فقط.
وعن أسباب هذا التراجع أكد من تحدثنا إليهم ومن بينهم رئيس جمعية منتجي البطاطا على مستوى ولاية أم البواقي بقاع بوجمعة، بأن الزحف العمراني يتواصل على حساب الأراضي الفلاحية الخصبة، على غرار مخطط شغل الأراضي رقم 4 الذي أعطيت بالموافقة بانطلاق الدراسة الخاصة به، في انتظار تجسيده، وهو الذي سيلتهم مزيدا من الأراضي الفلاحية المعروفة بإنتاجها الوفير، هذا إلى جانب إلى الارتفاع الكبير في سعر البذور بين 100 إلى 140 دينارا للكلغ الواحد، وعدم توفر المياه كمادة حيوية في نشاط فلاحي المنطقة، واستثناء مناطق خصبة من محيط السقي الذي يتربع على مساحة 2274 هكتارا وبتوسعة جديدة تقدر بـ500 هكتار.
فلاحو أولاد حملة التي تحتل بها الفلاحة المرتبة الثانية ولائيا، كشفوا كذلك بأن من بين أهم العوامل التي قلصت في عدد الفلاحين بعد تقليصها في المساحات الفلاحية بالمدينة، ارتفاع سعر فواتير الكهرباء، التي طالبوا بمراجعتها وتمكينهم من صفائح خاصة بالطاقة الشمسية مع إمكانية تسديد مستحقات تركيب هاته الصفائح بالتقسيط، ففاتورة استهلاك الكهرباء الخاصة بكل فلاح في فترة 4 أشهر الخاصة بالبذر والإنتاج تصل حتى مبلغ 60 مليون سنتيم، وهو مبلغ مرتفع أدى إلى هجرة الفلاحين لأراضيهم، ناهيك على مشكل نقص كمية الأسمدة التي تعطى للفلاحين، فكل فلاح يستفيد من كمية قنطار في الهكتار الواحد من المساحة التي يزرعها على عكس ولايات أخرى على غرار قسنطينة أين يستفيد فيها الفلاح من قنطارين من الأسمدة في الهكتار الواحد، وأكد الفلاحون بأن أسعار البطاطا دائما منخفضة على عكس التكاليف التي يصرفها الفلاح خدمة لأرضه.
مدير التعمير والهندسة المعمارية والبناء بن مراح لخضر، وفي تصريحه بخصوص زحف المخططات العمرانية على حساب الأراضي الفلاحية الخصبة، كشف للنصر بأن المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية بريمي جمال الدين وخلال زيارة سابقة للمدينة، أعطى توجيهات صارمة بضرورة توقيف عمليات البناء فوق الأراضي الفلاحية، مقترحا البحث عن أراضي أخرى موجهة للبناء، مضيفا بأن مكتب الدراسات الذي استفادة من مخطط الدراسات العمرانية تم توقيف الدراسات التي كانت بصدد مباشرتها.
محدثنا بين بأن الوالي وعند معاينته لمقر الحماية المدنية الذي يتواجد بجانب العمارات ومنطقة النشاطات على طريقة التلاغمة، دعا إلى ضرورة توقيف التوسع العمراني عن نقطة مقر الحماية، مطالبا بتوقيف التوسع العمراني على حساب الأراضي الفلاحية، وكذا توقيف الدراسات الخاصة بالمخطط التوجيهي وتوقيف إتمام مخططات شغل الأراضي وإلغاء أي عملية بناء فوق الأراضي الفلاحية، والبحث عن أراضي أخرى خاصة بالبناء، وأشار مدير التعمير إلى أنه واستجابة لتوصيات الوالي تم تنظيم خرجة ميدانية مع البلدية وكل المصالح المعنية أين تم اقتراح أراضي ذات طبيعة حجرية للبناء، وتجري عملية التحضير لنقل التوجه العمراني نحو هاته المناطق.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى