تدشين مشاريع تنموية هامة ببوحمدان في قالمة
  أحيا سكان بلدية بوحمدان بقالمة، أمس الاثنين، الذكرى "الستون" لمعركة مرمورة الكبرى التي جرت أحداثها يوم 28 ماي 1958 على امتداد جبال مرومورة، سراسارة، تازولت و المشعابة، في واحدة من أهم المعارك بالولاية التاريخية الثانية، و كان لها تأثير كبير على سير الثورة المقدسة بالشرق الجزائري، نظرا للصدى الكبير الذي تركته وسط قادة العدو، الذين حشدوا قوات كبيرة للقضاء على قادة المنطقة الذين كانوا متواجدين بجبال بوحمدان في تلك الأيام، بينهم الطاهر دحمون، سي خليفة ختلة، سي محمود الحروشي، الطاهر لبيض، و مبارك خلاف.  
و قاد قوات العدو العقيد جون بيار بطل حرب الهند الصينية الذي تطوع لمنطقة قالمة لإجهاض الثورة المتأججة بجبال بني صالح، بوعربيد، دباغ، مرمورة، عيون القصب، ماونة، لقرار، و المنشار، لكنه اصطدم بمقاومة عنيفة و خبرة كبيرة لجيش التحرير بالمنطقة، و سقط قتيلا بعد أن تحطمت طائرته فوق جبل مرمورة في واحدة من كبرى أيام الثورة الخالدة بمنطقة قالمة و الشرق الجزائري.  
و سقط أكثر من 50 شهيدا بينهم كل قادة المنطقة، و تكبد العدو الفرنسي خسائر كبيرة فاقت 200 قتيل رغم استعماله لكل أنواع الأسلحة الثقيلة من طائرات، و مدافع، و غازات محرمة، بينها قنابل النابالم الفتاكة.  
و قد تنقلت السلطات المدنية و العسكرية، و نواب البرلمان، و المنتخبين المحليين، و مجاهدين إلى جبل مرمورة لإحياء الذكرى التاريخية الهامة، و تدشين عدة مشاريع تنموية بينها طرقات ريفية، و مبنى جديد لبلدية بوحمدان التي استفاد سكانها من شبكة الغاز الطبيعي، و حصص معتبرة من البناء الريفي أنهت أزمة السكن التي عمرت طويلا بواحدة من البلديات الجبلية الفقيرة بولاية قالمة.  
و دفعت بلدية بوحمدان ثمنا باهظا خلال ثورة التحرير، بعد أن تحولت إلى منطقة محرمة، و هجر سكانها إلى المحتشدات، و نهب العدو ممتلكاتهم، لكنهم ظلوا صامدين و مساندين لوحدات جيش التحرير التي كانت تتخذ من جبال المنطقة قواعد حصينة للتدريب، و العلاج و ممارسة الرياضة، و وضع الخطط لشن المعارك، و تأمين قوافل السلاح المتوجهة إلى القاعدة الشرقية الشهيرة.              
فريد.غ  

الرجوع إلى الأعلى