تسربات للمياه القذرة تنذر بكارثة بيئية في حيين بمدينة تبسة
يشكو، منذ شهرين، سكان الأقواس الرومانية و حي باب الزياتين بقلب مدينة تبسة، من الروائح الكريهة المنبعثة من المياه المتدفقة من قناة الصرف الصحي المسدودة، تزامنا مع حرارة قياسية، زادت من متاعب المواطنين الذين عبروا عن غضبهم و استيائهم الشديدين من الوضع القائم.
المعنيون لم يخفوا ما يهددهم من المخاطر الصحية و البيئية داخل حي بات، حسبهم، تحت حصار القمامة، و انسداد وادي زعرور،  و قالوا بأن التسرب يقع بمحاذاة جسر الزاوية أين تمر المياه القذرة بأحياء البعالة، الحفرة، باب الزياتين، إلى غاية حي المتقن.
كما تحدثوا عن صمت المسؤولين إزاء هذه الوضعية، حتى أن بعضهم اشتكى من تلوث ملابسه يوميا بسبب المياه القذرة، ما يضطرهم إلى تبديلها و في أحيان كثيرة الاستحمام لأداء الصلاة.
أحد السكان يقول بأن زوجته تضطر لغسل ملابس ابنيها يوميا، نتيجة اتساخها الدائم بالمياه القذرة منذ تصدع قناة الصرف الصحي، في حين يلجأ بعض المواطنين لاستعمال أحذية مطاطية، لعبور المياه القذرة.
و تأسف صاحب سيارة أجرة لما آل إليه وضع المحطة التي يقصدها التونسيون يوميا و بكثافة، مضيفا بأن المكوث بها أصبح جحيما لا يطاق، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة.
من جهة أخرى، تعرضت المحلات المهجورة الواقعة بجانب المحطة للتخريب و أصبحت، حسب السكان، وكرا للممارسات غير أخلاقية، و هو ما جعل بعضهم يطالب باسترجاع المحلات من تجار السوق المهملة و منحها من جديد للبطالين، زيادة على ذلك يواجه أبناء الحي خطر الكلاب المتشردة، فيما تحول الملعب الجواري إلى مفرغة عمومية على الهواء الطلق.
مندوب الفرع البلدي أقر بصعوبة الوضعية و تعقدها، و كشف عن تلقي البلدية لأوامر صارمة من والي الولاية لتنظيف وادي زعرور و إعادة الاعتبار لقنوات الصرف الصحي لحي باب الزياتين العتيق.
أما رئيس بلدية تبسة و في رده على انشغال سكان الحي، أكد على أن الحي استفاد من مشروع إعادة تجديد قنوات الصرف الصحي و رد الاعتبار لها، كما تم تسخير عمال النظافة لرفع القمامة و تنظيم حملة تطوعية يشرف عليها الأمين العام للبلدية لتحسين وضعية حي باب الزياتين.
و كانت السلطات الولائية بتبسة، قد خصصت سابقا غلافا ماليا بقيمة مالية تفوق 10 ملايير سنتيم لتهيئة و إعادة الاعتبار لوادي زعرور الذي يمتد على طول 2 كلم، لحماية السكان من فيضانات هذا الوادي الذي بات يشكل خطرا حقيقيا على حياة قاطني الكثير من الأحياء، على غرار الزاوية، و الطريق الاستراتيجي، و حي 4 مارس، و كذا لاروكاد، و المرجة، و ذلك نتيجة للردوم و الفضلات التي أغلقت مجاريه و تسببت في تصدع قنوات الصرف الصحي.
حيث يدعو رئيس البلدية المواطنين في هذا الخصوص، إلى عدم  رمي الردوم و الأوساخ بالمكان.
 ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى