عاد مجددا، الحديث عن موعد النسخة 35 من بطولة إفريقيا للأمم، واحتمال تغيير موعدها، في ظل تضارب رزنامة الاتحاد الدولي مع برنامج الكونفدرالية الإفريقية، التي تبقى أداة وفقط في يد السويسري جياني أنفانتينو، المهندس الرئيسي لسيناريو بلوغ القيادة الجديدة دفة الحكم في الكاف»، بمخطط اصطلح على اسمه «بروتوكول الرباط»، وهو الاتفاق الذي كان وبالا على كرة القدم في القارة السمراء.
وترغب الاتحادية الدولية في إيجاد متسع من الوقت، يسمح بتنظيم أهم حدثين في السنتين المقبلتين في هدوء وبكل أريحية، حيث يرفع مكتب الرئيس السويسري رهان إنجاح الطبعة المقبل من مونديال الأندية، المبرمج بالولايات المتحدة الأمريكية الصيف المقبل (15 جوان – 13 جويلية)، بصيغة استثنائية من خلال خوض بطولة يشارك فيها 32 ناديا، في وقت يتجدد التحدي عام بعد ذلك، بموعد كبير وهو نهائيات كأس العالم، وهي الأخرى طبعة خاصة، كونها تلعب في حضور 48 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة، منذ استحداثها قبل قرن من الآن.
ويضغط جياني أنفانتينو على مسؤولي الاتحاد الإفريقي، لتأجيل موعد دورة «الكان» المقبلة، وهو الحرج الذي كان موتسيبي قادرا على تفاديه لو أنصت إلى أصوات العقل والحكمة قبل عام فقط، وتخلى عن تعنته المدفوع بضغط «لوبيات» متحكمة في الهيئة القارية، أصرت على شطب الحل «الوسط» من أجندة الاجتماعات، وغيرت بوصلة جهة التنظيم بطريقة ضربت مصداقية «الكاف».
ويعقد هذا الجمعة، المكتب التنفيذي للكاف اجتماعا لم تتسرب النقاط المتفق على مناقشتها، غير أن مصادر موثوقة كشفت أن اجتماع موتسيبي بأعضاء مكتبه، يتضمن نقطة جوهرية، تتعلق بتدارس مستقبل الدورة المقبلة من «الكان»، ومقترح تغيير موعدها مرة أخرى.
وقبل ترسيم قرار سحب تنظيم النسخة 35 من بطولة كأس أمم إفريقيا من دولة غينيا، كانت عدة أطراف قد رافعت إلى إلغاء الطبعة وإرجاء تنظيم الدورة التي تلي النسخة 34 (أقيمت شهر جانفي بكوت بديفوار) إلى عام 2027، خاصة وأن قرار تغيير موعد آخر دورة من صيف 2023 إلى شتاء العام الجاري، سبب ازدحاما في أجندة الكونفدرالية لتزامن هذان العامين مع تصفيات المونديال، غير أن عدم قدرة الجنوب إفريقي على التخلص من «مستشاري الظل» والكف عن العادة السيئة باتخاذ القرارات بعد اجتماعات داخل «صالونات مغلقة»، وضع «الكاف» في حرج، لأن الرضوخ لضغط أنفانيتنو والاتحاد الدولي يكرس مرة أخرى «خنوع» مسؤولي الاتحاد القاري ويضرب مصداقية مكتب باتريس موتسيبي، كما قد يخدم مصالح ذات «اللوبيات» المسيطرة على دواليب «الكاف»، كونها لن تتضرر في حال تم المصادقة على قرار التأجيل، وهي التي نجحت إلى حد الآن، في تغييب أهم نقطة عند نقاش موضوع دورات العرس الإفريقي، والمتعلقة بأخطاء البرمجة وطريقة اختيار البلدان المنظمة، بعيدا عن المحاباة وخدمة بلدان على حساب أخرى.
كريم - ك

الرجوع إلى الأعلى