صنف رئيس الفاف محمد روراوة دورة «كان 2017» في خانة الذكريات السيئة في تاريخ الكرة الجزائرية، و أصر على ضرورة إستخلاص العبرة منها تحسبا للمستقبل، لأن الخضر خيبوا الآمال التي كانت معلقة عليهم و ودعوا المنافسة من الدور الأول، دون تجسيد شطر من الأهداف التي كانت مسطرة.
روراوة خلال الإجتماع الموسع للمكتب الفيدرالي المنعقد أمس بمركز سيدي موسى إعترف بأن المشاركة الجزائرية كانت سلبية، و أكد بأن القراءة المعمقة في المستوى الذي ظهر به المنتخب في هذه الدورة تكشف عن الكثير من النقاط السلبية، إلا أن أبرزها ـ كما قال ـ « يبقى فقدان اللاعبين للروح الإنتصارية التي تعودوا عليها في السنوات الفارطة، و لو أن السبب في ذلك يرجع إلى الإمتيازات الكثيرة التي ما فتئوا يتحصلون عليها، لأن الفاف عمدت إلى توفير إمكانيات مادية و بشرية معتبرة للمنتخب منذ الشروع في التحضير لهذه الدورة إلى غاية آخر مباراة من المنافسة، لكن المردود فوق الميدان كان مخالفا للتوقعات، و أغلب العناصر لم تظهر بمستواها المعهود». وفق ما نقلته مصادر حضرت الاجتماع للنصر.
كما  أكد بأن كل الطاقم الفني فشل في المهمة التي أوكلت له، الأمر الذي دفع بالفاف إلى إتخاذ قرار الإقالة الجماعية مباشرة بعد إعلان المدرب الرئيسي جورج ليكنس عن إستقالته.
من جهة أخرى نوه المكتب الفيدرالي بالدور الكبير الذي تلعبه السلطات العليا للبلاد، و على رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لخدمة و تطوير الممارسة الكروية، خاصة من خلال الإعانات السنوية التي تقدم للإتحادية، فضلا عن المشاريع الكبرى المنجزة، خاصة ملاعب براقي، الدويرة، وهران و تيزي وزو، و التي بلغت بها أشغال الإنجاز مراحل جد متقدمة.
و في نفس الإطار فقد ندد المكتب الفيدرالي بالحملة الإعلامية التي إستهدفت اللاعبين و رئيس الفاف عقب نكسة «كان 2017»، لأنها بلغت درجة المساس بكرامة الأشخاص، و الدخول في قضايا شخصية، قبل أن تمتد إلى كامل المنظومة الكروية الوطنية، و لو أن روراوة استغل الفرصة لإبداء إستغرابه من دوافع هذه الحملة، لأن الخضر ـ كما قال ـ « كانوا قد مروا بنفس الظروف في دورة 2013، من دون أن تكون هناك ردود فعل سلبية، و المنتخب تدارك الوضع بعد سنة من ذلك بدخول التاريخ في مونديال البرازيل».
على صعيد آخر قرر المكتب الفيدرالي في إجتماعه أمس إلغاء التربص الذي كان من المقرر أن يجريه الخضر شهر مارس المقبل، مع تحويل البرنامج المسطر إلى منتخب المحليين، الذي من المرتقب أن يخوض لقائين وديين ضد المنتخب السوداني، أحدهما إما بملعب 05 جويلية أو بالبليدة، و الثاني بمركز سيدي موسى، مع تكليف المدير الفني الوطني توفيق قريشي مبدئيا بقيادة هذا المنتخب، و الإشراف على التربص.
إلى ذلك فقد تجنب روراوة في جلسة أمس الحديث عن مستقبل العارضة الفنية للمنتخب الأول، و أكد بأن الفاف لم تفكر إطلاقا في قضية الناخب الجديد، في الوقت الذي تقرر فيه تمديد فترة إيداع ملفات الترشح لقيادة منتخب المحليين، على إعتبار أن الفاف كانت قد فتحت باب الترشيحات أمام التقنيين للتقدم بطلباتهم، لكنها لم تتلق سوى 3 ملفات، مازالت مغلقة، و لم تفتح إلى حد الآن، و هو عدد إعتبره روراوة ضئيلا بالمقارنة مع المنصب المقترح، مما جعله يلح على ضرورة تلقي أكبر عدد ممكن من الملفات قبل النظر في السير الذاتية المطروحة للدراسة.
بالموازاة مع ذلك فقد حدد المكتب الفيدرالي يوم 19 مارس القادم موعدا لعقد الجمعية العامة الإنتخابية للفاف، على أن يفتح باب الترشيحات سواء لرئاسة الفاف أو عضوية المكتب بداية من يوم 28 فيفري الحالي، و تمتد إلى غاية 11 مارس المقبل، لتكون دراسة الملفات على مدار 3 أيام، قبل الإعلان عن القوائم الرسمية للمترشحين منتصف الشهر القادم.
و تحسبا لهذا الموعد فقد شكل المكتب الفيدرالي اللجنة المكلفة بالسهر على الإنتخابات، و التي سيرأسها علي با عمر رئيس رابطة ورقلة الجهوية، و ستضم 7 أعضاء، من بينهم 3 رؤساء رابطات ولائية، و 3 رؤساء أندية، 2 من الرابطة المحترفة الأولى و آخر من الرابطة الثانية، و هي اللجنة التي ستباشر عملها مباشرة بعد الجمعية العادية التي ستعقد يوم 27 فيفري الجاري.                        ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى