تحولت القرية المعروفة باسم القنطرة الكحلة و الواقعة على مستوى منطقة عين نحاس بقسنطينة، إلى مقبرة مكشوفة للأبقار و هياكلها العظمية، حيث أكد سكان المشاتي القريبة بأنها مخلفات مذابح عشوائية ترمي البقايا في المكان بعد حرقها، بينما تتخلص عشوائيا من الأبقار المريضة بدون أي احتياطات بيئية أو صحية.
سكان المنطقة ذات الطابع الفلاحي، و غالبيتهم أصحاب مزارع قديمة، اشتكوا من الوضع الذي آل إليه محيطهم السكني، كما أبدوا تخوفهم من أن تكون جيفة الأبقار التي يتم التخلص منها مصابة بالحمى القلاعية، خصوصا بعدما أكد لهم مصدر من أحد المذابح العشوائية بأنها مريضة و لذا يتم رميها كاملة، و قد حاولت النصر أن تعرف منهم مكان المذبح لكنهم نفوا علمهم بأية تفصيل يخص الموقع، و اكتفوا بالتأكيد على أن هناك أشخاصا يرمون بشكل دائم هياكل و بقايا أبقار في المنطقة و هي عبارة عن مخلفات مذبح.
محدثونا قالوا بأن البقايا كثيرا ما تكون محروقة ملفولة في أكياس سميد فارغة، خصوصا ما تعلق بالرؤوس و الأطراف، لكن ما يثير الريبة هو الأبقار الميتة التي ترمى كاملة دون أن تكون قد ذبحت أو سلخت مسبقا، و هو ما وقفت عليه النصر و يؤكد فرضية إصابتها بالمرض، إذ طالب السكان مصالح البلدية و الفلاحة بالتدخل لوضع حد للوضع البيئي الكارثي الذي يهدد، كما عبروا، صحتهم و صحة أبنائهم، خصوصا و أن الروائح المنبعثة من جيفة البهائم المرمية تختلط بالهواء الذي يتنفسونه، كما أن درجة التعفن في الجو تبلغ ذروتها، بسبب الوضع الذي شجع أيضا الكلاب الضالة على الانتشار في المنطقة لتقتات من بقايا الأبقار المرمية، ما زاد من خطورة الوضع، و حسب المعنيين فإن المنطقة مهملة بشكل تام منذ سنوات، و هو ما جعلها تتحول إلى مفرغة عشوائية تغزوها القاذورات و الأكياس البلاستيكية، كما تُعد أيضا مرتعا للمنحرفين و المخمورين.
المصالح الفلاحية و في ردها على الانشغال المطروح من قبل السكان، أكدت على لسان مديرها ياسين غديري، بأن الحديث عن احتمال إصابة الأبقار بالحمى القلاعية، غير وارد خصوصا و أن تأكيد مرض هذه البهائم مستحيل دون اللجوء الى تحليل مخبري متخصص و حتى الأطباء البيطريون، حسبه، لا يمكنهم الجزم بمرضها من عدمه دون اللجوء إلى التحليل.
المسؤول أضاف بأنه يتعيّن على المواطنين التقرب من مصالح بلدية الخروب لتقديم شكوى، لأن مسؤولية تطهير المنطقة تدخل ضمن نطاق صلاحيات مكتب النظافة و التطهير التابع لمصالح التعمير و البيئة، و بخصوص قضية المذابح العشوائية المتوارية في المنطقة، قال المتحدث بأن مصالحه لا تملك أية معلومات حولها، مذكرا بوجود لجنة متخصصة أنشأها والي الولاية مؤخرا تعمل بالتنسيق مع الأمن لمحاربة نشاط الذبح العشوائي في قسنطينة، مضيفا بأنه قد تم إحصاء عدد من المذابح و بأن العملية متواصلة.
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى