تعوّد الرأي العام الرياضي عندنا على تفشي ظاهرة غريبة و"مشينة" تعود لتطفو على سطح الأحداث كلما أشرف الموسم الكروي على إسدال الستار على فعالياته، بتعليق بعض الفاعلين في الساحة الكروية الوطنية إخفاقاتهم ونكساتهم على مشجب "أياد خفية " يوهمون المتتبعين بأنها تحرك خيوط المنافسة وتتحكم في نتائجها من وراء الستار، فيخرج علينا في توقيت مدروس منجمون يدّعون امتلاك الحقيقة المطلقة، ومنظّرون يطعنون في نزاهة المنافسة ويشككون في إنجازات الآخرين عبر بلاطوهات القنوات التلفزيونية وعلى صفحات الجرائد.
ولئن اعتاد المتتبعون والملاحظون على أن تمر الاتهامات مرور الكرام، وتؤخذ على أنها خرجات "استهلاكية" المراد منها امتصاص غضب واستياء الأنصار والمحبين، وبحثا عن اكتساب الشرعية، عشية احتكام الرؤساء والمسيرين إلى الجمعيات العامة، ارتأت الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم عدم السكوت تجاه ما يحدث "سرا وعلانية" من خلال التحرك والتصدي لكل من يريد ضرب مصداقية المنافسة والتشكيك في نزاهة اللعبة، بإصدارها على موقعها الرسمي بيانا تحيل من خلاله أحد المشككين على لجنتي الانضباط وأخلاقيات اللعبة، وإذ وصفت هيئة الرئيس الجديد خير الدين زطشي التصريحات بالاتهامات الخطيرة جدا، فقد أشارت إلى أنها تتابع باهتمام بالغ كل ما يدور في الساحة الكروية الوطنية، وحرصت بالمناسبة على طمأنة أفراد الأسرة الكروية أنها ستتدخل في الوقت المناسب للضرب بيد من حديد، ضمن الإطار القانوني الذي تكفله القوانين السارية.
و بخرجتها هذه سارت الفاف في "فلك" السلطات العمومية، التي عبرت مطلع الشهر الجاري عن عزمها وكامل إرادتها في أخلقة الرياضة، والوقوف في وجه كل من يسعى للكسب غير الشرعي والانتفاع من الأموال التي تخصصها الدولة للرياضة والرياضيين، وهو ما عبّر عنه المسؤول الأول عن القطاع لدى تطرقه للاتهامات التي أطلقها الرياضيون الجزائريون للجنة الأولمبية بعد نهاية ألعاب ريو 2016، فأكد بأن ترشيد النفقات وصرف الإعانات في إطارها الصحيح واجب وطني، على جميع الفاعلين الالتزام به، سواء كانوا هيئات أو أفراد، على اعتبار أن قوانين الجمهورية تسمح للوزارة الوصية بممارسة حقها في مراقبة مدى احترام القوانين.
ولتأكيد الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم مسعى الحكومة لفرض تطبق واحترام القوانين والهيئات، أشارت الفاف في بيانها الأخير إلى أنه لا يمكنها بأي حال من الأحوال التدخل في الوقت الحالي، في قضية اتحاد بسكرة و اتحاد عنابة، ما دامت العدالة لم تصدر حكمها النهائي، وأن النادي المشتكي لم يلجأ إلى محكمة التحكيم الرياضي.
وتوعدت الفيدرالية الجزائرية بالتصدي لكل من يحاول ضرب نزاهة اللعبة والتشكيك في مصداقية الأشخاص والهيئات، في تقليد جديد يهدف إلى حماية الكرة من عبث الذين اعتادوا الاصطياد في المياه العكرة، لأن صرف الدولة ملايير الدنانير على الأندية والهيئات في محاولة للنهوض بالكرة و قطاع الرياضة وتلميع وجه بطولتنا الشاحب، يفرض إيجاد آليات ردع لكل تصريح أو تشكيك يسقط المكاسب في الماء ويضرب المصداقية في مقتل.
النصر

الرجوع إلى الأعلى