تزامنت احتفالات الفرحة الخرافية وسط العاصمة باريس، بالصعود المذهل لشاب أنيق إلى قصر الاليزيه العتيد في فرنسا، مع الذكرى الثانية و السبعين لمجازر و مذابح الثامن ماي 1945 التي أحياها الشعب الجزائري في أجواء من الخشوع و الألم، وفاء لأولئك الشهداء الذين رفضوا النظرية الاستعمارية و هي في أوج همجيتها و وحشيتها خلال الأربعينيات من القرن الماضي.
و ما كان لهذه المقارنة التي تشكل طرفي نقيض بين ضفتي المتوسط، أن تتم أو تكون ذات معنى كبيرا، لولا أن الرئيس الثامن للجمهورية الخامسة لم يكن إلا هذا الفيلسوف الذي تجرأ ذات يوم و من الجزائر المستقلة، أن يصف استعمار بلاده بأنه جريمة ضد الإنسانية .
جريمة بشعة تستحق التنديد و عدم الافتخار بها على الإطلاق ، و بالضرورة يتوجب ضمنيا على المجرم و الحال هذه أن يقدم اعتذاراته للضحية و يطلب الصفح آجلا أم عاجلا.
و يتساءل الجزائريون بعد أن تابعوا بإعجاب الانتصار البارع الذي حققه « صديق الجزائر» إيمانويل ماكرون و هو يصرع غريمته الشعبوية المتطرفة مارين لوبان بفارق كبير، عما إذا كان باستطاعته أن ينتصر أيضا على نفسه و على الحركى و على الأقدام السوداء و على فرنسا العميقة، و يفي بالعهد الأخلاقي الذي قطعه على نفسه أمام الجزائريين أثناء زيارته تحضيرا للرئاسيات الفرنسية.
فهل يملك هذا الرئيس الذي ينقصه دهاء سابقيه من شيراك و متيران و ديستان و حتى ديغول، مفاتيح فتح صفحة جديدة في العلاقات الجزائرية - الفرنسية المعروفة أكثـر بالتوتر و التشنج على
مر التاريخ؟.
و هل يقدر هذا الذي يقود حركة تسير « إلى الأمام» أي إلى المستقبل، أن يعود إلى الوراء و يقفز على التاريخ و يواجه الماضي الاستعماري و الإرث الأسود لأجداده الفرنسيين و جرائمهم البشعة في الجزائر
و غيرها من المستعمرات المتناثرة في ما وراء البحار؟.
إلى حد ما فوّض الناخبون وجها جديدا لتطليق سياسة اليسار و اليمين المفلسة و قيادة ثاني قوة اقتصادية و سياسية في أوروبا، بنظرة أكثـر انفتاحا على العالم الخارجي و أقل عدائية، و من بينها السياسة الفرنسية تجاه الجزائر التي وعد المرشح ماكرون بأن يضعها في إطارها الصحيح الذي يجب أن تكون عليه.
و الحقيقة أن الجزائر لا تحمّل « الصديق» ماكرون أكثـر مما يطيق، فهي حسب التصريحات الرسمية للمسؤولين تشترط لإقامة علاقات سوية و متوازنة و قادرة على مواجهة العواصف العابرة، اعترافا صريحا من رئيس فرنسا بالجرم الاستعماري أولا و ثانيا تقديم اعتذار للشعب الجزائري، و هي مطالب مشروعة استجابت إليها فرنسا الرسمية صاغرة مع أعدائها الفاشيين مثلا.
ماكرون الأصغر سنا حاز على ثقة الجزائر من بين باقي المرشحين و هو لم يكن بعد رئيسا لواحدة من الدول العظمى و العضو في الحلف الأطلسي، و تلقى تهاني الفوز المستحق من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، و هو يذكّره بتعهداته من أجل إقامة شراكة اقتصادية حقيقية مع الجزائر، و أيضا موقفه الإنساني الرافض للاستعمار.
هذان الملفان المعلقان يشكلان خلاصة العلاقات الجزائرية - الفرنسية على الدوام، و هما التحدي الذي يواجه صدق نوايا هذا الرئيس تجاه أصدقائه الجزائريين الذين سيتابعون خطوات أكثـر جرأة في ميدان الذاكرة و ينتظرون رد الجميل.ليس من عادة الجزائر أن توزع ألقاب الصداقة على الفرنسيين، إلا للذين ناصروا الثورة الجزائرية و أخلصوا لها مثل الجزائريين، و ماكرون رجل الفلسفة و الاقتصاد حصل على هذا اللّقب الغالي و الذي لا يقدر بثمن، لأنه كذّب و أدحض النظرية الاستعمارية لبلاده و تحدّى فرنسا التقليدية المتعجرفة و ربّما سيجد فرنسا جديدة و هو يسير « إلى الأمام».
النصر
الفيلسوف الرئيس و نظرية الاستعمار
-
باسم العمال والنقابيين الجزائريين: رئيس الجمهورية يوشح بلقب «النقابي الأول»
تم، أمس الأربعاء، تكريم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من قبل العمال والنقابيين الجزائريين وتوشيحه بلقب...
فيما أعلن وزير الاتصال عن تنظيم دورات تكوينية متخصصة: دعوة إلى تعزيز الإعلام الثقافي في كافة وسائل الإعلام
دعا مثقفون، إعلاميون، وباحثون أكاديميون أول أمس، إلى تعزيز الإعلام الثقافي في كافة وسائل الإعلام الوطنية وتطوير التكوين...
أبرزوا حرص رئيس الجمهورية على دعم هذه الفئة: خبـــــراء ينوّهـــــون بالمكاســــب العديـــــدة لفائـــــدة الطبقــــــة الشغيلـــــــــــة
أكد خبراء في الاقتصاد، أمس، تحقيق العديد من المكاسب لفائدة الطبقة الشغيلة في الجزائر منذ تولي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد...
في ظل ترتيبات محكمة وشروحات مفصلة لإنجاح العملية: فتح الأرضية الرقمية للوزارة اليوم لتسجيل التلاميذ الجدد
ينطلق اليوم التسجيل الإلكتروني لتلاميذ السنة الأولى ابتدائي للموسم الدراسي 2024/2025، عبر النظام المعلوماتي لوزارة...
1
-
المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بقسنطينة: استرجاع أزيد من 543 مليار سنتيم من عائدات تبييض الأموال
استرجعت عناصر المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بقسنطينة، أزيد من 543 مليار سنتيم من عائدات تبييض الأموال....
خلال معاينته لمؤسسات إنتاجية ببسكرة: وزير الصناعة يؤكد على استغلال كل الطاقات وتحسين المردودية
عاين وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، ببسكرة، أول أمس، وضعية المناطق الصناعية والمؤسسات التابعة لقطاعه وتفقد...
الوالي أكد بأن قسنطينة تحضّر لزيارة رئاسية كبيرة: تدشين طريقين وملعبين و وضع حجر الأساس لمشاريع تربوية وصحية
دشن أول أمس، والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، طريقين وعدة مشاريع تنموية عبر بلديات مختلفة، حيث زار عدة نقاط وضع خلالها...
تسليم نفق القرارم في 8 ماي: انطلاق أشغال الشطر الثاني من الطريق المزدوج نحو السيار بميلة
انطلقت، مساء أمس الأول، من بلدية سيدي خليفة بميلة، أشغال الشطر الثاني من الطريق المزدوج الذي سيربط عاصمة الولاية...
1