اعتبر، أمس، رئيس حزب حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، المرحلة التي تعيشها الجزائر ذات تحديات ومخاطر، تحتاج لتعبئة كل القوى من أجل تجاوز حالة الأزمات، صونا للمكتسبات وحماية للمصالح الحيوية للوطن.
خلال تنشيطه تجمعا شعبيا بدار الثقافة والفنون محمد بوضياف بعنابة، أمس، تحت شعار «التعبئة من أجل تنمية الوطن...أولوية شباب الجزائر المنتصرة»، قال بن قرينة «كان البعض يظن أننا نبالغ في الحديث عن التحديات والمخاطر، بل كان البعض يسخر من حديثنا عن كل ذلك، ويسخر منا عندما نُحذر من الفوضى التي تكتسح ساحاتنا العربية، والخطر القادم سيبدأ من جنوبنا ولا نقصد جنوب الجزائر بل نقصد من الساحل، كنا نقول بأن معركتنا هي معركة وعي يسبق معركة قوة الساعد والسلاح، فنحن ندعو إلى التلاحم وإلى العمل الجاد لتمتين الجبهة الداخلية ورص الصف الوطني».
ودعا رئيس حزب البناء الوطني، إلى مزيد من التعبئة واليقظة والمحافظة على حالة الاستقرار والسكينة العامة والطمأنينة المجتمعية، كما ربط تحقيق الاستقرار بالوعي الذي بدأ يتشكل لدى الشباب وعرج في هذا الشأن على سرد سبع نقاط أساسية، تجعل الشباب في صلب وأولوية المرحلة المقبلة.
وأضاف بن قرينة بأن الجزائر تزخر بمخزون من هذه الثروة الشبابية في زمن تشكو فيه دول كثيرة من نضوب رصيدها من هذه الثروة، قائلا «مستوى وعي شباب الجزائر نحو وطنهم سيقف ضد مخططات المكر وأجندة الاستهداف المرصودة ضد الجزائر، وسيتصدى لها».
واستشهد المتحدث بتصريح لرئيس الجمهورية في آخر لقاء مع الصحافة الوطنية، والذي أشار فيه، الى التنامي المفرح لمستويات الخطاب و الحس الوطني لدى الجيل الجديد من شباب الجزائر.
و أضاف بن قرينة بالقول «وجب علينا أن نحمي جميعا حق كل الجزائريين والجزائريات في الانتماء للوطن، ولا ينبغي أن نسمح لأحد أن يزايد على أحد في هذا إلا بالتضحية وبالبذل وبالعمل النافع للمجتمع». و أوضح في هذا الشأن «وجب عليكم أنتم أيها الشباب أن تكونوا في منأى من مغبة ذهنيات الجهوية والعشائرية، فإنها نواسف تنسف نسيج المجتمعات، بل وجب عليكم أن ترسخوا قيم التعددية والتنوع بدلا من قيم التضاد والاختلاف، لا بد أن نقاوم جميعا كل أشكال التمييز وخطاب الكراهية والتفرقة باحترام قدسية الانتماء للجزائر فإنها رحمٌ للوحدة الوطنية».
و أوضح المتحدث، بأن الدستور والجزائر الجديدة، كرسا الكثير من الحقوق والمؤسسات لإثبات وجود الشباب واحتضان طاقتهم الهائلة وتنفيذ مهاراتهم وتحقيق طموحاتهم، وتجسيد تطلعاتهم وإبداعاتهم، أملا مواصلة الحكومة والقطاعات الاقتصادية تنفيذ البرامج والمخططات المرتبطة بالشباب على أرض الواقع، ودعمها بالخبرة والتجربة، وبالتمويل وبالتسويق وبالإعفاءات الجبائية والجمركية، وبتذليل كل الصعوبات لاسيما منها الصعوبات البيروقراطية.
واعتبر بن قرينة استخدام ترويج المخدرات والمتاجرة بها والهجرة غير الشرعية العابرة للحدود والأوطان، حربا لتدمير الثروة الشبابية، فخصوم الجزائر - حسبه - يسعون إلى تدمير القوة الذاتية للشباب، وبث اليأس وروح الاتكالية وقطع الأوصال بينهم وبين هويتهم ومقومات وثوابت الأمة، وإبعادهم عن المشاركة الانتخابية وتزين العزوف عنها لتكريس الأمية السياسية، قائلا « إنهم يدركون بأن الشباب المهيكل في الأحزاب وفي الجمعيات وفي المؤسسات هم الأقدر على توفير حواضن ومشاتل قيادات مجتمعية تبني الحاضر وتؤمن المستقبل».
و دعا رئيس حزب حركة البناء الوطني، إلى رعاية الانتقال السلس بين جيلين لضمان استمرارية الدولة الجزائرية، يكون بضمان مشاركة شباب الجزائر في بناء المؤسسات وقيادتها بناءً حقيقياً عن طريق أحزاب سياسية تمثيلية تكون عبارة عن مؤسسات لتكوين نخب والكفاءات القادرة على تحصين المجتمع وتأطيره.
وختم بن قرينة بدعوة الشباب للتحلي بالمسؤولية اتجاه ثوابت الوطن، أولها القضية الفلسطينية ، والقضية الثانية هي قضية الشعب الصحراوي «الذي تتعرض قضيته لمحاولات التحوير والقفز على حقائق الواقع والتاريخ من طرف المحتل المغربي وداعميه من القوى الغربية الاستعمارية».
حسين دريدح