أشاد الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي، مصطفى ياحي، أمس السبت، بالمسعى الاستباقي للدولة الجزائرية باقتراح قانون للتعبئة، مجددا نداءه لتعزيز اللحمة الوطنية والالتفاف بقوة حول المؤسسات الجمهورية، وحذر من دسائس دوائر ولوبيات ذات نوايا خبيثة منها من تحاول التشكيك في هوية وتاريخ شعبنا، وقال بأن الجزائر دولة سيدة في قراراتها وتتعامل بالندية اللازمة.
أشاد الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي، بالمسعى الاستباقي للسلطات العمومية من خلال مشروع قانون التعبئة المعروض على البرلمان، وقال ياحي، في افتتاح اجتماع المجلس الوطني للحزب، بأن الخطوة بمثابة «تدبير قانوني ونظرة استشرافية لمجابهة كل المخاطر والتحديات.» حيث جدد الحزب نداءه لتعزيز اللحمة الوطنية ودعم قدراتنا الدفاعية والالتفاف بقوة حول مؤسساتنا الجمهورية وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك الأمنية.
ولم يخفي الأمين العام للحزب قلقه مما وصفه بـ «التصعيد الإعلامي السافر الصادر من عدة دوائر ولوبيات ذات نوايا خبيثة منها من تحاول التشكيك في هوية وتاريخ شعبنا، ومنها من لم تستطع التخلص من عقدتها الاستعمارية القديمة، ومنها من لم تتجاوز سعيـها التوسعي الاستعماري الجديد، ومنها من لم تهضم بأن الجزائر دولة سيدة في قراراتها وتتعامل بالندية اللازمة».
وقال بهذا الخصوص، إن التجمع الوطني الديموقراطي، يدرك مقاصد المشاريع الإجرامية والعدائية التي تستهدف استقرارنا وأمننا وأمام هذا التحدي، جدد ياحي الدعوة إلى تشكيل جبهة إعلامية وطنية موحدة لإحباط هذه الحرب الإعلامية من خلال تسخير كل طاقاتنا البشرية من مختلف المشارب، ومن الكفاءات الإعلامية والإطارات الوطنية التي تزخر بها الجزائر وتمكينها من حقها و واجبها في الدفاع عن الوطن ضمن استراتيجية إعلامية للدولة واضحة المعالم.
وحسب الأمين العام للأرندي، فإن الحقد الدفين الذي تكنه القوى العدائية لم يقتصر على الحرب الإعلامية، بل امتد إلى حرب تستهدف شل قدرات شبابنا من خلال إغراق بلادنا بسموم المخدرات والمؤثرات العقلية، وقال ياحي بأنها حرب أخرى يجب التصدي لها و»نشيد في هذا المقام بالتدابير القانونية المتخذة للتصدي لهذه الظاهرة، كما نشيد بمجهودات أجهزة الدولة لمحاربة الجرائم العابرة للحدود».
«المؤامرات مصدرها من لا يحسنون قراءة التاريخ»
وقال الأمين العام للأرندي، بأن دورة المجلس الوطني تنعقد في ظروف وطنية، وإقليمية ودولية حساسة، مشددا على ضرورة إبراز مواقف ورؤى التجمع في هذا الشأن. موضحا بأن حزبه يؤمن «بمفهوم الأمل في هذا الوطن المفدَّى»، الذي هو شعار الحزب، مشيرا إلى أن الحزب يقدم الحجج والبراهين لمجابهة خطاب اليأس والتشكيك في قدرات وإمكانيات شعبنا والذي يمتد تاريخه إلى آلاف السنين، انصهرت وتشكلت من خلالها شخصية وهوية الإنسان الجزائري.
وأوضح ياحي، بأن الشخصية الجزائرية صُقلت بالعروبة والإسلام والأمازيغية، وهو ما يشكل جدار المناعة الذي تتحطم عليه كل المؤامرات والدسائس التي تظهر وتطفو من حين لآخر، ومصدرها بكل تأكيد هو سوء قراءة تاريخ الجزائر الصامدة والشامخة، من طرف أولئك الذين لا يحسنون قراءة التاريخ.
وخلال حديثه عن الوضع الداخلي، قال الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي، بأن الدولة الجزائرية من خلال كل مؤسساتها، همها الأول هو تلبية حاجيات المواطنين وما أكثرها، وهي الجهود التي تظهر جليا من خلال قوانين المالية المتتالية في السنوات الأخيرة، التي تعكس حرص رئيس الجمهورية على حماية ودعم الفئات الاجتماعية الهشة والضعيفة وحتى المتوسطة.
ودافع ياحي عن السياسة الاجتماعية للدولة، مؤكدا أنه ليس من السهل أن تخصص موارد مالية معتبرة وغير مسبوقة للدعم الاجتماعي في ظل التقلبات الاقتصادية والمتغيرات الجيوسياسية المتسارعة في العالم. وتابع قائلا: «إننا في الأرندي ندرك تماما حجم التحديات وصعوبة المرحلة وهذا ما يجعلنا نحدد موقفنا الداعم لبرنامج السيد رئيس الجمهورية ولجهود مؤسسات بلادنا تجاه المواطنين وفي كل ربوع الوطن».
كما انتقد المشككين في السياسات المتبعة والإنجازات المحققة، وقال إن من ينكر إرادة رئيس الجمهورية في ترشيد النفقات ووضع حد لكل مظاهر الفساد، هو جاحد، وكذا من ينكر النظرة المستقبلية للرئيس في وضع أسس حقيقية لبُنية تحتية مهيكلة لاقتصاد وطني قوي وصلب ينخرط في الاقتصادات العالمية ويضمن نموا تصاعديا. مشيرا بأنها مواقف وبرامج و ورشات تجسد في الميدان بسواعد أبناء هذا الوطن، وبثقة المواطن الجزائري في مؤسساته.
وأكد مصطفى ياحي، بأن حزبه لن يقف في صف المشككين، وقال بأن الأرندي اختار الطريق الصحيح والصعب وسيظل قوة مسؤولة وقوة اقتراح منسجما مع مبادئه النبيلة التي أُنشئ من أجلها خدمة للمواطن والجزائر. موضحا بأن الجزائر بحاجة إلى كل أبنائها في كنف قيم وتعاليم ديننا الحنيف، وبحاجة إلى كل الخيرين الشرفاء خاصة في ظل التكالب والتربص المستمر الراميان للنيل من استقرارنا الاجتماعي وأمننا القومي.
ع سمير