كشف عالم المناعة والميكروبيولوجيا السريرية، سليم بوقرموح، الذي لعب دورا محوريا في التجارب السريرية للقاح «فايزر» المضاد لفيروس كورونا، عن تأسيسه لشركة تربط بين الطب والذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير حلول رقمية مبتكرة للوقاية من الأمراض المزمنة، وتحدث في هذا الحوار الحصري للنصر، عن خفايا تجربته داخل واحدة من أكبر شركات الأدوية العالمية «فايزر»، وعن الدروس التي استخلصها من الجائحة، والمشاريع التي يقودها اليوم، ورؤيته لمستقبل الطب في ظل التحول الرقمي.
حاورته: لينة دلول
النصر: سليم بوقرموح، باحث وطبيب في علم المناعة والفيروسات، سلك مسارا طويلا قبل أن يصنف ضمن أهم علماء الطب في العالم، حدثنا عنه؟
سليم بوقرموح، إنسان شغوف بالعلم منذ الصغر، ولدت في الجزائر العاصمة سنة 1968، ودرست في ثانوية الإدريسي ضمن شعبة الرياضيات، كنت منذ البداية مولعا بالعلوم الطبية، وكنت أرغب في التخصص في الطب، وبالضبط في مجال الميكروبيولوجيا، لاسيما الفيروسات والبكتيريا.
تأثرت كثيرا بعمي، الذي كان يعمل في معهد باستور بالجزائر، وكان متخصصا في علم الفيروسات، هذا التأثير دفعني لاحقا للعمل في معهد باستور بسيدي فرج.
التحقت بكلية الطب في الجزائر، وتخصصت أولا في الأورام وطب المصل، لأعود مجددا إلى الميكروبيولوجيا الطبي، فيما بعد، توسع اهتمامي ليشمل علم الفيروسات والبكتيريا، فسافرت إلى فرنسا حيث تابعت تدريبا متخصصا في معهد»chu»بمدينة بواتييه، وجامعة بواتييه، وعملت هناك داخل مخبر مختص في علم الفيروسات والجراثيم، لكن رغبتي في البحث العلمي الأساسي دفعتني إلى كندا، وهناك حضرت أطروحة الدكتوراه في علم المناعة والفيروسات»immunologie et virologie»بجامعة مونتريال.
بعد ذلك، أتيحت لي فرصة العمل في سنغافورة، حيث التحقت بمرحلة ما بعد الدكتوراه (post-doc) في معهد»SMART»، وهو مركز أبحاث أنشأه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»MIT» بالشراكة مع حكومة سنغافورة، وكان يجمع باحثين من مختلف دول العالم.
لاحقا، زرت الجزائر لفترة قصيرة قبل أن أعود إلى كندا، حيث عملت في أحد المخابر المتخصصة في الميكروبيولوجيا، ثم جاءت الفرصة المهمة وهي الالتحاق بشركة «فايزر».
هناك، بدأت عملي في الدراسات السريرية الخاصة باللقاحات، وكان لدي اهتمام خاص بكل ما يتعلق بالمناعة والتقنيات اللقاحية، كما كنت ضمن الفريق السريري الأول الذي عمل على لقاح «كوفيد-19»، وهي تجربة شكلت محطة مفصلية في مسيرتي المهنية.
تكويني في الجزائر وراء نجاح مشواري في البحث العلمي
دكتور بوقرموح، دعنا نتوقف عند محطاتك الأولى في الجزائر : كيف كانت مرحلة دراستك الجامعية؟
في بداياتي، تلقيت تكوينا جيدا رغم اختلاف ظروف تلك المرحلة عن اليوم، فطلاب الطب في الجزائر حاليا يدرسون في معاهد حديثة ومتطورة على خلاف ما كان في الماضي، لكن ما عوض ذلك هو وجود نخبة من الأساتذة الجامعيين الممتازين، الذين كانوا يملكون روحا أكاديمية عالية، ويحرصون على تكويننا بجدية، ويستثمرون وقتهم وطاقاتهم لتعليمنا، بالرغم من أن عدد الطلبة كان قليلا، لكن كنا شغوفين ومجتهدين.
من أجمل الفترات التي أحتفظ بها في ذاكرتي هي فترة الإقامة الطبية، خاصة عندما تخصصت في الأورام «الأنكولوجيا» تحت إشراف الدكتور بوزيد، هناك، عملت مع أطباء سريريين شغوفين جدا، كانوا يعملون بحماس وإخلاص في المستشفى الجامعي العمومي، من خلالهم تعلمت الدقة والالتزام، وقبل كل شيء، الجانب الإنساني في التعامل مع المرضى.
كما أن فترة تخصصي في الميكروبيولوجيا كانت مفصلية، درستها في مستشفى القطار بالجزائر العاصمة، وكانت لدي الفرصة للتكوين الميداني في معهد باستور، سواء في الحامة أو في فرع سيدي فرج، هذه التجارب العملية منحتني الأساس المتين الذي بنيت عليه مشواري لاحقا في البحث العلمي.
هكذا انتقلت من الميكروبيولوجيا إلى المناعة
بعد تخرجك من الجامعة، درست تخصص علم المناعة في الخارج، كيف كان ذلك؟
اخترت التخصص في الميكروبيولوجيا خلال دراستي في الجزائر، فقد كان مجالا يثير اهتمامي منذ البداية، لكن حين انتقلت إلى فرنسا، شعرت بفضول علمي كبير لاكتشاف مجال علم المناعة، الذي كان وقتها لا يزال غامضا نسبيا، ولا نملك عنه فهما معمقا كما هو اليوم.
ومع مرور الوقت، اتضح لي أن المناعة ليست مرتبطة فقط بمكافحة الفيروسات والجراثيم، بل لها تطبيقات وتشعبات هائلة في مختلف التخصصات، من بينها الأمراض المزمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحالات الالتهاب.
كنت أعمل في مخبر تحت إشراف بروفيسور متميز في فرنسا، وكان التأطير هناك جادا وصارما، حيث عملنا على فهم تنظيم الجهاز المناعي»régulation du système immunitaire»، وركزنا بشكل خاص على الخلايا المنظمة»les cellules régulatrices»، التي كانت تصنف ضمن المجالات الناشئة في البحث العلمي آنذاك، حيث اشتغلنا على توصيف»caractérisation»آليات لم يكن المجتمع العلمي يعرف عنها الكثير.
هذه التجربة علمتني الكثير، ليس فقط من الناحية العلمية، بل أيضا من حيث الانضباط، كنت أبدأ يومي في المخبر من الثامنة صباحا حتى منتصف الليل، وأحيانا أواصل العمل حتى خلال عطل نهاية الأسبوع، كان الفضول العلمي والرغبة دافعان لفهم المحيط الذي نعيش فيه، ومعرفة كيفية تفاعل أجسامنا معه.
كيف تصف تجربتك البحثية بين كندا وسنغافورة؟ وما أبرز الاختلافات التي لمستها في البيئتين؟
في كندا، عشت تجربة بحثية متميزة ضمن النظام الجامعي لأمريكا الشمالية، ما شدني هناك هو وجود حرية حقيقية في اختيار مواضيع ومشاريع البحث، وكذلك في أساليب الإشراف العلمي، حيث يتوفر تمويل جيد للأبحاث، مما يتيح مساحة واسعة للإبداع والابتكار.
هذه البيئة تجذب باحثين وطلبة من مختلف أنحاء العالم، مما يخلق تفاعلا فكريا وثقافيا غنيا، حيث كل واحد يقدم رؤيته للموضوع من زاوية مختلفة، وهذا ما يمنح العمل البحثي هناك ديناميكية خاصة.
أما في سنغافورة، فقد كان التركيز منصبا أكثر على البحث التطبيقي، لأنهم يبحثون عن حلول عملية لمشاكل واقعية يعاني منها المجتمع، مثل مشاكل النقل الحضري والتخطيط العمراني، كون سنغافورة تشكل مركز عبور دولي ولها طموح بأن تكون مرجعا علميا وتقنيا لجنوب شرق آسيا.
كما أن سنغافورة خصصت مركزا للتكوين يستقطب طلبة من دول الجوار مثل فيتنام، الصين، وكمبوديا، ويتعلمون هناك على أيدي أساتذة من جنسيات متعددة، لذا كانت لديهم برامج واضحة لجذب الكفاءات العلمية الأجنبية، ما جعل من تجربتي هناك فريدة ومثمرة.
البيئة البحثية، باختصار، تختلف من بلد إلى آخر حسب المحيط، والمشاكل التي يعيشها المجتمع، والأهداف التي تسطرها السياسات العلمية في كل دولة.
الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارا في الطب بل أصبح ضرورة
تعد من العلماء المهتمين بربط البحث العلمي بالذكاء الاصطناعي، كيف بدأت هذه العلاقة، وهل كشفت لك عن آفاق جديدة في الطب؟
بالفعل، بدأ اهتمامي بالربط بين البحث العلمي والذكاء الاصطناعي خلال فترة عملي في شركة فايزر، حين كنت أشتغل على الدراسات السريرية الخاصة باللقاحات.
كنا نواجه تحديات كبيرة في التنبؤ بالآثار الجانبية المحتملة، لأن التجارب السريرية كانت في مراحلها الأولية، واللقاح لم يكن مصادقا عليه بعد، كما أننا لم نكن نعرف بدقة من تلقى اللقاح فعليا، ومن لم يتلقه، بحكم أن الدراسات كانت عمياء.الأصعب من ذلك، أن الأعراض الجانبية التي تظهر لم تكن واضحة المصدر هل هي ناجمة عن اللقاح نفسه؟ أم أنها مرتبطة بحالة صحية سابقة؟ أم أنها محض صدفة؟ لهذا السبب، بدأت أبحث عن أدوات رياضية وخوارزميات برمجية استباقية «prospectives» تساعد على تفسير هذه الظواهر المعقدة.منذ حوالي أربع سنوات، دخل الذكاء الاصطناعي على الخط بشكل فعلي التحقت بدورات تدريبية في معهد كولومبيا، ودرست تقنيات الذكاء الاصطناعي عن بعد، تلك الحصص مكنتني من إدراك القوة الهائلة لهذه الأدوات، خاصة في تحليل البيانات الضخمة ومتابعة تطور الأمراض والتنبؤ بتأثيراتها.
اليوم، يمكنني القول إن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارا إضافيا في البحث العلمي الطبي، بل أصبح جزءا من المنهج، خصوصا في دراسة التفاعلات المناعية، والتنبؤ بفعالية اللقاحات، وتحليل المخاطر الصحية المحتملة بدقة وسرعة غير مسبوقة.
تطوير لقاح فايزر..ليس مجرد مهمة بل فرصة إنسانية عظيمة
كيف كان التحاقك بشركة «فايزر»؟ وهل كنت تتوقع يوما أن تكون في الصفوف الأولى لتطوير لقاح عالمي؟
عندما كنت في كندا، كنت دائما أطرح على نفسي سؤالا جوهريا : «أين يمكنني أن أحدث الفرق الحقيقي؟ هل أواصل مساري في الجانب الأكاديمي وأتفرغ لتطوير الأبحاث العلمية، أم أنتقل إلى مجال أوسع يكون فيه تأثير عملي ملموسا ومباشرا على صحة الناس؟
بحكم تكويني في مجال الطب المناعي، كنت دائما مهتما باللقاحات، باعتبارها من أهم أدوات الوقاية الصحية وأشدها فاعلية في حماية المجتمعات.
في تلك الفترة، أُتيحت لي فرصة إجراء مقابلة عمل مع شركة «فايزر»، وكانت تجربة مفصلية في مساري المهني، التحقت بالشركة وبدأت أشتغل ضمن فرق البحث والتطوير، وهناك شعرت أنني في المكان المناسب، حيث تلتقي المعرفة العلمية بالتطبيق العملي لخدمة الإنسانية.
ثم جاء العام 2020، وبدأ العالم يواجه واحدة من أعقد الأزمات الصحية في العصر الحديث جائحة كوفيد-، كان الوضع خطيرا، والعالم كله يترقب حلولا علمية عاجلة، حينها، دعتني الشركة للمساهمة في مشروع تطوير لقاح ضد الفيروس.
قالوا لي بكل وضوح «نحتاجك معنا لتطوير لقاح، نعلم أن الطريق لن يكون سهلا، العمل سيكون مضنيا، لا نوم، ولا عطل لكن الأمر يستحق.» وافقت دون تردد.
لم أعتبرها مجرد مهمة مهنية، بل كانت فرصة إنسانية عظيمة، فالمساهمة في إنقاذ حياة آلاف وربما ملايين الأشخاص هو شرف لا يقارن.
ورغم كل الضغوطات التي كنا نعيشها كأطباء وباحثين في تلك المرحلة الحرجة، ورغم الغموض الذي كان يحيط بالمستقبل إذ لم نكن نعلم إن كان اللقاح سينجح فعلا، أو إن كان سيساهم في التخفيف من معاناة البشر إلا أنني آمنت بقدرتنا، وبأن للعلم دائما الكلمة الفصل.
ما هو الدور الذي لعبته تحديدا في تطوير لقاح فايزر؟
دوري كان مرتبطا بشكل مباشر بالمرحلة السريرية من تطوير اللقاح، وهي مرحلة حاسمة وأساسية للحصول على المصادقة الرسمية من الهيئات الصحية.
صحيح أن اللقاح من حيث المبدأ والتكنولوجيا تم تطويره من طرف شركة «بيونتيك» الألمانية، لكن من أجل اعتماده رسميا، كان من الضروري إجراء دراسات سريرية واسعة النطاق، تثبت فعاليته وسلامته عند استخدامه على البشر، وهنا تحديدا بدأ عملي الفعلي ضمن فريق فايزر.
تضمنت المرحلة السريرية إشراك أكثر من 45 ألف متطوع من مختلف الأعمار والفئات، وكل واحد منهم كان يخضع لمتابعة دقيقة وصارمة، كان لدينا فريق كبير ومتعدد التخصصات، أطباء، مختصون في علم المناعة، خبراء في مراقبة البروتوكولات، وتقنيون مكلفون بجمع البيانات وتحليلها.
كل فرد في الفريق كان له دور محدد، وتحت كل مسؤول رئيسي فريق فرعي يساعده في المهام اليومية، بالنسبة لي، كنت مسؤولا على جزء أساسي من عملية التجارب، يتمثل في متابعة حالات المتطوعين الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 بعد تلقيهم اللقاح أو الدواء الوهمي.
كنت أتكفل بمرحلة ما يعرف بـ prelevement et suivi des cas positifs، أي جمع العينات البيولوجية ومتابعة الحالة الصحية للمتطوعين المصابين، وتحليل مدى تطور الأعراض لديهم، ومقارنة ذلك بنتائج من لم يتلقوا اللقاح، هذا الجانب كان بالغ الأهمية لتحديد مدى نجاعة اللقاح، وفهم آلية اشتغاله وتأثيره الوقائي.كنا نعمل في ظروف غير عادية، تحت ضغط زمني رهيب، وفي وقت كان فيه العالم بأسره ينتظر هذا اللقاح كأمل للخلاص من الجائحة، ومع ذلك، بقينا ملتزمين بأعلى معايير الدقة العلمية والأخلاقيات الطبية، لأن المسؤولية كانت ضخمة، تتعلق بحياة ملايين البشر .
الجائحة تجربة إنسانية عميقة
ماذا علمتك جائحة كوفيد-19 على المستوى الإنساني والعلمي؟
جائحة كوفيد-19 كانت بمثابة تجربة عميقة، تركت في نفسي أثرا بالغا سواء من الناحية الإنسانية أو العلمية، من الناحية العلمية، أدركت بشكل أكثر وضوحا أن الجائحات الفيروسية ليست أحداثا استثنائية أو مفاجئة كما قد يظن البعض، بل هي جزء من دورة طبيعية في تاريخ البشرية. فظهور موجات وبائية جديدة أمر متوقع، وقد يتكرر كل خمس أو عشر سنوات، لذلك علينا أن نكون على أهبة الاستعداد لها، لا أن ننتظر حتى نجد أنفسنا في قلب الأزمة.
الجائحة علمتني أهمية التحضير المسبق، سواء على مستوى المنظومات الصحية أو على مستوى الفرق الطبية والعلمية، كما أنه لا يمكننا أن نواجه مثل هذه الكوارث بفعالية إذا لم تكن لدينا أنظمة منظمة، وبنى صحية قوية، وتنسيق دولي موحد.
لقد رأيت بأم عيني كيف أن العمل تحت الضغط، دون تخطيط أو جاهزية، قد يؤدي إلى إنهاك الطواقم الطبية وتأخر الاستجابة.
كما تعلمت أن التنظيم هو مفتاح النجاح في الأزمات، ليس فقط داخل المستشفيات أو المختبرات، بل على مستوى الدول والمؤسسات العالمية. يجب أن تكون هناك وحدة وتضامن بين الدول لمواجهة هذه التحديات، لأن الفيروس لا يعرف حدودا، والتعامل الفردي مع جائحة عالمية ليس مجديا.
أما على المستوى الإنساني، فقد لمست بشكل مباشر هشاشة الإنسان أمام فيروس لا يُرى بالعين المجردة، وكيف يمكن للعلم أن يكون أداة لإنقاذ الأرواح متى توفرت الإرادة والتعاون، تعلمت كذلك أهمية التوعية، وكيف أن تثقيف الناس حول أهمية اللقاحات، والتشخيص المبكر، وإتباع البروتوكولات الصحية هو أمر حاسم.
أسست شركة خاصة تهتم بتحليل البيانات الطبية للتنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها
ما هي المشاريع التي تعمل عليها حاليا؟ وهل هناك تركيز جديد على لقاحات أو أمراض معينة؟
منذ نوفمبر 2024، أنهيت تجربتي مع شركة فايزر بعد سنوات من العمل المكثف في مجال اللقاحات، وشعرت أن الوقت قد حان لأفتح أفقا جديدا يجمع بين شغفي بالطب واستكشافي لتقنيات المستقبل، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.
هذا التوجه لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لقناعة متزايدة بأن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة حقيقية في الميدان الطبي، ليس فقط في العلاج، بل خاصة في جانب الوقاية، والتشخيص المبكر، والمتابعة المستمرة للمرضى.لهذا السبب، أسست شركتي الخاصة في الولايات المتحدة تحت اسم PreveAI، وهي شركة ناشئة تهدف إلى تطوير حلول رقمية مبتكرة للوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، وهي أمراض تتسبب في نسبة كبيرة من الوفيات حول العالم. نحن نعمل على توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين آليات التوعية الصحية وتحليل البيانات الطبية للتنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها، وتقديم إرشادات دقيقة ومبكرة للمستخدمين بشأن حالتهم الصحية.حاليا، أُولي اهتماما خاصا بتوسيع نشاط هذه المبادرة إلى بلدي الجزائر، حيث أعمل على تأسيس فريق محلي، وتسجيل الشركة رسميا، وإطلاق التطبيق الخاص بنا بداية في الجزائر.
ما هي النصيحة التي تقدمها للطلبة الجزائريين الذين يحلمون بمستقبل واعد مثلك؟
رسالتي الأولى لكل طالب هي أن يختار التخصص الذي يحبه بصدق، لا التخصص الذي يظنه سهلا أو الذي يفرضه المحيط، لأن الشغف هو الوقود الحقيقي لأي مسار ناجح، ووحده ما يمنحك القوة للاستمرار، حتى في أصعب الظروف.
كل نجاح، سواء كان في الجزائر أو في الخارج، لا يأتي صدفة، بل هو نتيجة استثمار طويل الأمد في الوقت، والمعرفة، والعلاقات، لذا أنصحهم بأن يستفيدوا إلى أقصى حد من أساتذتهم، وأن يحترموا العلم ومن يعلمه، لأن التوجيه الجيد يمكن أن يفتح أمامهم آفاقا غير متوقعة، عليهم أن يثابروا ويجتهدوا ويثبتوا قدراتهم، ليس فقط من أجل التميز الشخصي، بل لأن الجزائر بحاجة إلى كفاءاتها
الشابة. ل.د