يقدم البرلماني يوسف عجيسة، نائب رئيس المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة، في هذا الحوار مع النصر، تفاصيل الاعتداء الذي تعرضت له سفينة “الضّمير العالمي” التابعة لتحالف أسطول الحرية عندما كانت في وسط البحر تهم بالسير لكسر الحصار على غزة لتحمل وفدا دوليا من 21 جنسية يضم محدثنا، حيث استُهدفت بهجوم من طائرتين مسيّرتين في نصف الساعة الأولى من يوم الجمعة عندما كانت في المياه الدولية قُبالة مالطا. ويبرز عجيسة أن جميع الأدلة تؤكد أن الاعتداء نُفّذ من قبل الكيان الصهيوني، حيث أوضح أن محاميين من تركيا والولايات المتحدة يقومان بجمع الدلائل لمحاسبة الكيان الصهيوني في المحاكم الدولية، فيما نبه بأن السفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية، مشددا على أن مشروع كسر الحصار على غزة لن يتوقف.
حاوره: سامي حبّاطي
النصر: هل كنتم تتوقعون التعرض لهجوم مماثل؟
البرلماني يوسف عجيسة: تحالف أسطول الحرية هي الهيئة المشرفة على تسيير أسطول كسر الحصار على قطاع غزة. السفن تتحرك لكسر الحصار على غزة منذ سفينة مرمرة في 2010 من أجل كسر الحصار الظالم وغير الأخلاقي على القطاع. ما وقع لسفينة الضمير كان متوقعا، لكن كنا نتوقع أن يكون هذا السيناريو من آخر ما يمكن أن يحدث؛ أي أن تُهاجَم السّفينة ويُعتَقل من فيها، لكن حتى الهجوم لم نتوقع أن يكون بمسيّرة. الكيان المتوحش لا يعترف بالقوانين، إذ يتحرك على بعد 12 ألف ميل من حدود الكيان ويعربد ويقصف ويمارس إرهاب الدولة على سفينة تحمل متضامنين ومواد إغاثية لإخواننا في قطاع غزة.
الكيان الصهيوني المتوحش لا يعترف بالقوانين
النصر: هل يمكن أن تروي لنا اللحظات الأولى لوقوع الهجوم؟
البرلماني يوسف عجيسة: وقع القصف بالطائرة المسيرة الأولى عند منتصف الليل و23 دقيقة من يوم الجمعة 2 ماي، ثم عند منتصف الليل و26 دقيقة بالمسيرة الثانية، حيث استهدفت المسيرتان المُولّد وكل ما له علاقة بالاتصال والكهرباء. وذكرت التفسيرات والتحليلات العسكرية في مالطا أن هناك طائرة تابعة للكيان الصهيوني، انطلقت وحامت في الأجواء المالطية لمدة 3 أو 4 ساعات قبل القصف، ثم عادت إلى قواعدها بعد القصف.
- محاميان من تركيا وأمريكا يجمعان الدلائل لمتابعة الكيان الصهيوني في المحاكم الدولية
النصر: هل سجلت إصابات بين الأفراد الذين كانوا على متن السفينة؟
البرلماني يوسف عجيسة: تم تخريب السفينة ودخلت المياه إلى بعض الغرف، حيث لا تستطيع السفينة الإبحار الآن لأن المولد الكهربائي وكل ما له علاقة بالاتصال مخرب، لكن الحمد لله، ليس هناك مصابون على متن السفينة. لم تسجل إلا حالات اختناق بسبب ما تركته هذه الصواريخ.
- كان من المرتقب أن تنضم إلينا سفينة أخرى تحمل 5500 طن من المساعدات
النصر: كيف عرفتم أن الكيان الصهيوني هو من نفذ الاعتداء على السفينة، رغم أن الهجوم وقع قبالة مالطا؟
البرلماني يوسف عجيسة: الكيان الصهيوني، بغبائه، هو من أخبر بأن هذه السفينة تسيّر من طرف «حماس»، ولذلك وجب قصفها، لذلك فإن الكيان الصهيوني يعترف ضمنيا بأنه هو من قام بهذه العملية الإجرامية. كنا نصرح في البداية ونقول: «غالبا إنه الكيان الصهيوني»، لكن في النهاية، الكيان الصهيوني، دائما وأبدا، لا يعترف بما يرتكبه من إجرام، كما لم يعترف باغتياله للشيخين صالح العروري وإسماعيل هنية. كل الأدلة تبين أن الكيان الصهيوني هو الفاعل.
تم تخريب السفينة والمياه دخلت إلى بعض الغرف
النصر: هل هناك جزائريون آخرون ضمن الذين كانوا سيبحرون على متن السفينة؟
البرلماني يوسف عجيسة: أنا الجزائري الوحيد على متن السفينة، إذ تأسست المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة العام الماضي من أجل تحريك سفن لكسر الحصار. لقد كانت المبادرة الجزائرية هي الأولى، ثم تلتها مبادرات تركية وأوروبية وغيرها. المبادرة الجزائرية تضم المؤسسات الجزائرية النشطة في نصرة القضية الفلسطينية، من بينها جمعية الإرشاد والإصلاح وجمعية الأيادي البيضاء وجمعية العلماء وغيرها من المؤسسات الوطنية الأخرى. يرأس المبادرة الجزائرية الشيخ يحيى ساري، وأنا نائبه. نحن من نتواصل مع اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة وتحالف أسطول الحرية.
- تحليلات أكدت تحليق طائرة صهيونية في الأجواء المالطية قبل الهجوم
النصر: صرحتم أن السفينة تضم وفدا أمريكيا من الولايات المتحدة. من هم أعضاء هذا الوفد؟ هل هم نشطاء؟
البرلماني يوسف عجيسة: يوجد أمريكيون على متن السفينة، وهم يمثلون أكبر وفد، إذ يضم 9 نشطاء ضمن الوفود الذين يشاركون في السفينة. ويضم الوفد الأمريكي صحفيين وإعلاميين ورجال أعمال وسياسيين، ويعتبر وفدا ذا قيمة ومكانة، فضلا عن أنهم يرفضون سياسة بلدهم بمشاركة الكيان الصهيوني في الإبادة الجماعية وحرب المجاعة التي يقوم بها على أرض غزة.
لم نتوقع أن تُهاجَم السفينة بطائرة مسيّرة
النصر: كم عدد المتواجدين على متن السفينة؟
البرلماني يوسف عجيسة: كان على متن السفينة ثمانية عشر متضامنا وناشطا، وهم الذين انطلقوا من تونس، على أساس أن يلتحق بها ستون متضامنا من 21 دولة وجنسية، من بينها الجزائر، عندما تصل إلى المياه الإقليمية بالقرب من مالطا.
النصر: من قدم الإغاثة للسفينة عند تعرضها للهجوم؟
البرلماني يوسف عجيسة: عندما تعرضت السفينة للقصف، بعثت بإشارة إغاثة وتمت إغاثتها من قبل سفينة قبرصية، حيث ساهمت وشاركت في إخماد النيران التي نشبت فيها بعد القصف.
- الهجوم استهدف المولد وأجهزة الاتصال والكهرباء
النصر: أين تتواجدون حاليا؟ وهل ستواصلون المسير لكسر الحصار على غزة؟
البرلماني يوسف عجيسة: نتواجد الآن في مالطا بجانب السفينة التي منعنا من أن نكون على متنها، ونحن نفكر الآن في ما سوف نقوم به من خطط أخرى حول الإغاثة وسحب السفينة إلى دولة مالطا من أجل إصلاحها ومواصلة المسير إلى غزة. ما يقوم به الكيان الصهيوني لن يثنينا عن مواصلة السير ومواصلة العمل من أجل كسر الحصار على إخواننا ووقف هذه الإبادة والمجاعة التي يتعرض لها إخواننا وجزء من شعبنا في أرض الرباط والجهاد.
- سفينة قبرصية أغاثت «الضمير العالمي» وساهمت في إخماد النيران
النصر: ما هي الخطوات التي ستتخذونها لمحاسبة الكيان الصهيوني على جريمته ومعاقبته؟
البرلماني يوسف عجيسة: لدينا محاميان، أحدهما من تركيا والآخر من الولايات المتحدة. إنهما يقومان حاليا بجمع الأدلة والآثار التي كانت من جراء القصف. سنسحب الكيان إلى المحاكم الدولية، لأن ما وقع يعتبر جريمة حرب ومخالفا للقانون الدولي والإنساني. إن ما وقع اقتحام لأجواء دولة ذات سيادة وقصف لسفينة في عرض البحر، ولا يجوز لأحد القيام بهذا العمل، لكن الكيان يعربد ويقوم بهذه الأعمال في كل مكان.
الكيان الصهيوني يعترف ضمنيا بتنفيذه الاعتداء وكل الأدلة تؤكد ذلك
النصر: ماذا كانت تحمل السفينة؟
البرلماني يوسف عجيسة: كنا نحمل معنا في السفينة بعض المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية، على غرار حليب الأطفال، بينما كان يرتقب أن تنضم إلينا في طريقنا سفينة أخرى تحمل أكثر من 5500 طن من المساعدات لفائدة إخواننا في غزة.
ما يقوم به الكيان الصهيوني لن يثنينا عن مواصلة العمل لكسر الحصار على غزة
النصر: هل ستواصلون العمل على تسيير سفن أخرى لكسر الحصار على غزة مستقبلا؟
البرلماني يوسف عجيسة: مشروع كسر الحصار البحري على قطاع غزة لن يتوقف، ما دام الحصار قائما ومادامت المعابر مغلقة ومادامت الحرب قائمة على إخواننا في قطاع غزة، فلا يمكن أن نتوقف عن هذه المحاولات. لقد كانت محاولة كبيرة العام الماضي بثلاث سفن كبيرة كان يفترض أن تنطلق من إسطنبول، وكان عدد المشاركين فيها يصل إلى الألف تقريبا من 50 جنسية و50 علما. لقد استطاع الكيان الصهيوني حينها أن يفشل الانطلاقة من إسطنبول العام الماضي، لأنه مخترق للكثير من الدول والمؤسسات، بما فيها المؤسسات الدولية. وبما أنه ليست لدينا إلا الواجهة البحرية من أجل الوصول إلى قطاع غزة، فأكيد أننا سنبقى كجزائريين وكأحرار العالم نمارس ونجتهد ونحاول كل مرة كسر الحصار على غزة والوصول إليها، ولم لا يصبح تسيير السفن إلى غزة ونقل المساعدات بشكل دائم عبر البحر. س.ح