نجح أمس، مستقبل الرويسات في العودة بكامل الزاد من الخروب، بعد فوزه على الجمعية المحلية في آخر أنفاس المقابلة التي شهدت سيناريو هيتشكوكيا، ليحافظ بذلك على صدارة ترتيب البطولة.
بداية اللقاء كانت حذرة من الجانبين، وفي أول محاولة خروبية في الدقيقة 4 وعلى إثر تهاون في المراقبة من طرف دفاع المستقبل، يستغلها المدافع محرزي الذي لم يجد صعوبة في إسكان الكرة شباك الحارس رحال الذي لام دفاعه كثيرا. رد فعل الزوار كان قويا، وكاد المستقبل أن يعدل النتيجة على مرتين عن طريق حاج سعد و بن خيرة في الدقيقتين 6 و8 على التوالي، وفي الحالتين تألق الحارس ماستن، واثمر الضغط عن تعديل النتيجة في الدقيقة 10 بواسطة شلابي الذي استغل وجود ثغرة في الجهة اليسرى للدفاع الخروبي، وسدد في الزاوية البعيدة للحارس ماستن. وواصل الزوار اندفاعهم بحثا عن الهدف الثاني، خصوصا أن أغلب الصراعات الثنائية في منتصف الميدان كانت لصالح أبناء الجنوب، وافتقرت جل الهجمات للدقة واللمسة الأخيرة. من جهتها، بدأت الجمعية بعد مرور نصف ساعة، في استعادة التوازن والتحكم في الكرة و الاعتماد على التمريرات السريعة القصيرة، لكن دون تشكيل خطورة على دفاع المستقبل. وشهدت الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول انخفاض نسق اللعب، مع كثرة التمريرات والتسديدات العشوائية من الجانبين، قبل أن تحمل الدقيقة 42 الجديد لمصلحة الزوار على إثر ركنية منفذة كما ينبغي، تجد رأسية شلابي الذي أضاف الهدف الثاني له ولفريقه، وهي النتيجة التي انتهى عليها الشوط الأول. بداية الشوط الثاني، شهدت دخولا قويا لأصحاب الأرض، وفي أول هجمة يتوغل بوالجدري، ويستغل ثغرة في وسط دفاع مستقبل الرويسات ويسدد بقوة، لكن الحارس رحال تصدى لها بصعوبة، كما أبعد دفاع الرويسات تسديدة محزم بصعوبة، ليأتي الرد من الزوار عن طريق جحدو الذي فوت فرصة تعميق الفارق، ليعود نفس اللاعب (جحدو) ويضيع مجددا في الدقيقة 61 فرصة تعميق الفارق عندما انطلق بقوة وسدد كرة أرضية زاحفة لم يحرك لها الحارس ماستن ساكنا، ولحسن حظ الخروبية مرت ببضعة سنتمترات عن إطار المرمى. وفي الدقيقة 64 وبعد هجمة سريعة للجمعية يفتح فنيري ناحية منطقة العمليات لتجد الكرة المدافع المحوري بوطمينة الذي جاء من بعيد وسدد على الطائر لتسكن الكرة الشباك معدلا النتيجة ومعيدا الضيوف إلى المركز الثاني. هذا الهدف أربك الزوار، الذين دخلوا في سباق مع الزمن، ليخلط أشبال زموري بين السرعة والتسرع، خصوصا مع مرور الدقائق، وبلوغ مسامعهم تواصل تقدم الحراش في شلغوم العيد، كما ضيعت الرويسات فرصة إضافة الهدف الثالث في الدقيقة 76 بعد مرور رأسية بن خيرة فوق إطار المرمى بقليل، كما تصدى الحارس ماستن ببراعة لتسديدة حاج سعد.
ومع دخول المقابلة للعشر دقائق الأخيرة، تركز اللعب في منطقة دفاع لايسكا التي اعتمدت على الهجمات العكسية عن طريق الهداف قريوة الذي كان محاصرا في هذه المقابلة، و اتسمت أغلب محاولات المستقبل بالتسرع خصوصا مع اقتراب المقابلة من نهايتها. وفي الدقيقة الأخيرة، أعلن الحكم عوينة عن ضربة جزاء بعد عرقلة تليلي في منطقة العمليات، وبعد احتجاجات طويلة من طرف الخروبية، تقدم نفس اللاعب ( تليلي) لتنفيذها في الدقيقة 90، وكان لها الحارس ماستن بالمرصاد في المرة الأولى، لكن البديل رويغي كان أسرع إليها، ووضع الكرة في الشباك وسط فرحة هستيرية من قبل لاعبي وطاقم المستقبل، مع تسجيل مناوشات بين عناصر الفريقين. وبعد الهدف لم يتأخر الحكم عوينة في إعلان نهاية المقابلة بفوز المستقبل واقترابه من الصعود للرابطة المحترفة قبل جولة من إسدال الستار على بطولة القسم الثاني، واحتفالات لاعبي مستقبل الرويسات مع الطاقمين الفني والإداري بتجاوز أهم منعرج في الموسم. فوغالي زين العابدين