تطمح لتكون قاعدة استراتيجية لتصدير السيارات نحو إفريقيا: "جيتور" الصينية ستصنع سياراتها في الجزائر نهاية 2025
أكد الرئيس المدير العام للشركة ذات المسؤولية المحدودة ريفولفا، الممثل الرسمي للعلامة الصينية جيتور في...
الرئيس تبون يؤكد أمام الطلبة بمناسبة 19 ماي: الجزائــر قطعــت خطــــوات عملاقــــة في مختلــف المجــــالات
* الدولة ستتكفّل بشكل تام بالطلبة * إعادة النظر في الخدمات الجامعيةأكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أن الجزائر حققت خطوات عملاقة وقطعت أشواطا...
ايران : تعرض مروحية تقل الرئيس رئيسي لحادث "هبوط اضطراري" شمال غربي البلاد
تعرضت طائرة مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحادث "هبوط اضطراري" في محافظة أذربيجان...
وزير النقل من جيجل: مسؤولو الموانئ مطالبون بتجسيد المعايير الدولية
• تسليم المرحلة الأولى من نهائي الحاويات بميناء جن جن في جوانأكد، أمس، وزير النقل، محمد الحبيب...
الجزائر
أخبار العالم
الرياضة
محليات
كراس الثقافة
حرب عبثية
- التفاصيل
- الزيارات: 919
توفي قرابة خمسين جزائريا غرقا في البحر منذ بداية موسم الاصطياف، دون احتساب ضحايا السدود والبرك.. بعد الموت القادم برا، صار الماء يقتل أيضا وبكل سهولة.
الصورة في الحقيقة مؤلمة جدا، فقد فعل الموت فعلته في الجزائريين بشتى الأشكال والطرق، وسيجد أي إنسان عاقل يعتمد في تسيير حياته اليومية على التربية والعقل، صعوبة في تفسير اندفاع الجزائريين نحو الموت بهذا الشكل.
ربما نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يموت ميتات عبثية بهذا الشكل، كيف لشاب في مقتبل العمر بكل قواه البدنية والعقلية أن يموت غرقا في البحر، و الأدهى من ذلك أن يقضي في بركة مائية أو حاجز مائي صغير يستعمل للسقي، حتى الحيوانات تبتعد عنه وتتجنب الوقوع فيه بدافع الغريزة، هي صورة مؤلمة فعلا لو تمعنا فيها جيدا و بشكل جدي.
ونحن في منتصف الصيف بعد ..العشرات من المواطنين يموتون هكذا في أماكن يفترض أنهم لجأوا إليها للاستجمام والبحث عن الراحة النفسية والبدنية، كل يوم تقريبا نسمع ونقرأ عن حوادث الغرق في الشواطئ، والأبار والسدود الصغيرة، لكن مثل هذه الصور لا نقرأ ولا نسمع بها في وسائل إعلام أجنبية لأنها ببساطة لا تقع في بلدان أخرى، و إن وقعت فبشكل نادر.
لم نسمع عن ألماني، أو أمريكي، أو ياباني مثلا يموت بكل هذا العبث في بركة مائية، صحيح أن الحوادث تقع في كل مكان لكن ليس بهذه الصورة التي توجد عليها اليوم عندنا، فنحن إما أننا نسينا أن الموت موجود، أو أننا لم نعد نعير اهتماما لحياتنا.
وهذه الصورة تعبر في الحقيقة عن خلل ما في التربية التي تلقن للأبناء، أو في تطبيق القانون، وهي في النهاية صورة عاكسة لمستوى وصلنا إليه كمجتمع، لكن أي فرد من المفترض أنه أولى بالحفاظ على حياته من أي جهة أخرى، كيف نربي طفلا ونتعب من أجله سنوات عديدة ولا نريه ما يضره مما ينفعه؟ كيف لشاب مثلا لا يعرف أين يستجم ويقضي عطلة مريحة؟ هذا أمر خطير على المستوى الاجتماعي.
لقد فعل التلهف بنا فعلته في كل شيء وليس فقط في هذا المجال، ونحن اليوم نرى شبابا وعائلات تهجم هجوما على الشواطئ دون فرز الصالح والنظيف منها، والمسموح وغير المسوح به، وهذا لا ينطبق على الشباب فقط بل على العائلات أيضا في صورة تعبر عن بؤس اجتماعي حقيقي.
صرنا لا نعرف حتى كيف نرتب عطلة بسيطة داخل الوطن نتمتع فيها ببعض الوقت، بعد مجازر حوادث المرور التي تقتل الآلاف من الجزائريين على مدار السنة هي الأخرى بطرق عبثية وغير مبررة، يأتي الصيف الذي عادة ما تكثر فيه الأفراح والسياحة والأسفار ليتحول إلى موسم للكوابيس و الخوف بالنسبة للكثير من العائلات، ومأتم بالنسبة لبعض العائلات التي تفقد أبناءها بهذه الطرق.
نقص الإمكانات والهياكل ليس مبررا لقتل النفس..لا يمكن أن نستمر كمجتمع على هذه الصورة، وثقافة السلامة مسؤولية الجميع، والحل يبدأ من طرح التساؤل عن أسباب الموت العبثي للجزائريين، سؤال من الضروري أن يتصدى له المختصون كما على الإعلام أن يلعب دوره ولا يكتفي بتقديم أرقام الموت الباردة دون أن يقدم قصصه المروعة التي يمكن أن تكون عبرة للمقبلين على المغامرات المميتة.
النصر