خلّف حادث انقلاب شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية في قطاع غزة، أمس، عشرين شهيدًا وعشرات المصابين من المدنيين المجوّعين أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات غذائية، وسط ظروف كارثية وفوضى مفتعلة من قِبل جيش الاحتلال.
واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاحتلال الإسرائيلي بمفاقمة الأزمة الإنسانية وتعزيز «هندسة الفوضى». وأشار في بيان صحفي إلى أن حادث انقلاب الشاحنة جاء نتيجة الظروف الكارثية التي يمر بها القطاع، والفوضى المتعمّدة التي تفرضها سلطات الاحتلال. وأوضح البيان أن الحادث وقع بعدما أجبر الاحتلال الشاحنة على سلك طرق غير آمنة، سبق أن تعرضت للقصف ولم تُهيأ للمرور، ما يكشف - بحسب البيان - تعمّد الاحتلال الزج بالمدنيين في مسارات الخطر والموت ضمن سياسة «هندسة الفوضى والتجويع»..
وأشار البيان إلى أن الاحتلال يسمح بدخول محدود لشاحنات المساعدات، في حين يتعمّد منع تأمينها أو تسهيل وصولها إلى مستحقيها، ويُجبر السائقين على المرور بمسارات مكتظة بالمدنيين الجائعين الذين ينتظرون منذ أسابيع أبسط مقومات الحياة. وهذا ما يؤدي إلى مهاجمة تلك الشاحنات وانتزاع محتوياتها، في مشهد يصنعه الاحتلال الإسرائيلي، حسب البيان، مع سبق الإصرار والترصّد.
وحمل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلالَ الإسرائيلي والدولَ المنخرطة في هذه المنظومة المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية، وعن دماء الأبرياء الذين يسقطون يوميًا نتيجة الجوع وسوء الإدارة المتعمد من قِبل قوات الاحتلال. كما طالب المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والحقوقية بالتدخل العاجل لوقف هذه الجريمة، وفرض فتح المعابر بشكل كامل وآمن ومستدام، وضمان تدفّق المساعدات الغذائية والطبية ووقود الحياة دون عراقيل أو اشتراطات سياسية.
وأكد المكتب أن الوضع في قطاع غزة تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأن ما يجري من جريمة ممنهجة يُعدّ فشلًا في الاستجابة الإنسانية وتورطًا مباشرًا أو غير مباشر في تعميق الكارثة، سواء بالصمت أو التواطؤ أو التغاضي.
وفي السياق ذاته، كشف المكتب الإعلامي عن دخول 94 شاحنة مساعدات فقط أول أمس الثلاثاء، تعرّضت غالبيتها للنهب والسطو نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يرعاها الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن تسجيل خمس حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للضحايا، حسب بيان الوزارة، إلى 193 شهيدًا، من بينهم 96 طفلًا. كما كشف التقرير اليومي لعدد الشهداء والجرحى جرّاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة عن استشهاد 138 فلسطينيًا وإصابة 771 خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، من بينهم 87 شهيدًا ارتقوا أثناء البحث عن لقمة العيش، إلى جانب 570 مصابًا، ليرتفع إجمالي شهداء «لقمة العيش» ممّن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1655 شهيدًا، وأكثر من 11,800 مصاب.
ورغم حجم الدمار والمجازر البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الأبرياء في غزة، سواء بالقصف أو التجويع أو إطلاق النار على المجوّعين الذين يخرجون بحثًا عن لقمة طعام، يواصل الاحتلال، مع سبق الإصرار والترصّد، ارتكاب المزيد من الجرائم بعد مرور 22 شهرًا على العدوان. وتحدثت أمس مصادر إعلامية عن قيام الاحتلال بنسف مربع سكني كامل في خان يونس، كما وجّه نازحون محاصرون نداءات استغاثة إثر القصف العنيف الذي تتعرض له المنطقة. وفي الوقت ذاته، ارتقى عدد من الشهداء في مناطق مختلفة من القطاع جراء القصف الصهيوني المتواصل.
نورالدين- ع
