كشف، أمس، المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن استشهاد 2590 عاملًا في المجالات الإنسانية منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن من بين الشهداء 986 طبيبًا و800 معلم و412 عامل إغاثة، إلى جانب 242 صحفيًا و150 عامل دفاع مدني.
وتدل إحصائيات المرصد الحقوقي على حجم الإبادة الجماعية البشعة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، والتي لم تستثن حتى العاملين في المجال الإنساني المحميين بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأكدت في هذا الإطار وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن حماية العاملين في المجال الإنساني مسؤولية قانونية وأخلاقية على المجتمع الدولي، واعتبرت استهداف الاحتلال الإسرائيلي للعاملين في هذا المجال جريمة تضاف إلى جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، وأضافت في بيان صحفي أمس أن العاملين في المجال الإنساني ليسوا أهدافًا، وإنقاذ الأرواح لا يجب أن يكلف الأرواح.
من جهة أخرى، يزداد الوضع الإنساني في قطاع غزة تدهورًا مع استمرار حرب الإبادة والتجويع والحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية، والاستهداف العنيف الذي تتعرض له مدينة غزة، خاصة حي الزيتون الذي يتعرض لهجمة شرسة من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن خطته الإجرامية لاحتلال مدينة غزة.
وأعلنت في هذا السياق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن وصول 58 شهيدًا و185 مصابًا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة الأخيرة، من بينهم 22 شهيدًا ارتقوا أثناء انتظار المساعدات الإنسانية، إلى جانب 49 مصابًا، وارتفعت حصيلة شهداء لقمة العيش، وفق بيان الوزارة، إلى 2018 شهيدًا و14947 مصابًا، بينما ارتفعت حصيلة العدوان منذ أكتوبر 2023 إلى 62122 شهيدًا و156758 مصابًا.
ومع استمرار سياسة التجويع الجماعي التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد سكان غزة، سجلت وزارة الصحة خلال 24 ساعة الأخيرة 3 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لشهداء المجاعة إلى 269 شهيدًا، من بينهم 112 طفلًا.
في سياق متصل، حذرت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة من نفاد الوقود وانعكاسات ذلك على العمل الإنساني في القطاع، مع التحديات الإنسانية الكبيرة التي يواجهونها، في ظل التهديدات الصهيونية المستمرة بتصعيد وتيرة حرب الإبادة في القطاع، وكشفت مديرية الدفاع المدني في بيان صحفي عن تلقيها 1500 لتر فقط من الوقود مطلع الشهر الجاري، من أصل 15 ألف لتر التي تمثل احتياجاتهم الشهرية لاستمرار الاستجابة للنداءات الإنسانية، وأشار نفس البيان إلى أن مركبات الدفاع المدني توقفت مرات عديدة في الطريق أثناء التوجه إلى المهمات، بعضها بسبب نفاد الوقود أو بسبب عدم توفر قطع الغيار لصيانتها.
وفي الإطار ذاته، حذر الدفاع المدني من التبعات الإنسانية الخطيرة في المناطق التي يعيد الاحتلال الإسرائيلي اجتياحها، وإجبار سكانها على النزوح، مؤكدًا في بيان صحفي أن هذه السياسة تهدف إلى تكريس معاناة المواطن، وتضع أمامهم كجهة تقدم الخدمة الإنسانية عوائق عديدة في الاستجابة لنداءات الاستغاثة، مشيرا إلى أن طواقم الدفاع المدني تتلقى على مدار الساعة نداءات استغاثة من مواطنين محاصرين في مناطق توغل فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي وبات يعتبرها مناطق عسكرية غير آمنة، خاصة في مناطق شرق الزيتون، الصبرة، خان يونس، وجباليا، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لقطع الطريق على الاحتلال، وإجباره على احترام القانون الإنساني الدولي وميثاق جنيف، وإيقاف عمليات التهجير التي يرتكبها بحق مليوني مواطن في قطاع غزة.
وعلى صعيد المعارك الميدانية في قطاع غزة، تبنت كتائب القسام أمس عملية نوعية ضد قوات جيش الاحتلال الصهيوني، حيث أغار مقاتلوها، حسب بيان نشرته القسام أمس، على موقع مستحدث للعدو جنوب شرق مدينة خان يونس بقوة قوامها فصيل مشاة، واقتحموا الموقع واستهدفوا عددًا من دبابات الحراسة بعدد من عبوات الشواظ وعبوات العمل الفدائي وقذائف الياسين 105، كما استهدف عناصر القسام، حسب نفس البيان، عددًا من المنازل التي تحصن بداخلها جنود الاحتلال، واقتحموها وأجهزوا بداخلها على عدد من جنود الاحتلال من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، كما أصاب عناصر القسام في نفس العملية قائد دبابة وأصابوه إصابة قاتلة، ودكوا المواقع المحيطة بمكان العملية بعدد من قذائف الهاون لقطع النجدات، وفور وصول قوة الإنقاذ، قام أحد الاستشهاديين بتفجير نفسه في الجنود وأوقعهم بين قتيل وجريح، واستمر الهجوم، حسب نفس البيان، لعدة ساعات، وتم رصد هبوط الطيران المروحي لإخلاء الجنود القتلى والجرحى.
من جهة أخرى، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على البناء الاستيطاني الجديد في الضفة والقدس، وقالت إن الاستيطان يقضي على فرص تطبيق حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، ويمزق وحدتها الجغرافية والسكانية، ويكرس تقسيم الضفة المحتلة إلى مناطق ومقاطعات معزولة بعضها عن بعض، غير متصلة جغرافيًا، لتصبح أشبه ما تكون بسجون حقيقية يتعذر التنقل بينها إلا عبر حواجز الاحتلال، ووسط إرهاب ميليشيات المستوطنين المسلحة المنتشرة في عموم الضفة.
نورالدين ع