أعلنت الأمم المتحدة رسميا، أمس الجمعة، تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها هذا الوضع بمنطقة الشرق الأوسط ، وهذا في ظل استمرار العدوان الصهيوني وحرب الإبادة والحصار والتجويع الممنهج، ما أدى إلى استشهاد وإصابة مزيد من الفلسطينيين، أمس، جراء الغارات الصهيونية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، في بيان مشترك ، صدر بجنيف، أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة.
وذكرت المنظمات، أنه على الكيان الصهيوني، ضمان توفر الغذاء والإمدادات الطبية لسكان غزة دون عوائق، للحد من الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية، لافتة إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء في قطاع غزة تضاعف 3 مرات، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.
كما أكد تقرير أصدره التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، استشراء المجاعة في محافظة غزة، أين يواجه أكثر من نصف مليون شخص ظروفا تتسم بالجوع والعوز والموت، داعيا إلى وقف المجاعة بها، بأي ثمن.
وحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي يضم خبراء من عدة دول، من أن سوء التغذية الحاد سيتفاقم بسرعة في قطاع غزة حتى جوان 2026.
وأوضحت منظمة « التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) ، أن «قطاع غزة يشهد حاليا أسوأ سيناريو للمجاعة، حيث اشتد الصراع والنزوح وانخفضت إمكانية الحصول على الغذاء وغيره من السلع والخدمات الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة». وذكرت المنظمة الدولية في بيان لها: « تشير الأدلة المتزايدة إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يسهم في ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع «، لافتة إلى أن أحدث البيانات، تشير إلى» أن استهلاك الغذاء في معظم أنحاء قطاع غزة قد بلغ حد المجاعة، بينما وصل سوء التغذية الحاد في مدينة غزة إلى حده الأقصى».وأكدت المنظمة على أنه « ارتفع معدل سوء التغذية بشكل سريع في النصف الأول من جويلية الماضي. وقد أُدخل أكثر من 20 ألف طفل إلى المستشفيات لتلقي العلاج بسبب سوء التغذية الحاد بين أفريل ومنتصف جويلية من العام الجاري بينهم أكثر من 3000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد».
وأشارت إلى أن» المستشفيات أفادت بزيادة سريعة في وفيات الأطفال دون سن الخامسة المرتبطة بالجوع، حيث سجِلت 16 حالة وفاة على الأقل منذ 17 جويلية 2025 «.
غوتيريش: لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع من دون عقاب
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، في بيان صحفي، عقب إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، على أنه «لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع من دون عقاب»، مؤكدا أن «حدوث المجاعة في غزة ليس لغزا، وإنها كارثة من صنع البشر وفشل للبشرية».
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن «المجاعة لا تتعلق فقط بالغذاء ولكنها انهيار متعمد للأنظمة الضرورية للبقاء على قيد الحياة». وذكر ، أن «الناس يتضورون جوعا والأطفال يموتون ومن يتحملون واجب العمل، يفشلون»، داعيا الكيان الصهيوني إلى ضمان وصول الإمدادات الغذائية والطبية لسكان غزة. وأكد أنطونيو غوتيريش، على عدم السماح بمزيد من الأعذار وأن الوقت للعمل هو الآن وليس الغد، مطالبا بالوقف الفوري لإطلاق النار والوصول الإنساني الكامل بدون عوائق. ومن جانبه، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة رامز الأكبروف، في بيان ، أمس، إن التأكيد الذي صدر بخصوص وجود مجاعة في محافظة غزة لا يشكّل مجرد نداء آخر للاستيقاظ، إنما هو جرس إنذار مدوٍّ عقب أشهر من التحذيرات المتواصلة ومؤشر على ما قد يجتاح مناطق أخرى من القطاع قريبًا. من جهته، ذكر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أن المجاعة في غزة متعمدة، وهي نتيجة مباشرة لحظر الكيان الصهيوني دخول الغذاء والمواد الأساسية على مدى شهور.
ومن جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس، أن إعلان المجاعة في غزة وصمة عار على الاحتلال الصهيوني و داعميه، داعية إلى تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشكل فوري لوقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر دون قيود لإدخال الغذاء والدواء والماء والوقود بشكل عاجل ومستمر.
وذكرت الحركة في بيان لها، أمس، أن ما أعلنه التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة، حول تفشي المجاعة في محافظة غزة وما أكدته منظمة الصحة العالمية من أن مدينة غزة تعاني من مجاعة تمتد في جميع أنحاء القطاع ، يمثل شهادة دولية دامغة على الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أكثر من مليوني إنسان محاصر.وأكدت الحركة على «أهمية هذا الإعلان الأممي، رغم أنه جاء متأخرا كثيرا بعد أشهر طويلة من التحذيرات والمعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني تحت الحصار والتجويع الممنهج». كما أشارت إلى أن «إنكار الاحتلال المجرم لهذه الحقيقة الموثقة وادعاءاته الكاذبة بعدم وجود مجاعة في غزة، يكشف عن عقلية إجرامية تتعمد الكذب لتغطية جريمة القتل بالتجويع التي تمارس ضد الأطفال والنساء والمرضى في تحد صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية».
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة على قطاع غزة
ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على عزة، حيث استمرت الغارات على القطاع ، أمس، مع استهداف منتظري المساعدات، ما خلف شهداء وجرحى و قد ارتفعت حصيلة حرب الإبادة على قطاع الغزة، إلى 62.263 شهيدا و 157.365 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023، حسب ما نقلته، أمس، وكالة الانباء الفلسطينية.
وأوضحت مصادر طبية، أن من بين الحصيلة 10.717 شهيدا و 45.324 إصابة منذ 18 مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال الصهيوني عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 71 شهيدا و251 مصابا، نتيجة المجازر و الاستهدافات الصهيونية المتواصلة، وتجد طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى الضحايا، حيث ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض والركام وفي الطرقات. وأشارت إلى أن عدد ما وصل إلى المستشفيات، خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات بلغ 24 شهيدا و133 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2.060 شهيدا، وأكثر من 15.197 إصابة. و قد سجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات ال24 الماضية، حالتي وفاة جديدتين، نتيجة التجويع وسوء التغذية ليرتفع العدد الإجمالي إلى 273 حالة وفاة، من ضمنهم 112 طفلا. على صعيد آخر، أعلنت الأمم المتحدة، أن عدد الفلسطينيين النازحين في غزة، جراء العدوان الصهيوني المتواصل، بلغ أكثر من 796 ألف شخص منذ منتصف مارس الماضي.
م - ح