نجا الوفد المفاوض لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» من غارة جوية صهيونية استهدفت مقره، أمس الثلاثاء، بالعاصمة القطرية الدوحة أثناء اجتماع لدراسة المقترح الأخير للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن التوصل إلى اتفاق هدنة بغزة، و قد أدانت الجزائر بشدة العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف العاصمة القطرية ، معربة عن تضامنها التام مع دولة قطر الشقيقة في وجه هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية.
وجاء في البيان: «تدين الجزائر وتشجب بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، وتعرب عن تضامنها التام والمطلق مع دولة قطر الشقيقة في وجه هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به».
وأضاف البيان «أن ما أقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي من توسيع رقعة اعتداءاته متعددة الأوجه والجبهات، ومن استهداف فريق المفاوضين حول إنهاء العدوان على غزة يثبت للعالم أجمع أن المحتل لا يجنح للسلام وأنه لا يرى سقفا لتهوره وغروره وأنه لا يعبأ البتة بأبسط ما تتقيد به دول العالم من قيم وقواعد وضوابط».
و»في هذا الظرف بالغ الخطورة يتعين على المجموعة الدولية أن تدرك الحتمية الملحة لتحمل مسؤولياتها كاملة في ردع المحتل الإسرائيلي ووضع حد لجرائمه في حق الفلسطينيين، وكبح جماح تصعيده الذي يجر المنطقة بأسرها نحو دوامة لا متناهية من اللاأمن واللااستقرار»، وفقا للبيان.
وقال مصدر قيادي في حماس لقناة الجزية القطرية أمس أن الوفد المفاوض بقيادة الدكتور خليل الحيا استهدف بغارة جوية نفذها الطيران الإسرائيلي أثناء اجتماع لمناقشة المقترح الأخير للرئيس ترامب.
وأضاف ذات المصدر أن الوفد نجا من هذه الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مكاتب تابعة لقيادات في الحركة بالعاصمة الدوحة، بينما تحدثت مصادر أخرى عن استشهاد نجل القيادي خليل الحيا، ومدير مكتبه وعدد من الشهداء الآخرين.
ففي حدود الساعة الثالثة و النصف بعد زوال أمس سمع دوي انفجارات قوية كسرت هدوء العاصمة القطرية، لتبين فيما بعد أن طائرات حربية تابعة للجيش الإسرائيلي هي التي شنت غارات على مقار ومكاتب ومساكن تابعة لقيادات في حركة حماس في الدوحة.
و قد أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف عال المستوى و بشكل موجه لقيادة حركة حماس، و أن الغارة تم اتخاذها لتجنيب إصابة المدنيين وتم استعمال ذخيرة دقيقة في هذه العملية.
كما نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله «هاجمنا قيادة حماس بقطر بينهم خليل الحيا، وزاهر جبارين وخالد مشعل وآخرين»، وأن الهجوم على قيادة حماس نفذ بطائرات مقاتلة.
كما نقل عن الجيش الإسرائيلي تأكيده بأن الهجوم على قيادة حماس عبر سلاح الجو تم بشكل دقيق وبالتنسيق بين الجيش و جهاز «الشاباك»، وقد تم إطلاع المجلس الأمني المصغر فقط على تفاصيل العملية، وأن طائرات حربية إسرائيلية أطلقت 12 صاروخا على مواقع كان فيها قادة حماس في الدوحة.
كما نقل عن مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني أن العملية «مستقلة» تماما، وبادرت بها إسرائيل ونفذتها وتتحمل مسؤوليتها الكاملة.
من جانبها قالت الداخلية القطرية أن أصوات الانفجارات التي سمعت في الدوحة تعود لاستهداف أحد المقار السكنية لحركة حماس وأن الفرق المختصة تباشر مهامها والوضع آمن.
أما الخارجية القطرية فقد أدانت الهجوم الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس بالدوحة، واعتبرت ذلك اعتداءا إجراميا وانتهاكا لكافة القوانين الدولية وتهديدا خطيرا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين.
وأضافت أنها تدين بشدة هذا الاعتداء وأنها لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور، كما أن دولة قطر لن تتهاون مع أي عمل يستهدف أمنها وسيادتها، وأن التحقيقات جارية على أعلى مستوى وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل فور توفرها.
وأدانت العديد من الدول العربية الهجمات التي شنها طيران الكيان الصهيوني على مقار لحركة حماس الفلسطينية في العاصمة القطرية واعتبرت ذلك تعديا سافرا على سيادة قطر وعملا إجراميا خطيرا وتصعيدا استفزازيا، معبرة عن تضامنها المطلق مع دولة قطر.
وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها قطر من قبل الكيان الصهيوني، علما أن قطر هي دولة تقوم بدور الوسيط في المفاوضات غير المباشرة الجارية منذ شهور بين حركة حماس والإدارة الأمريكية بشأن التوصل على اتفاق هدنة في قطاع غزة وإطلاق السجناء والرهائن من الطرفين.
إلياس -ب
