أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي ، أول أمس الخميس ، أن للتصوف الأثر الكبير في تحصين المجتمع وأنه سفينة النجاة خاصة للشباب الذي يجب أن يكون على أصله وليس نسخة لغيره خاصة في ظل التحولات المجتمعية الجارفة في سياق العولمة الثقافية، التي تحاول أن تفرض نماذجها الفكرية لتمييع الهوية الدينية.
وأوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي خلال محاضرته الافتتاحية للطبعة 17 للدروس المحمدية ، تحت محور «التصوف، جوهر الدين ومقام الإحسان» بالزاوية البلقايدية الهبرية بوهران، أن ما يميز التصوف في الجزائر أنه ليس فلسفة وألفاظا فقط مثلما هو في بعض الأماكن، بل هو جامع للناس حول الكتاب والسنة وكان لعلماء بلادنا الأثر البالغ في التأسيس للعلم السني والسلوك الصحيح وأصبح التصوف علما له أصوله وقواعده، مبرزا أيضا أن التصوف حركة ثقافية وعلمية تعيد ربط المسلم بجذوره العميقة وتوضيح بأن الحداثة ليست التغريب وأن الانفتاح لا يعني الذوبان، فالتصوف، يضيف الوزير، هو جوهر الدين العميق، ذاكرا هنا العلامة الجزائري الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي الذي جمع بين العلم والعمل وكان رمزا للمعنى الحقيقي للتصوف والوسطية، وهذا ما جعله محل اهتمام رئيس الجمهورية الذي أقام له ملتقا دوليا تعريفا به ونشرا لمآثره.
و أردف الوزير في محاضرته أن الزاوية البلقايدية والدروس المحمدية هي تركة يجب الحفاظ عليها ومواصلة مسيرة الشيوخ السابقين وخاصة الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد الذي وافته المنية مؤخرا وهو مؤسس الدروس المحمدية منذ حوالي عقدين من الزمن والتي تجمع كل رمضان عشرات المشايخ والأساتذة والباحثين والمهتمين من مختلف البلاد الإسلامية.
وعلى خطى الأسلاف، دعا الوزير خلال زيارته الميدانية لقطاعه بوهران صباح أول أمس، لضرورة الحرص على أن يتخرج من المسابقات الدينية التي تنظمها وتشرف عليها الوزارة، قراء جزائريين لهم مستوى رفيع في القراءة لإمامة المصلين، وهذا من خلال صقل المواهب الصوتية وترقية أدائها وتطوير مهاراتها الصوتية، وأن يتخرج من يحمل لواء الخطابة والآذان والتعليم القرآني في الجزائر، لتربية الأجيال على المرجعية الوطنية في وسطيتها وبالبصمة «الجزائرية».
جاءت هذه التصريحات عند تدشينه لعدة مرافق دينية من مساجد ومدارس قرآنية التي من شأنها الحفاظ على الحياة الروحية للجزائريين، وصون المرجعية الدينية الوطنية، في ظل احتفال الجزائر بالانتصارات والإنجازات والمضي نحو تنمية واعدة يجد من خلالها الشباب نفسه في أرض بلاده التي تزخر بالثروات في مختلف المجالات مما يحقق التنمية المستدامة، وفق الوزير الذي أعطى إشارة انطلاق المسابقة النهائية لقارئ و قارئة ومؤذن و «خطيب الباهية الصغير» في طبعتها الثالثة بالمسجد القطب عبد الحميد بن باديس، حيث يشارك في هذه المسابقة المخصصة لفئة الناشئة في طبعتها الثالثة، 36 متسابقا في عدة فروع.
بن ودان خيرة