• مراد : نهج استباقي للوقاية والتدخل السريع
أكد وزير الداخلية و الجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، وضع إستراتيجية عملياتية فعالة لمكافحة حرائق الغابات تعتمد على الجهاز الموجود أرضيا، وكذا وسائل جوية معتبرة بالنظر لفعاليتها في الميدان.
وقد أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية إبراهيم مراد، رفقة المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، والمدير العام للأمن الوطني، علي بداوي، أمس، بالوحدة الجوية التابعة للحماية المدنية بالدار البيضاء بالجزائر العاصمة، على وضع حيز الخدمة جهاز جوي لمكافحة حرائق الغابات يتكون من 12 طائرة قاذفة ومروحيات تابعة للحماية المدنية.
وقال الوزير في تصريح إعلامي له على الهامش إن توفير كل هذه الإمكانيات يأتي التزاما بتعهد رئيس الجمهورية المتعلق بتحسين جاهزية وسائل مكافحة الحرائق، مضيفا بأن الرئيس كان يوصي دائما بعدم النظر للأموال المرصودة لمكافحة الحرائق لأن التكلفة التي قد تسببها الحرائق أكبر بكثير مما يرصد من أموال.
وأضاف أن الدولة تخصص غلافا معتبرا لإقحام كل الوسائل المادية الضرورية مهما كانت تكلفتها لأن سلامة المواطن لا ثمن لها.
كما أفاد مراد بأن الجهاز المنصب أمس سيسمح بتعزيز القدرات ودعم الفرق الأرضية في مواجهة حرائق الغابات من خلال ضمان سرعة الاستجابة، و بالتالي الحد من سرعة انتشار الحرائق وتفادي آثارها المدمرة، وهو إجراء –يضيف المتحدث- يندرج ضمن نهج استباقي للوقاية والتدخل السريع الذي يعد أمرا أساسيا للحد من الأضرار المحتملة.
وفي تصريح للتلفزيون العمومي أكد مراد أيضا أنه تم أمس وضع إستراتيجية عمل المجموعة الجوية لمكافحة الحرائق التابعة للحماية المدنية والتي تتكون من 12 طائرة قاذفة من طراز AT 802 مستأجرة من طرف شركة طاسيلي.
تضاف إليها 6 مروحيات تابعة للحماية المدنية وطائرتان للاستطلاع، فضلا عن وسائل جوية ذات سعة كبيرة تابعة للجيش الوطني الشعبي، وضعت في حالة تأهب لضمان مراقبة دائمة وتدخلات سريعة عبر مختلف مناطق الوطن.
وأوضح وزير الداخلية أن هذه الوسائل الجوية وزعت بإنصاف عبر مختلف مناطق الوطن، حيث وضعت في مطارات الجزائر العاصمة، بجاية، عنابة و مستغانم، وهي جاهزة للتدخل بسرعة في حال نشوب أي حريق قدر الإمكان، من أجل الحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وفي هذا الصدد شدد الوزير على ضرورة توظيف هذه الوسائل بالشكل الجيد والفعال، مشيرا إلى أن كل ما توظفه الدولة يبقى أقل مما يستحقه المواطن، و هي التي لم تذخر أي جهد أو إمكانيات عندما يتعلق الأمر بحماية المواطنين والثروات الوطنية.
كما قال مراد إن الوسائل الجوية سالفة الذكر تضاف إلى الوسائل والفرق الأرضية المسخرة لإخماد حرائق الغابات ومكافحتها، وهي 65 رتلا متحركا و حوالي 3700 عون.
مراد الذي أبرز نجاعة الإستراتيجية المتبعة في مكافحة حرائق الغابات العام المنصرم حيث تم تسجيل أقل عدد من الحرائق عبر مختلف أرجاء القطر الوطني، وأقل مساحة مستها الحرائق، وصفر ضحية بشرية، شدد على ضرورة إقحام المواطنين في العملية خاصة الذين يقطنون بجوار الغابات عبر الحس المدني العالي والتبليغ عن نشوب الحرائق في الوقت المناسب حتى تتمكن الفرق المختصة من التدخل بشكل سريع وفعال وإخمادها.
وأضاف في هذا الإطار بأن هذا العمل يجب أن يقترن بعمل مجتمعي متكامل على اعتبار أن تعميم الوعي بضرورة حماية المحيط الغابي والالتزام بالتدابير الوقائية يشارك فيه الجميع، كما أوضح أن هناك تنسيقا بين عدة مصالح و مراكز عملياتية حيث تصل المعلومة وتنشر على الفرق المتدخلة، داعيا الجميع إلى التحلي بالمسؤولية في هذا الجانب.
وقد تابع وزير الداخلية والجماعات المحلية بالوحدة الجوية للحماية المدنية قبل ذلك عرضا حول الخطة العملياتية لمواجهة المخاطر المتصلة بحرائق الغابات والمحاصيل الزراعية والغطاء النباتي، كما تفقد قاعة العمليات التي تقوم بتنسيق التدخلات، حيث أكد على ضرورة الاستجابة السريعة والتفاعل الناجع مع أي طارئ، لاسيما عبر تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين والمتدخلين والتبادل الآني للمعلومة، مجددا التزام الدولة بالتحسين المتواصل للمنظومة الجوية لمكافحة الحرائق.
إلياس -ب