دعا وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، الأسرة التربوية عبر كامل ربوع الوطن إلى الانخراط في الديناميكية الجديدة لرفع جودة التعليم في بلادنا، وتحسين ظروف الأسرة التربوية، وتحقيق بيئة ملائمة للتلاميذ، وحمايتهم من المؤثرات الخارجية، والتركيز على شهادة التخصص في عملية التوظيف الجديدة.
وقف وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، خلال اليومين الماضيين على واقع وضعية المؤسسات التربوية بولايتي بني عباس وبشار، عشية الدخول المدرسي الجديد، وقال سعداوي في تصريح له عقب ذلك، أن زيارته تندرج في إطار الوقوف على وضعية الهياكل المدرسية بمختلف المراحل التعليمية و معاينة مدى تقدم نسب الإنجاز بالهياكل الجديدة، والوقوف على مدى الالتزام بنمطية هذه البنايات والمؤسسات التربوية، وفي نفس الوقت تقدير مدى الجاهزية التامة لهذه المؤسسات التربوية لاحتضان التلاميذ في بداية الدخول المدرسي.
وقال إن ولاية بني عباس لا تعاني من ضغط في مجال توفر المؤسسات التربوية، وقد تقرر دعمها بثانوية جديدة ضمن برنامج سنة 2025، وعليه شدد على أن الأسرة التربوية هناك مدعوة إلى تحسين ظروف التمدرس وبذل مجهود أكبر لرفع مستوى التحصيل العلمي، و الدخول في التنافسية الحقيقية لتحقيق نتائج أفضل ما دام أنها تعيش راحة حقيقية من حيث الهياكل.
و دعا الوزير أيضا إلى ضرورة اعتماد تخطيط أكبر وأنجع ينسجم مع الرؤية الجديدة و المستقبلية لوزارة التربية، في توزيع الخريطة المدرسية لاحتضان التلاميذ ولحل المشاكل خصوصا في الأحياء الجديدة، مثمنا في السياق إيجابية التكفل بالإطعام المدرسي بهذه الولاية بالتعاون و التنسيق بين مديرية التربية والجماعات المحلية وجمعيات أولياء التلاميذ.
وشدد وزير التربية الوطنية بعد معاينة بعض الهياكل المدرسية في بشار على أن هذه الهياكل تدخل ضمن المحور الأول لرؤية الوزارة بالنسبة لجودة التعليم، وعليه ألح على ضرورة تهيئة هذه المؤسسات بالمستوى النمطي الذي يوفر للتلاميذ مرفقا تربوية تتكامل فيه جميع متطلبات العملية التربوية، لا سيما ما تحتاجه المتوسطات والثانويات من مخابر وتجهيزات علمية تضع التلاميذ في صلب العملية التربوية، وهنا شدد على أن عملا كبيرا يقع على عاتق المؤسسات التربوية، موجها القائمين على مديريات التربية بالعمل الميداني ومعاينة المؤسسات، ومعالجة ما يجب معالجته، لأن أغلفة مالية محترمة ترصدها الدولة لبناء المؤسسة التربوية بنمطية عالية، لذلك لابد أن تبنى هذه المؤسسات بهذا المستوى، وأن يسهر الجميع على تحقيق ذلك لتوفير ظروف مناسبة لأبنائنا.
و لفت سعداوي إلى أنه ليس هذا فقط ما يحقق جودة التعليم "إذ لابد أيضا من الانتباه إلى الظروف المهنية والاجتماعية لكامل منتسبي الأسرة التربوية"، مشيرا إلى أن كل هذه العمليات، الوزارة اليوم بصدد تسييرها تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية في هذا الشأن وكذا بما جاء به القانون الأساسي من مكتسبات، ودعا إلى تعاون الجميع لتحقيق هذا الهدف.
وبعد أن أعلن عن تدعيم محفظة ولاية بشار بخمس متوسطات جديدة وثانويتين وتعويض المؤسسة التي جرفتها السيول مؤخرا، حث على التخطيط الجيد لدعم قدرة استيعاب التلاميذ مستقبلا الذين يزيد عددهم من عام لآخر، وتحضير المؤسسات بشكل أفضل لرفع هذا التحدي.
كما شدد سعداوي على ضرورة التنفيذ الدقيق للعمليات التي أعلنتها الوزارة سيما في مجال إدماج الأساتذة المتعاقدين، وعملية التعاقد الجديدة للموسم الجديد، وهنا شدد على ضرورة إسناد كل مادة للمتحصل على الشهادة في التخصص وفي حال تعذر إيجاده التوجه نحو التخصص الأقرب.
وتحدث أيضا عن الخطوة الثالثة التي تأتي بعد تحسين الهياكل التربوية وتحسين الظروف المهنية و الاجتماعية لموظفي القطاع، وهي خطوة خلق التنافس العلمي، وهنا ذكر بإطلاق مسابقة وطنية للفوز بالجائزة الوطنية للابتكار المدرسي وستكون النسخة الأولى حول الروبوتيك، واعتبر أن التنافس مهم و لابد أن يكون، مع إتاحة الفرصة للأبناء أن ينخرطوا في هذه العملية، والانخراط في عمق العملية التربوية، وتوفير الفرصة ومرافقة أصحاب الأفكار إلى أن ينشئوا مؤسساتهم الناشئة بالتنسيق مع وزارة المؤسسات الناشئة.
وفي الختام دعا الوزير الأسرة التربوية في بشار وفي جميع ولايات القطر الوطني، إلى التعاون جميعا لتحسين الظروف وجودة التعليم، وفي إدماج التلاميذ وحمايتهم من كل المؤثرات الخارجية والانخراط في هذا التوجه العلمي لتحقيق نتائج أفضل.
إلياس -ب