أشرف وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية سيد علي زروقي، رفقة المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، على مراسم التوقيع على عقد شراكة بين مؤسسة الصناعة الجزائرية للهاتف (إيناتال) والمؤسسة النيجيرية MOREFUN ELECTRONIC TECHNOLOGY.
وينص الاتفاق الذي تم في إطار فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية المقام بالجزائر على إنتاج وتصدير مليوني (02 مليون) جهاز نهائي للدفع الإلكتروني (TPE) نحو نيجيريا، بقيمة إجمالية تقدّر بـ 300 مليون دولار، وهو ما يعكس حجم الثقة في الكفاءات الجزائرية وقدرة الصناعة الوطنية على تلبية الطلب المتزايد في القارة السمراء على الحلول الرقمية المرتبطة بالخدمات المالية والتجارية.
في كلمة له بالمناسبة، أكد السيد زروقي أن هذه العملية تدخل ضمن الرؤية الاستراتيجية الرامية إلى تطوير المؤسسات الوطنية وتشجيع الإنتاج المحلي، بما يتيح تعزيز تنافسية المنتوج الجزائري، مضيفا بأن الاتفاق يعكس أيضًا توجه الجزائر نحو دعم التكامل الاقتصادي الإفريقي وتوسيع حجم المبادلات التجارية بين دول القارة.
وأشار الوزير إلى أن قطاع البريد والمواصلات أصبح اليوم ركيزة أساسية في مرافقة الديناميكية الاقتصادية الجديدة، من خلال الدفع برقمنة الخدمات وتطوير حلول مبتكرة، بما يخدم أهداف التحول الاقتصادي.
كما شدّد زروقي على أن هذه الخطوة ستُسهم في إبراز المنتوج الجزائري في الأسواق الإفريقية، خصوصا في مجال الصناعات الإلكترونية، مضيفًا أن الصفقة تمثل فرصة عملية لتمكين المتعاملين الجزائريين من خوض غمار المنافسة القارية، وفتح آفاق أوسع لتسويق منتجات تكنولوجية وطنية في بيئة تتسم بتسارع التحول الرقمي.
يمثل هذا العقد إضافة نوعية في سياق الطبعة الرابعة من المعرض الإفريقي للتجارة البينية، والذي أضحى منصة مركزية لإبرام صفقات استثمارية وتجارية كبرى. ويعكس المشروع توجه الجزائر نحو تصدير منتجات ذات قيمة مضافة عالية، وهو ما ينسجم مع التوجهات الحكومية الرامية لتنويع الاقتصاد.
كما أن اختيار نيجيريا، يحمل دلالات استراتيجية، حيث يفتح المجال أمام الجزائر لولوج سوق ضخمة يتجاوز عدد سكانها 220 مليون نسمة، ويشهد طلبا متزايدا على حلول الدفع الإلكتروني بفعل التوسع السريع في الخدمات المالية الرقمية. ويُنتظر أن يشكل هذا المشروع نموذجا يحتذى به لشراكات مستقبلية مع دول إفريقية أخرى، في وقت تتجه فيه القارة نحو تكثيف جهودها لتعزيز التجارة البينية، تنفيذاً لاتفاقية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية. كما سيسمح بخلق فرص عمل محلية، وتطوير قدرات فنية وهندسية في مجال الصناعات الإلكترونية، بما يدعم مساعي الجزائر لتكون مركزًا إقليميا للابتكار التكنولوجي.
ع.أسابع