* التجربـة الجزائرية يمكن أن تُعتمد نموذجا مستقبليا في التنظـيم
أكد رفيق منصوري، مدير الجناح التونسي ومدير التظاهرات التجارية بمركز النهوض بالصادرات، أنّ مشاركة الجمهورية التونسية في الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر تكتسي أهمية استراتيجية كبيرة، نظرا لدورها في دفع انفتاح تونس على أسواق القارة وتعزيز شراكاتها الاقتصادية مع الدول الإفريقية.
وأوضح السيد منصوري في تصريح لـ ‘’ النصر’’، أنّ تونس حضرت هذه الدورة بجناح وطني فسيح، ضم 26 شركة من القطاع الخاص بينها أربع مؤسسات ناشئة، إلى جانب شركات في الصناعات التقليدية، النسيج، التغليف والتعبئة، والصناعات الكيماوية ومواد البناء. وأضاف أنّ وفدا رسميا رفيع المستوى شارك في الحدث تحت إشراف وزير التجارة وتنمية الصادرات ووزيرة الصناعة والطاقة والمناجم، إلى جانب أكثر من عشرين إطارا يمثلون مؤسسات وطنية وهيئات اقتصادية، ما يعكس جدية الرهان التونسي على هذا الفضاء التجاري الواعد.
وأشار إلى أنّ المشاركة التونسية لم تقتصر على العرض فقط، بل تميزت بتنظيم يوم إعلامي حول الاقتصاد التونسي يوم الجمعة 5 سبتمبر، بحضور مكثف من ممثلي دول إفريقية وهيئات استثمارية ومسؤولين رسميين، حيث تم تقديم عروض عن فرص الاستثمار في تونس وقطاعاتها الصناعية والخدماتية، كما عُقدت لقاءات مهنية ثنائية وثلاثية على هامش المعرض، شملت قطاعات حيوية أبرزها صناعة مكونات السيارات، الصناعات الدوائية، والخدمات اللوجستية، وأسفرت عن تفاهمات مهمة من شأنها فتح المجال لعقود شراكة مستقبلية.
وأبرز السيد منصوري أنّ تونس تمكنت خلال المعرض من توقيع وتثبيت اتفاقيات تعاون في مجالات التبادل التجاري، وتطوير آليات الاستثمار المشترك، وتسهيل النفاذ إلى الأسواق الإفريقية، مشيرا إلى أنّ هذه الاتفاقيات تأتي انسجاما مع توجه تونس الاستراتيجي لتعزيز حضورها في القارة، واغتنام الفرص التي يتيحها مشروع منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
كما نوّه بالزخم الذي أعطته الجزائر للتظاهرة من حيث التنظيم واللوجستيك، بدءا من الاستقبال في المطار وتوفير تسهيلات النقل والإقامة، وصولا إلى الفضاءات المهيأة للعرض واللقاءات المهنية، معتبرا أنّ هذه التجربة الجزائرية يمكن أن تُعتمد نموذجا مستقبليا في تنظيم المعارض القارية الكبرى.
وعن النتائج المرتقبة من هذه المشاركة، قال منصوري إنّ تونس تراهن على هذا المعرض لتعزيز صادراتها نحو إفريقيا جنوب الصحراء، ولا سيما أنّ التجارة البينية الإفريقية لا تزال محدودة في حدود 16–17% فقط، ما يفتح المجال واسعًا لتطوير المبادلات.
وأضاف أنّ تونس، بفضل تجربتها الصناعية وخبرتها في القطاعات التكنولوجية، قادرة على لعب دور رائد في دعم التكامل الاقتصادي الإفريقي، خصوصًا من خلال شراكاتها الثنائية مع الجزائر التي تُعد بوابة رئيسية نحو القارة.
وختم منصوري بالتأكيد على أنّ الحضور التونسي الكثيف، والاتفاقيات الموقعة، واللقاءات المهنية التي جرت خلال هذه الطبعة، تشكل خطوات عملية نحو تعزيز التعاون الإفريقي-الإفريقي، وتؤكد إيمان تونس العميق بأهمية بناء اقتصاد قاري متكامل قائم على التكافؤ والمنفعة المتبادلة.
عبد الحكيم أسابع
