أكد خالد الصعود، مدير ترويج الصادرات في شركة بيت التصدير الأردنية والمسؤول عن المشاركة الأردنية في معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر، أنّ الدعوة التي تلقتها المملكة من الجزائر للحضور في هذا الحدث الاقتصادي الهام عكست عمق العلاقات الثنائية وحرص الطرفين على تعزيز التعاون العربي–الإفريقي.
وأوضح الصعود، في مقابلة مع النصر، أنّ الأردن، رغم كونه دولة غير إفريقية، حرص على المشاركة بجناح وطني متميز، مستفيدا من الزخم الكبير الذي شهدته الطبعة الرابعة بمشاركة أكثر من ثمانين دولة إفريقية. وأضاف أنّ المنتجات الأردنية، التي تحظى بسمعة طيبة وجودة عالية، مؤهلة لدخول أسواق القارة الإفريقية في إطار تكامل عربي–إفريقي قائم على الشراكة والمنفعة المتبادلة.
وأشار إلى أنّ السوق الإفريقي يُعد من الأسواق الواعدة التي يستهدفها الأردن بشكل جاد، مبرزا في هذا السياق أهمية الجزائر كبوابة رئيسية نحو إفريقيا. وأكد أنّ الهدف من هذا الحضور لا يقتصر على الترويج للمنتجات الأردنية، بل يتعداه إلى بناء آليات تعاون مشتركة مع الاتحاد الإفريقي بما يفتح آفاقا أوسع للتكامل الاقتصادي.
كما ذكّر بتاريخ الاستثمارات الأردنية في الجزائر، خاصة في قطاع الأدوية، معتبرا أنّ المرحلة المقبلة ستشهد جهودا لتوسيع هذا التعاون عبر شراكات ثلاثية تسمح بدخول مشترك إلى الأسواق الإفريقية انطلاقًا من الجزائر.
واعتبر السيد الصعود، أنّ استضافة الجزائر لهذا المعرض منحت الأردن فرصة ثمينة للتعريف بمنتجاته وبحث سبل شراكة أوسع مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين، مجددا تطلع بلاده إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الجزائر والدول الإفريقية بما يخدم المصالح المشتركة.
و يُستشف من خلال أحاديثنا مع العارضين الأردنيين أن مشاركة المملكة الأردنية في معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر، تمثل مؤشرا على التحولات الجديدة في خريطة العلاقات الاقتصادية العربية–الإفريقية، إذ لم يعد الحضور مقتصرا على الدول الإفريقية، بل امتد ليشمل شركاء عربا يسعون لاستثمار الفرص التي تتيحها القارة الإفريقية.
ومشاركة الأردن تحديدا تعبّر عن إدراك متزايد لأهمية الجزائر كجسر استراتيجي نحو إفريقيا، ما يجعل من هذا الحضور خطوة أولى نحو شراكات أعمق في المستقبل، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الأدوية والخدمات اللوجستية والطاقة.
عبد الحكيم أسابع