انطلقت، أمس الأول، بمدينة تيزي وزو، فعاليات الصالون الوطني للصيدلة والصحة «جرجرة فارما إكسبو 2025»، في طبعته الأولى، وذلك على مستوى ملعب «حسين آيت أحمد» ، تحت شعار «الصحة والوقاية: الصيدلي في قلب التحديات الحالية».
وعرف المعرض مشاركة أكثر من 80 عارضا من مختلف ولايات الوطن، يمثلون شركات أدوية وطنية ومخابر بحث وموزعين، إضافة إلى مهنيين من القطاعين العمومي والخاص، وأشرف والي تيزي وزو، أبو بكر الصديق بوستة، على افتتاح الفعالية.
وحسب البروفيسور إسماعيل داودي، عضو اللجنة العلمية المنظمة، فإن الهدف الأساسي من هذه التظاهرة يتمثل في تعزيز جسور التواصل بين مختلف الفاعلين في المنظومة الصحية، وتسليط الضوء على الدور المحوري الذي يؤديه الصيدلي، ليس فقط كموزّع للأدوية، بل كفاعل أساسي في نشر الوعي الصحي والمساهمة في تحسين جودة الرعاية والوقاية من الأمراض.
وأوضح المتحدث أن «جرجرة فارما إكسبو» يمثل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والتجارب بين الباحثين والمهنيين والممارسين الميدانيين، بما يتيح تبني مقاربات جديدة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة في القطاع الصحي، خاصة مع التحولات المتسارعة التي يشهدها المجال الطبي والصيدلاني عالميا.
ومن بين الأهداف البارزة للمعرض الذي سيختتم اليوم السبت، تشجيع الإنتاج الصيدلاني الوطني لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليص فاتورة الاستيراد، وقد عرضت الشركات الوطنية المشاركة مجموعة من منتجاتها الجديدة، مؤكدة قدرتها على تلبية جزء معتبر من احتياجات السوق المحلية.
وشدّد المشاركون على أن مثل هذه الفعاليات تساهم في ترسيخ ثقة المواطن بالمنتوج المحلي، كما تفتح المجال أمام المستثمرين والفاعلين لعقد شراكات مهنية جديدة، من شأنها تطوير سوق دوائية وطنية أكثر تنافسية وفعالية.
وفي هذا السياق، اعتبر عدد من ممثلي المخابر الوطنية أن الصالون أتاح لهم فرصة لتعريف الصيادلة بابتكاراتهم في مجال الأدوية، فيما أكد موزعون وشركات خاصة أن اللقاء مثّل فضاءً مثاليا لتبادل الخبرات وبحث فرص التعاون، بما يعزز من قدرة الإنتاج المحلي ويقلل من التبعية للأسواق الخارجية.
ولم يقتصر برنامج «جرجرة فارما إكسبو 2025» على الجانب التجاري والعلمي فحسب، بل تضمن أيضا ورشات تكوينية لفائدة الصيادلة والمهنيين الصحيين، قصد تعزيز مهاراتهم وتحيين معارفهم بما يتناسب مع التطورات الحاصلة في مجال الصناعات الدوائية وتقنيات التصنيع الحديثة.
كما خُصصت فضاءات توعوية مفتوحة للمواطنين، بهدف نشر ثقافة الاستخدام الرشيد للأدوية والتحذير من مخاطر الاستهلاك العشوائي، إلى جانب التذكير بأهمية الوقاية كأساس لحماية الصحة العامة وضمان مجتمع أكثر وعيا.
وأجمع المشاركون على أن «جرجرة فارما إكسبو» لم يكن مجرد معرض للترويج للمنتجات، بل تحوّل إلى منصة وطنية استراتيجية تسعى إلى توحيد الجهود بين الباحثين والأطباء والصيادلة والمستثمرين، من أجل النهوض بالصناعة الصيدلانية الوطنية وتعزيز البحث والابتكار.
فمن خلال التشجيع على الإنتاج الوطني، تحفيز البحث والابتكار، وبناء شبكات تعاون قوية، يسعى الصالون إلى المساهمة في تعزيز السيادة الصحية للجزائر وضمان ولوج المواطن إلى أدوية وخدمات صحية ذات جودة.
من جهتهم، أكد المنظمون أن «جرجرة فارما إكسبو» سيكون موعدا دوريا يسعى إلى مواكبة التحديات الصحية الراهنة، ودعم الإنتاج الوطني، وتحفيز الابتكار، بما يعزز من مكانة الجزائر في المجال الصيدلاني إقليميا ودوليا.
سامية إخليف
