أعلن مجمع سوناطراك دخول محطة تحلية مياه البحر «كاب جنات 2» مرحلة الإنتاج بكامل طاقتها التشغيلية بعد تدشينها بصفة رسمية في مارس الماضي من طرف رئيس الجمهورية، وجدد المجمع التزامه الثابت بتنفيذ البرنامج الوطني التكميلي لتعزيز الأمن المائي للبلاد.
وأوضح مجمع سوناطراك في بيان له، أول أمس الخميس، أنه بحدود الساعة العاشرة من نفس اليوم دخلت محطة تحلية مياه البحر «كاب جنات2» بولاية بومرداس، مرحلة الإنتاج بكامل طاقتها التشغيلية البالغة 300 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما يعادل 300 مليون لتر من المياه المحلاة يوميا، وبذلك تدخل المحطة ضمن قائمة منشآته الإستراتيجية.
واعتبر المجمع أن هذا الانجاز تتويج لمسار تقني وتجريبي شامل أعقب التدشين الرسمي للمحطة من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بتاريخ 11 مارس من السنة الجارية، وهو المسار الذي تخللته اختبارات دقيقة على المستويات الميكانيكية والتقنية وضوابط مراقبة الجودة، بما يضمن التوافق التام مع أرقى معايير السلامة و الفعالية الدولية.
وتابع بيان سوناطراك أنه بوضع هذه المنشأة قيد الخدمة فهي تؤكد عبر فرعها «الشركة الجزائرية للطاقة» التزامها الثابت بتنفيذ البرنامج الوطني التكميلي الأول لتعزيز الأمن المائي في آجال قياسية تعكس العزم الوطني على مواجهة التحديات المرتبطة بشح الموارد المائية، كما يبرز المشروع نجاح المقاربة الوطنية الرامية إلى تعبئة الكفاءات الجزائرية وتثمين خبراتها، حيث تولت المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى-فرع سوناطراك- إنجاز المحطة بكامل مراحلها انطلاقا من الدراسات الهندسية الأولية إلى التشغيل الكامل، مؤكدة مرة أخرى قدرتها على إنجاز مشاريع عملاقة بمعايير عالمية.
وتعد محطة «كاب جنات 2» مكسبا استراتيجيا يعزز السيادة المائية للجزائر، ويجسد في نفس الوقت إرادة مجمع سوناطراك كفاعل اقتصادي وطني رائد في تنفيذ المشاريع الكبرى ذات البعد التنموي المستدام خدمة للمجتمع وللاقتصاد الوطني.
ونشير أن محطة كاب جنات 2 تعد من بين خمس محطات لتحلية مياه البحر كان رئيس الجمهورية قد أعلن عن إنشائها ودشن أربع منها في إطار برنامج وطني تكميلي لضمان الأمن المائي.
مشاركة فعّالة في أسبوع الطاقة الإفريقي
في موضوع آخر شارك مجمع سوناطراك في فعاليات الطبعة الخامسة من أسبوع الطاقة الإفريقي المنعقد بين 29 سبتمبر و الثالث أكتوبر الجاري بمدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، حيث أبرز وفد المجمع الجزائر كوجهة استثمارية رائدة في مجال الطاقة.
و أوضحت سوناطراك في بيان بهذا الخصوص أن الطبعة الخامسة من أسبوع الطاقة الإفريقي دارت فعالياته هذه السنة تحت شعار « الاستثمار في الطاقات الإفريقية .. تمكين إفريقيا من الريادة في مجال الطاقة»، وقد شهدت الطبعة مشاركة أزيد من 6000 مشارك من مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وقادة قطاع الطاقة، وكذا عدد معتبر من المستثمرين من القارة والعالم.
وقد سلطت فعاليات الطبعة الضوء على فرص الاستثمار في ميدان الطاقة بالقارة الإفريقية، وكذا إجراء حوار ونقاش علمي أبرز الإمكانات الهائلة للقطاع في إفريقيا.وفي هذا الإطار كان وفد سوناطراك برئاسة نائب الرئيس المدير العام المكلف بتطوير الأعمال والتسويق، أحد المتحدثين الرئيسيين في جلسة نقاش إستراتيجية تحت عنوان «إطلاق إمكانات الجزائر الطاقوية.. أولويات الاستثمار لعام 2026 وما بعده» أين أبرز الجزائر كوجهة استثمارية رائدة قادرة على استقطاب رؤوس الأموال على المستوى العالمي وتطوير شراكات مبنية على خلق فرص تعاون متوازنة، كما تطرق إلى مواضيع تتعلق بخارطة طريق الجزائر الاستثمارية للعام 2026 والحوافز التنظيمية الخاصة بذلك، وكذا إبراز فرص الاستثمار في مجالات الاستكشاف وتطوير البنية التحتية والطاقات المتجددة.
كما كانت لوفد سوناطراك لقاءات متعددة وهامة مع ممثلي عدد من الشركات النشطة في مجال الطاقة على غرار شركة «آمات غلوبال ريسورسز» من الكونغو، و الوكالة الوطنية للبترول والغاز والوقود الحيوي من أنغولا، وكذا ممثلي شركة إيكوينور النرويجية وشركة شيفرون الأمريكية، و ميتسوي آند كو اليابانية، وشركة « آس .آند .بي غلوبال» الأمريكية المختصة في دراسة المعلومات المالية وتحليلها، إلى جانب محادثات أخرى مع ممثلي «وود مالك إنزي» المتعددة الجنسيات الاستشارية المختصة في تحليل المعطيات، وذلك بغية تمتين علاقات سوناطراك وشراكاتها بهذه الشركات.
وتأتي مشاركة سوناطراك في أسبوع الطاقة الإفريقي هذا لتعزيز مكانة الجزائر كفاعل محوري في الصناعة الطاقوية الافريقية ومساهمتها في ضمان الأمن الطاقوي على المستويين العالمي والقاري، ورسم آفاق جديدة للشراكات مع كبرى الشركات العالمية النشطة في الميدان تنفيذا للرؤية الطاقوية الوطنية.
إلياس -ب
