أحيت، أمس، جبهة القوى الاشتراكية، الذكرى 62 لإعلان تأسيسها، وذلك على مستوى المسرح الجهوي كاتب ياسين بمدينة تيزي وزو.
وشدّد الأمين الوطني الأول للحزب يوسف أوشيش، خلال التجمع الشعبي الذي حضره جمع غفير من المناضلين ومسؤولي الحزب من مختلف ولايات الوطن، على أن الأفافاس يظل وفيا لمشروعه الديمقراطي والاجتماعي، داعيا إلى «تغيير عميق يضع الجزائر على سكة النهضة الوطنية».
ودعا أوشيش إلى « بعث المشروع الوطني الذي لم يكتمل بعد»، وذكّر بخلفيات تأسيس الحزب عام 1963 على يد الراحل حسين آيت أحمد ورفاقه، وأكد أن الإعلان التأسيسي للأفافاس ظل، على مدى أكثر من ستة عقود، وثيقة مرتبطة بواقع الجزائر، يلهم الأجيال الجديدة في سعيها نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وأوضح أن التغيير الذي يدعو إليه الحزب هو تغيير إيجابي طالب به ملايين الجزائريين في مناسبات عديدة، كان آخرها الحراك الشعبي سنة 2019، مبرزا «أن التغيير الذي ترغب فيه جبهة القوى الاشتراكية ليس فوضى ولا انتقاما ولا دمارا ولا تصفية حسابات بل هو مسار سياسي سلمي وتدريجي وتوافقي، يهدف إلى إعادة تأسيس الدولة الوطنية معا على أرضية مشتركة وليس التدمير أو التفرقة أو الهدم بل الجمع «.
واقترح في هذا السياق عقدا سياسيا واجتماعيا جديدا يرتكز على ثلاث ركائز تقوم على تعزيز الدولة الوطنية باعتبارها الضامن للسيادة والوحدة والأمن واستمرارية الجمهورية ، وإرساء ديمقراطية حقيقية قائمة على سيادة القانون والفصل بين السلطات والتعددية واحترام الحريات والشفافية والمساءلة ومشاركة المواطنين و مبدأ تكافؤ الفرص ، بالإضافة إلى بناء نموذج اقتصادي واجتماعي جديد يقطع مع الريع ويراهن على الكفاءات الوطنية والعدالة الاجتماعية.
ولم يخف الأمين الوطني الأول طموح الحزب في «تحمّل مسؤولية الحكم سلميا وديمقراطيا»، معتبرا أن هذا المسار طبيعي لأي حزب سياسي كبير، وأشار إلى أن الأفافاس يشتغل على «بناء حزب قادر على الحكم» من خلال تكوين الكفاءات وصياغة برامج واقعية، مؤكدا أن السلطة بالنسبة للحزب «ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لخدمة الشعب».
وذكّر برفض الحزب في عدة محطات تاريخية عروض المشاركة في السلطة أو تولي مناصب عليا، مبرزا في المقابل تمسكه بخيار النضال الطويل لبناء بديل ديمقراطي واجتماعي.
وفي سياق التحضير للمحطات المقبلة ، أعلن المسؤول الحزبي أن الأفافاس يستعد بجدية للاستحقاقات الانتخابية المرتقبة في آفاق 2026، مشيرا إلى أن الحزب قدّم مقترحات ملموسة بشأن القوانين المنظمة للحياة السياسية والانتخابية.
وأوضح أن الهدف من المشاركة الانتخابية ليس فقط المنافسة على المقاعد، وإنما «نشر مشروع الحزب على أوسع نطاق، وبناء يسار ديمقراطي واجتماعي مؤثر في الساحة الوطنية «.
وختم يوسف أوشيش خطابه بالتأكيد على أن الأفافاس سيعمل على «بناء بديل وطني «، مضيفا بالقول «لسنا هنا لبث اليأس ولا لبيع الأوهام، بل لنعيد الأمل لشعبنا «.
سامية إخليف
