وقع الصحفي عمار صافي، على ثالث إصدار له تحت عنوان «كرونولوحيا صحفية» لدى نزوله ضيفا على منتدى الكتاب في عدده الخمسين، بمكتبة المطالعة العمومية بركات سليمان بعنابة.
حسين دريدح
يتحدث الكتاب عن تجربة صحفي كان شاهدا على التأسيس للصحافة الناطقة باللغة العربية بعد الاستقلال، حيث تمرس في الكتابة والتغطيات الإعلامية، ليشق طريقه لمعايشة أقلام كبيرة صنعت التميز في الساحة الوطنية، في زمن كانت المهنية والكفاءة تمثلان معيارا لممارسة المهنة.
بعد مسيرة مهنية دامت 50 سنة، كانت جريدة الشعب إشعاعا لاسم عمار إذ احتضنته بعد تخرجه من المدرسة العليا للصحافة والعلوم السياسية منتصف السبعينيات، كما أوضحه في مذكراته كرونولوحيا صحفية مشيرا إلى محطات بقيت محفورة في ذاكرته.
وتحدث الصحفي خلال الندوة، عن طفولته ومعاناته للالتحاق بمقاعد الدراسة، وكيف خطفته الصحافة هو لا يزال تلميذا بثانوية ابن باديس في قسنطينة، حينها كان ينتظر وهو صغير قدوم الحافلة بقريته بني زيد بالقل، للحصول على نسخة من جريدة «النصر» بعد الاستقلال ومن ثم تعريبها.
قال، إنه بدأ الكتابة هو في الثانوية، وصقل موهبته في الجامعة، وتحدث عن مرافقته لتغطيات الرئيسين الراحلين هواري بومدين والشاذلي بن جديد داخل وخارج الوطن، وكيف تمكن من إتقان جميع أشكال العمل الصحفي وتدرج إلى أن بلغ رتبة كبير محققين، وأشرف بعدها على رئاسة المكتب الجهوي لجريدة الشعب بقسنطينة تم عنابة.
كما تحدث بإسهاب عن تأسيس أول قسم ثقافي بجريدة الشعب، تحت إشراف محمد سعيدي، وعن أهم الأسماء التي اشتغلت فيه، على غرار رشيد بوجدرة، وأحلام مستغانمي، وأمين الزاوي، وغيرها من الأقلام التي برزت بعدها في الساحة الثقافية الوطنية. وتحدث أيضا عن تجربته في تأسيس جريدة أخبار الشرق أسباب انسحابه منها.
وأبدى الكاتب والصحفي عمار صافي ،خلال الجلسة التي نشطها الكاتب رضوان علوي، تأثرا بالغا لحضور عدد كبير من أصدقائه ومحبيه للاحتفال بالإصدار الجديد، الذي قدمه الدكتور علي خفيف، على أنه شاهد على عصر الصحافة الوطنية طيلة 50 سنة، حيث تحدى كاتبه المرض وظروف العلاج الصعبة مع الغسل الكلوي، ليصدر ثُلاثية رصد فيها تاريخ التكوين والعمل الصحفي في الجزائر بعد الاستقلال.
يذكر، أن أول إصدار لصافي حمل عنوان «بصمات إعلامية»، تلاه كتاب «فواصل التحول....وشم على الذاكرة»، ومن ثم الكتاب الثالث «كرونولوجيا صحفية» الصادر عن دار تادمايت للصحفية والشاعرة سلوى لميس مسعي.
شارك في اللقاء الصحفي والناقد المسرحي أحمد شنيقي، الذي قال إنه كان شاهدا على المحطات التي عاشها الصحفي عمار صافي، ومساره التكويني الثري، ومعاصرته للتحولات الهامة لتاريخ الصحافة من عهد الحزب الواحد إلى غاية التعددية السياسية والإعلامية. وأوضح، أن الإصدار الجديد للصحفي قدم معلومات مهمة جدا وهي شهادات يمكن للجيل الجديد من الصحفيين الاعتماد عليها كما عبر.
وقال الدكتور أحمد شنيقي، في مداخلته إن الصحافة مهنة لا تعترف بالتصنيفات من قبيل صفة « عميد»، لأن قيمة الصحفي تقاس بالعمل الذي قدمه وممارسته لجميع الأشكال الصحفية. مستذكرا الصحفي الراحل عبد العالي رزاقي، الذي وصفه بالصحفي الكامل لأنه تدرج من البداية حتى النهاية». .
وأكد شنيقي، بأن مهمة الصحفي هي البحث عن الخبر وليس التعليق على الأحداث، قائلا:»الكتابة الصحفية والأكاديمية مختلفتان تماما، و الصحافة تكتب للعام، أما الكُتاب من الأساتذة الجامعيين فأعمالهم موجهة لفئة معينة منها الطلاب».
