يرفض “الفرانكو – ايفواري” غيسان غيزلان وصف تجاربه في البطولة الجزائرية بالفاشلة، حيث عاد في حوار مع النصر لتفاصيل مغامرته الأخيرة مع أهلي البرج وظروف فسخه العقد، كما استرجع لاعب سوسطارة السابق، ذكريات خروج منتخب كوت ديفوار في الكان الأخير على يد رفقاء محرز، الذي يعتبره أحد أحسن المراوغين في أوروبا.
- حاوره: مروان. ب
- مرحبا، غيزلان معك صحفي من الجزائر، كيف هي أحوالك ؟
مرحبا بكم وبكل الأشقاء في الجزائر، أنا في صحة جيدة وكل أموري على أحسن ما يرام، على الرغم من الوضعية الصعبة التي يعيشها العالم مؤخرا بعد تفشي فيروس كورونا، وما خلفه من تداعيات، خاصة على مستوى كرة القدم التي توقفت في كافة الدوريات، وفي مقدمتها البطولة الجزائرية التي كنت أنشط بها.
- أين تتواجد الآن، وما جديدك ؟
بعد أن أنهيت كافة ارتباطاتي مع فريقي أهلي البرج غادرت مباشرة إلى العاصمة الفرنسية باريس، من أجل الالتحاق بأفراد عائلتي القاطنة هناك، حيث نتواجد بالحجر الصحي منذ عدة أسابيع، سيما وأن الأوضاع صعبة للغاية بفرنسا، ولو أن هناك بعض بوادر لانفراج الأزمة على اعتبار أن منحى الوباء بصدد الاستقرار، في انتظار أن يزول هذا الفيروس بشكل نهائي ونعود لحياتنا الطبيعية.
- هل تتابع الأوضاع في الجزائر ؟
أتابع كل كبيرة وصغيرة تخص الجزائر، كوني أمتلك عدة أصدقاء هناك، كما أنني اعتبر الجزائر بلدي الثاني، وواجب علي أن أكون مُلما بكل شيء، خاصة خلال هذه الفترة الصعبة، ولو أن الأمور لا تدعو للقلق في الجزائر، لأن الوضع مسيطر عليه.
أنا متضامن مع إخواني في الجزائر، وآمل أن يتقيدوا بكافة التعليمات، خاصة وأنها سبيلهم الوحيد للنجاة من هذه الجائحة، التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص عبر العالم.
- تبدو مُلما بآخر المستجدات في الجزائر ؟
لعبت في الجزائر لعدة مواسم، وتعلقي بهذا البلد كبير جدا، واعتبره موطني الثاني بعد كوت ديفوار، كما أنني لا أنكر أصولي الإفريقية، ومهتم بكل شيء يخص القارة السمراء، التي هي في منأى لحد الآن من فيروس كورونا مقارنة بدول أوروبا، ونأمل أن لا تتعرض لذات سيناريوهات هذه البلدان التي عانت الآمرين مع كوفيد 19، خاصة وأن غالبية دول إفريقيا يفتقدون لمنظومات صحية قوية.
- فسخت عقدك مؤخرا مع أهلي البرج، لماذا ؟
أجل، لقد حدثت لي بعض المشاكل في منتصف الموسم الكروي، عجلت بمغادرتي فريق أهلي البرج الذي التحقت به الصائفة الماضية، وفي نيتي أن أقوده نحو الإنجازات والتتويجات، خاصة بعد الاتفاق الذي حصل بيني وبين الرئيس بن حمادي الذي أشكره بالمناسبة على وقفته معي، حيث ساندي رغم كافة العراقيل التي واجهتني، وفي مقدمتها الإصابة اللعينة التي كانت وراء فسخ عقدي، إذ فضلت عدم البقاء، كوني لم أقدم ماهو مطلوب مني، وعند تخلصي نهائيا من تلك الإصابة كان الوقت قد فاتني، ولكنني سعيد بتلك التجربة رغم قصرها، على اعتبار أنها مكنتي من اكتشاف رجال حقيقيين، دون أن أنسى الدعم الذي حظيت به من قبل الجماهير.
- خُضت تجربة مع اتحاد العاصمة وصفت بالفاشلة، ماذا حدث معك بالضبط؟
من قال لكم بأن تجربتي مع الاتحاد كانت فاشلة، على العكس تماما أنا راض عنها بالمائة بالمائة، خاصة وأنني قدمت موسما جيدا إلى أبعد الحدود، ويكفي أنني سجلت سبعة أهداف كاملة، قبل أن أدخل في خلاف حاد مع الرئيس الأسبق ربوح حداد الذي سعى جاهدا لتخفيض راتبي، غير أن معارضتي له جعلت العلاقة بيننا تتوتر، ما أثر على مردودي فوق أرضية الميدان، كوني لم أعد مرتاحا كما كان الحال في بداية الموسم، على العموم تشرفت بحمل ألوان فريق عريق في الجزائر بحجم الاتحاد، وسأحاول الاحتفاظ بالذكريات الجميلة فقط.
- صراحة، ألم تندم على تجاربك بالجزائر بعد ما حدث لك مع سوسطارة والبرج ؟
كرة القدم مليئة بالأشياء الجميلة والسيئة، ولا يجب أن تندم على أي تجربة تخوضها، فإن لم توفق في أمر ما يكفي أن تستفيد من الأخطاء المرتكبة، وعن نفسي سأُبقي الأبواب مفتوحة دوما لبلدي الثاني الجزائر الذي قد أعود له يوما ما.
- من هو أفضل لاعب في البطولة الجزائرية في الوقت الحالي ؟
أنا أفضل لاعب (يضحك)... البطولة الجزائر تزخر كما يعلم الجميع بالمواهب واللاعبين المميزين، ولا يمكنني أن أختار لكم اسما محددا، ولكن الشيء الأكيد أن الدوري الجزائري قوي جدا، ونواديه قادرة على التألق على المستوى القاري، وما عليها سوى الإيمان بحظوظها خلال أطوار المنافسة.
- كيف تابعت مباراة منتخبكم الوطني كوت ديفوار أمام الخضر في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة؟
لا تُذكرني بتلك المواجهة، حيث غضبت للغاية بعد الإقصاء الذي تعرض له منتخبنا الوطني على يد الخضر، لقد كانت مباراة ممتعة وشاقة في نفس الوقت، والحظ وقف في آخر المطاف إلى جانب أشبال بلماضي الذين اقتطعوا تأشيرة نصف النهائي بركلات الترجيح، لقد حزنت بعض الشيء، ولكنني سرعان مع حولت اهتماماتي صوب الخضر، حيث شجعتهم فيما تبقى من مشوار.
- هل الجزائر استحقت التتويج باللقب القاري ؟
الجزائر حصدت لقب “الكان” عن جدارة واستحقاق، نظير إطاحتها بكافة عمالقة القارة، وأعني السنغال وكوت ديفوار ونيجيريا، كما أن الأداء الجماعي المقدم طيلة البطولة، جعلهم من وجهة نظري المنتخب الأكثر تكاملا، فإلى جانب حيازتهم على نجوم قادرين على صنع الفارق في أي لحظة على غرار رياض محرز، المجموعة كانت متماسكة كثيرا، ودور المدرب كان واضحا فوق أرضية الميدان.
- ما رأيك في نجوم الخضر وماذا تقول عن النجم محرز ؟
الجزائر تمتلك كوكبة من النجوم يتقدمهم لاعب مانشستر سيتي الانجليزي رياض محرز، الذي أراه من أفضل المراوغين في أوروبا ككل، فلا يمكن لأي مدافع التصدي له، كما أن فنياته على كل لسان، دون أن أنسى ثنائي القاطرة الأمامية بغداد بونجاح وإسلام سليماني، فأنا معجب بهما كثيرا، وأعتبرهما من خيرة المهاجمين في القارة السمراء، التي لطالما أنجبت قناصين من الطراز الرفيع.
- من مثلك الأعلى في إفريقيا كمهاجم صريح ؟
القارة السمراء ولادة، وقدمت لنا مهاجمين كبار على مدار السنوات الأخيرة، حيث حملوا ألوان نوادي كبيرة جدا في أوروبا، على غرار مواطني ديديي دروغبا الذي لعب لنادي تشيلسي الانجليزي والكاميروني صامويل إيتو، الذي كتب التاريخ مع برشلونة الإسباني، ولو أنني لست متأثرا بأي من اللاعبين، وأفضل طريقتي التي جعلتني أنجح في عديد التجارب التي خضتها لحد الآن.
- بماذا تريد ختم الحوار ؟
أريد أن أبعث في الختام، برسالة خاصة للشعب الجزائري، خلال هذه الفترة العصيبة، حيث أطلب منهم الالتزام بإجراءات الحجر الصحي، وآمل أن لا تتكبد الجزائر خسائرا كبيرة جراء هذا الوباء. م. ب