
هبّت الأسرة الرياضية من داخل الجزائر وخارجها، من الأندية المحلية إلى الاتحادات العربية والدولية، ومن اللاعبين إلى الجماهير، لتُعبر بصوت واحد عن تضامنها العميق مع نادي مولودية الجزائر، وأُسر مناصريه الذين وافتهم المنية في الحادث الأليم الذي شهده ملعب 5 جويلية، بعد نهاية مباراة نجم المقرة الختامية.
وهزّت الفاجعة التي أسفرت عن وفاة ثلاثة مناصرين، خلال احتفالات تتويج مولودية الجزائر بلقب البطولة المحترفة لموسم 2024-2025، الوسط الرياضي بأكمله، وأطلقت موجة غير مسبوقة من التفاعل الرسمي والشعبي، امتد من الجزائر إلى بقاع عديدة في العالم العربي وأوروبا.
وجسّد هذا التضامن الواسع الذي توحدت فيه مشاعر الحزن والمواساة، قوة الروابط التي تجمع مكونات كرة القدم، مُثبتا أن القيم الإنسانية أقوى من أي انتماء أو منافسة رياضية.
أنفانتينو ينعى الضحايا: العائلة الكروية العالمية حزينة
ومن أبرز ردود الأفعال الدولية، كانت رسالة رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم، جياني أنفانتينو، الذي عبر عن بالغ حزنه وأسفه لما وقع، مؤكدا أن الفاجعة تحوّلت إلى لحظة حزن عميق، في وقت كان يُفترض أن يكون عنوانه الفرحة والتتويج.
ونشر أنفانتينو رسالة عبر خاصية «الستوري» في حسابه على «أنستغرام»، قدم فيها تعازيه الحارة لعائلات الضحايا باسم الأسرة الكروية العالمية، مشيدا بقوة تماسك نادي مولودية الجزائر، ومساندا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم في هذا الظرف العصيب.
اتحادات تُواسي الجزائر
من جهتها، سارعت عدة اتحادات كروية عربية إلى تقديم واجب العزاء، حيث عبر الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة هاني أبو ريدة عن خالص التعازي والمواساة، متوجها بالدعاء للضحايا، ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين، في بيان رسمي يحمل توقيع كل مكونات الاتحاد.
كما وجه رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، برقية تعزية مؤثرة إلى نظيره الجزائري وليد صادي، أكد فيها الوقوف الكامل إلى جانب الأسرة الرياضية الجزائرية ومشجعي مولودية الجزائر، مشددا على أن الحزن عمّ كافة مكونات الرياضة الفلسطينية التي تلقت نبأ الحادث ببالغ الأسى.
الخضر والأندية الجزائرية
في قلب الحدث
لم تتأخر ردود الفعل، حيث سارعت الفاف رفقة الرابطة المحترفة لتقديم واجب العزاء لأسر الضحايا، كما لم يغفل لاعبو المنتخب الوطني عن الفاجعة، حيث قدموا تعازيهم ومواساتهم لعائلات الموتى، ونشر كل من رامي بن سبعيني ومحمد أمين توغاي ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح ويوسف عطال وعبد القادر بدران، إضافة إلى مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة، رسائل مؤثرة عبر حساباتهم الرسمية، استذكروا فيها الراحلين ودعوا لعائلاتهم بالصبر والسلوان.
وأجمعت رسائل اللاعبين على أن خسارة المناصرين الثلاثة ليست خسارة لنادي المولودية فقط، بل لكل العائلة الكروية الجزائرية.
التضامن من المحترف الأول
إلى الأقسام السفلى
وإلى جانب المنتخبات الوطنية، عبرت أندية النخبة الجزائرية وأندية الهواة عن تعاطفها الكبير مع الحادث، إذ أصدرت عدة فرق بيانات تضامن، كما رفعت دعواتها بالشفاء للمصابين، وعبّرت عن حزنها لما آلت إليه احتفالات التتويج التي تحولت إلى لحظة وداع لثلاثة من أوفى المناصرين، كما شاركت بعض الأندية في الجنازات التي أقيمت للمناصرين الثلاثة، في مشهد مهيب شارك فيه الآلاف من المشيعين، فيما انتشرت صور المشجعين الراحلين على مواقع التواصل، مرفقة بعبارات الوفاء والتأثر.
ورسخت حادثة ملعب 5 جويلية درسا مؤلما في ذاكرة الكرة الجزائرية، لكنها أظهرت في المقابل الوجه الإنساني المشرق للأسرة الكروية، التي هبّت بكل أطيافها لتقف إلى جانب أسرة المولودية وعائلات الضحايا.
الأندية تتوحد: من مارسيليا وريال بيتيس إلى الأهلي المصري
أما على مستوى الأندية، فقد تفاعل عدد كبير من الفرق العربية والأوروبية مع الحادث، حيث عبر كل من الأهلي المصري، والترجي الرياضي التونسي، والنادي الإفريقي، إلى جانب نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي وريال بيتيس الإسباني، عن تضامنهم الكامل مع جماهير المولودية، مشيدين بصبر العائلات وداعين للضحايا بالرحمة.
وعلى سبيل المثال، نشرت الصفحة الرسمية لنادي الجنوب الفرنسي عبر موقعها بفايسبوك بيان بالعربية جاء فيه: "إثر المأساة المروعة التي وقعت الليلة الماضية، يتقدم نادي أولمبيك مارسيليا بأحر التعازي لعائلات وأصدقاء المشجعين المتضررين، ولمولودية الجزائر وللمجتمع الكروي الجزائري بأكمله».
أما ريال بيتيس الإسباني، فقد كتب هو الآخر بالعربية عبر صفحته الرسمية بفايسبوك:» يتقدم نادي ريال بيتيس بخالص التعازي لضحايا ملعب 5 جويلية من جماهير نادي مولودية الجزائر مع تمنياتنا بالشفاء للمصابين».
كما جاء في بيان الأهلي:» مجلس إدارة النادي برئاسة الكابتن محمود الخطيب وأعضاء وجماهير الأهلي يتقدمون بخالص التعازي والمواساة إلى نادي مولودية الجزائر الشقيق في وفاة مشجعي الفريق».
سمير. ك