حجز فريق أبطال رأس الوادي لكرة اليد، مقعده عن جدارة واستحقاق في القسم الممتاز «أ»، لأول مرة في تاريخ المدينة، وفي إنجاز تاريخي بكل المقاييس، بعد رحلة شاقة وموسم ماراطوني، حسمت ورقة الصعود فيه خلال الجولة الأخيرة، إثر فوز ثمين ومصيري خارج الديار على فريق مولودية مؤسسات باتنة.
مواجهة حاسمة وسوسبانس حتى الرمق الأخير
لم تكن مهمة أبطال رأس الوادي سهلة على الإطلاق، خاصة وأنهم رفعوا تحدي أبناء هذه المدينة (رأس الوادي) الواقعة بالجهة الجنوبية الشرقية لولاية برج بوعريريج، حيث واجهوا منافسة شرسة طوال في الموسم في بطولة القسم الممتاز «ب» مجموعة «وسط – شرق»، خاصة من فريقي تيشي وسيدي عقبة، اللذين بقيا في سباق الصعود حتى الرمق الأخير، حيث كان أخر الوافدين على هذا القسم بسبب نزاعات إدارية، فصلت فيها المحكمة الرياضية، وأعادت بذلك الفريق إلى البطولة.
ورغم البداية الصعبة وتعثرات الجولات الأولى، إلا أن فريق «الأبطال» سرعان ما عاد إلى سكة الانتصارات، ويقتطع تأشيرة الصعود إلى القسم الممتاز «أ» بكل جدارة واستحقاق.
وتميزت بطولة الموسم المنقضي بندية كبيرة وتشويق لافت، لكن الكلمة الأخيرة كانت لأبطال رأس الوادي الذين عرفوا كيف يقتنصون النقاط الحاسمة في تنقلهم المحفوف بالمخاطر إلى باتنة، في المباراة الأخيرة المصيرية في تحديد هوية بطل الفوج، وكان ذلك في أخر لحظات من الموسم، ليحققوا حلم الصعود الذي راود المدينة بأكملها، إذ يعد هذا الإنجاز الثالث على التوالي للفريق، الذي تدرج بنجاح من أقسام الهواة وصولا إلى حظيرة الكبار.
احتفالات عارمة وفرحة شعبية
مباشرة بعد نهاية اللقاء الحاسم بباتنة وترسيم الصعود، عمت الفرحة شوارع مدينة رأس الوادي، التي خرج شبانها وحتى الكبار للاحتفال بهذا الإنجاز غير المسبوق، وقد أعلنت إدارة النادي، عبر خلية الإعلام والاتصال، عن تنظيم موكب احتفالي كبير يوم الجمعة الماضي، والذي عرف استجابة واسعة بين محبي وعشاق النادي، انطلاقا من ساحة البلدية، أين شاركت الجماهير والأنصار في هذا العرس الرياضي الذي تضمن لقاءً مفتوحا مع اللاعبين والطاقم الفني والاحتفاء بدرع البطولة، بالإضافة إلى تنظيم احتفالية كبيرة بالمركبات جابت شوارع المدينة فرحا بهذا الإنجاز والتتويج المستحق.
تدعيم الفريق و نداء دعم للسلطات
هنأت أغلب الفرق الناشطة في مختلف الأقسام من بطولات كرة اليد، أسرة النادي من مسؤولين ولاعبين وطاقم فني وإداري والجماهير على هذا الإنجاز التاريخي، حيث تناقلت عبر صفحاتها «الفايسبوكية» التهاني، فيما تم التأكيد خلال لقاء اللاعبين والطاقم المسير بالمناصرين، أن المأمورية لم تكن سهلة على الإطلاق لكن إصرار الجميع وتحديهم للصعاب كانا أكبر، مشيرين إلى أن هذا الصعود هو عمل استمر لأزيد من خمس سنوات، كان حصاده وثمرته الارتقاء من القسم الهاوي إلى القسم الممتاز «أ».
ومع ذلك، لم يخف مسيرو النادي التحديات الكبيرة التي واجهت الفريق، كاشفين عن معاناتهم طوال الموسم الرياضي من نقص حاد في الإعانات المالية، إلى درجة كاد الفريق أن يفقد ورقة الصعود لولا عزيمة اللاعبين والإدارة، موجهين نداء عاجلا إلى السلطات المحلية والولائية من أجل تقديم التفاتة حقيقية للفريق ودعمه ماديا لمواجهة تحديات القسم الممتاز، الذي يتطلب إمكانيات أكبر لضمان تمثيل مشرف للمدينة.
من جهتهم، أكد اللاعبون خلال لقائهم بالجماهير، أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لرفع التحدي في الموسم الرياضي القادم، وتشريف ألوان الفريق والمدينة في قسم النخبة.
رئيس النادي بوخـاري ماليك: نتطلع لدعم يليق بالمستوى العالي
أعرب رئيس النادي بوخاري ماليك في حديثه للنصر، عن فخره الكبير بالصعود الذي حققه الفريق، مشيرا إلى أنه «ثمرة عمل دؤوب امتد لخمس سنوات»، موضحا أنه الصعود الثالث على التوالي والرابع منذ توليه رئاسة النادي.
ولم يخف الرئيس مخاوفه من تكرار سيناريو الصعوبات الكبيرة التي واجهت الفريق، قائلا :»واجهنا صعوبات مادية كالعادة»، ولم نتلق أي إعانة من السلطات البلدية والمحلية منذ تولينا رئاسة النادي، أي طوال خمس سنوات كاملة لم يدخل خزينة النادي ولو سنتيما واحدا، موجها في هذا الصدد شكرا خاصا للجماهير التي اعتبرها «السند الأول للفريق»، ولكل الداعمين من أبناء مدينة رأس الواد، الذي كان السند الدائم للفريق.
وعن المستقبل، قال الرئيس إن الموسم المقبل، و إن واصل وأكمل المسيرة مع تلقي الدعم الكافي و وجود الأذان الصاغية، ستكون للفريق كلمته بحكم الرصيد التراكمي للاعبيه ومسيريه، إذ كان صاحب المراتب الأولى، مضيفا أن طموح الفريق لن يتوقف عند هذا الحد، فبعد أن أثبتوا جدارتهم لسنوات، يتطلعون الآن للمنافسة على المرتبة الأولى في المستوى العالي، مضيفا أنه في حال توفر الدعم المادي اللازم، فإن النادي يخطط للقيام بانتدابات نوعية، لتحقيق أهداف جديدة في الموسم القادم، موجها نداء للمتعاملين الاقتصاديين في المنطقة لدعم الفريق.
مدرب الفريق حمزة تقية: بدأنا متأخرين والمستقبل مرهون بالدعم
من جهته، كشف المدرب حمزة تقية أن التحضيرات للموسم الفارط «بدأت متأخرة، قبل أسبوع فقط من انطلاق البطولة»، وذلك بسبب إشكالات إدارية تم حلها على مستوى المحكمة الرياضية، مشيرا إلى أن تشكيلة الفريق، تغيرت بنسبة 60 إلى 70 بالمئة حينها.
ورغم الخسارة في الجولة الأولى أمام منافس مباشر فريق تيشي، أكد المدرب أن «مستوى الفريق كان في تصاعد قبل أن يعود إلى سكة الانتصارات، محققا حلم الصعود في الجولة الأخيرة، بعد الفوز على فريق شباب مؤسسات باتنة في مباراة ختامية ومصيرية.
وحول الموسم القادم واللعب في المستوى العالي والقسم الممتاز، شدد المدرب على أهمية الدعم المادي، قائلا «كل شيء مقترن بالدعم، إذا كان هناك دعم، سنقوم بتدعيمات نوعية ونشكل فريقا له كلمته وسيتنافس على المراتب الأولى في القسم الممتاز»، وأضاف أن الفريق يجب أن يكون جاهزا للمنافسة القوية، خاصة مع التغييرات الجديدة التي أقرتها الاتحادية لرفع مستوى كرة اليد.
اللاعب شيخ رابح: الجماهير بمثابة اللاعب الثامن
أعرب اللاعب شيخ رابح عن سعادته بهذا الإنجاز، الذي وصفه بحلم تحقق لمدينة رأس الواد، مشيرا إلى أن الموسم كان «متعبا وشاقا على كل الأصعدة»، مستدلا بالبداية المتأخرة للفريق التي تم تداركها بفضل مجهودات الطاقم الفني واللاعبين.
وأشاد رابح شيخ بالدور الكبير الذي لعبته الجماهير، مضيفا أن «الجماهير كانت دائما حاضرة معنا سواء داخل أو خارج الديار، كانوا هم اللاعب الثامن معنا في كل المباريات»، واعتبر أنهم «المساهمون الأساسيون في هذا الصعود»، موجها لهم الشكر الجزيل .
ع/ بوعبدالله
