تنطلق اليوم، منافسات الألعاب الإفريقية المدرسية في طبعتها الأولى، بدخول الرياضيين أجواء المنافسة في 6 اختصاصات، ولو أن الملفت للانتباه أن لجنة التنظيم عمدت إلى ضبط برنامج سمح بضمان تواجد المنافسات على مستوى الولايات الأربع التي تستضيف الحدث الرياضي القاري، حيث أن ولاية عنابة ستعرف إجراء منافسات 3 اختصاصات، بينما ستشهد ولايات قسنطينة، سطيف وسكيكدة انطلاق المرحلة التصفوية في اختصاصات تنس الطاولة، البادمينتون والكرة الطائرة الشاطئية.
إعطاء الإشارة الرسمية للمنافسات لن يكون فقط من أجل بحث الرياضيين المتمدرسين من مختلف بلدان القارة السمراء عن الذهب، أو إحدى الميداليات التي تمكن من حجز مقاعد فوق «البوديوم»، بل أن رحلة التنقيب عن المواهب تبقى الهدف الرئيسي من هذه التظاهرة، لأن قرار تنظيم الألعاب المدرسية في القارة الإفريقية جاء ليواكب السياسة التي أصبحت تنتهجها اللجنة الأولمبية الدولية، والرامية بالأساس إلى توفير الفضاءات التي تمكن المواهب الشابة من إبراز مؤهلاتها وقدراتها، مادامت محطة انطلاق الأبطال تكون في غالب الأحيان من الرياضة المدرسية والجامعية، وعليه فإن موعد الجزائر 2025، سيكون من أهم المنعرجات الحاسمة في تاريخ الرياضة في إفريقيا، لأنه سيشهد وضع اللبنة الأساسية لمشروع أبطال عالميين وأولمبيين في المستقبل، لاسيما وأن اللجنة المكلفة بالتنسيق بين اللجان الوطنية الأولمبية في بلدان القارة، وضعت شرطا رئيسيا للمشاركة في هذه التظاهرة، يتمثل في عامل السن، وذلك بحصر المشاركة في فئة المتمدرسين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و17 سنة فقط.
على هذا الأساس، فإن النتائج الفنية لن تكون مهمة كثيرا، بقدر الأهمية البالغة التي توليها لجنة التنقيب عن المواهب التابعة للجنة التنسيق بين اللجان الوطنية الإفريقية لهذه التظاهرة، من خلال الحرص على ضرورة استثمار دول القارة السمراء في خزان الطاقات التي تتوفر عليه، خاصة في الرياضات التي عادة من تمكن إفريقيا من تصدر المشهد على الصعيد العالمي، وفي مقدمتها ألعاب القوى، في سباقات المسافات نصف الطويلة والطويلة، وحضور 47 دولة في نسخة الجزائر 2025 من الألعاب الإفريقية المدرسية في طبعتها الأولى، يجسد التجاوب الكبير لبلدان القارة مع التوجه الرامي إلى جعل الرياضة المدرسية نقطة الانطلاق لمشوار أي رياضي، مع السعي للاستغلال العقلاني في الطاقات التي يتم اكتشافها في مثل هذه المواعيد.
من هذا المنطلق، فإن قرار السلطات العليا للبلاد القاضي بالموافقة على استضافة النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية، جعل الجزائر قبلة للحدث القاري، وذلك باستضافة جيل مازال بصدد قطع أولى الخطوات في مشواره الرياضي، لعل وعسى أن تكون هذه التظاهرة فرصة للتألق والبروز، ولو أن مسؤولي لجنة التنسيق بين اللجان الأولمبية الوطنية لدول إفريقيا، سارعوا إلى رفع قبعة التحية لدولة الجزائر، بتنصيف الموافقة دون شرط أو قيد، وبسرعة البرق، على احتضان شبان القارة في أول طبعة من الألعاب المدرسية، في خانة القرار الشجاع، بصرف النظر عن النجاح في رفع عارضة التحديات، بتوفير كل المرافق والهياكل وظروف التنظيم في ظرف زمني قياسي لم يتعد 5 أشهر، لتكون نتيجة ذلك عرس رياضي خالص في أحضان بلد اعتاد على كسب رهان التنظيم، باستضافة الألعاب الأفريقية وكذا دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، دون تجاهل العرس العربي.
ص/ فرطاس
