نجحت كبريات فريق أولمبيك مدينة سيرتا للكرة الطائرة، في قطع تأشيرة الصعود للقسم الوطني الأول الممتاز، في إنجاز غاب عن الكرة الطائرة النسوية بقسنطينة طيلة 15 سنة، حيث بصمت لاعبات المدرّب مهيلة، عن مشوار مميز، فزن خلاله بجميع مباريات دورة الارتقاء وأثبتن جدارتهنّ بالتتويج.
وأعادت كبريات فريق أولمبيك سيرتا، الكرة الطائرة النسوية القسنطينية إلى الواجهة في قسم الأضواء، بعد غياب استمر طيلة 15 سنة، ورغم أنّ الفريق متعوّد على لعب الأدوار الأولى في كل موسم، إلا أنّ تفاصيل صغيرة كانت تحول في كل مرة دون تحقيق الصعود قبل أن يتحقق المبتغى هذا الموسم، ويثمر المشوار المميّز الذي قدّمته لاعبات المدرّب، مراد مهيلة في صعود الفريق للقسم الأول الممتاز، حيث أثبتت لاعبات الفريق الذي خاض منافسات الموسم المنصرم تحت لواء «قطب بجاية»، تفوقهن خلال البطولة، أين كانت القاعة متعددة الرياضات «سايحي محمد العربي» بحي زواغي سليمان، مسرحا لانتصارات شاهدة على تألق رفيقات القائدة ريان برحال، اللواتي حقّقن سلسلة من الانتصارات داخل وخارج الديار، ما مكّنهنّ من ضمان التأهل لدورة الصعود قبل ثلاث جولات من إسدال الستار عن المرحلة الأولى من البطولة، التي ضمّت 8 فرق متنافسة، وفق ما ذكره المدرّب مهيلة في حديث للنّصر، إذ لم يخسر الفريق سوى مقابلة وحيدة كانت في «الديربي» أمام فريق اتحاد قسنطينة، ومع كل انتصار زادت معه الطموحات وتعزّزت الثقة في نفوس اللاعبات بقدرتهنّ على تقديم مشوار يظل للتاريخ.
وواصلت ممثلات قسنطينة مستوياتهنّ المميزة خلال دورة الصعود التي أقيمت في كل من ولايتي تيزي وزو والبليدة، إذ نجح الفريق في تحقيق العلامة الكاملة بالانتصار في 4 مباريات، بحيث فاز الفريق في مقابلته ضمن المرحلة الأولى أمام منافسه من ولاية تلمسان، لتليها 3 مقابلات ماراطونية مثلما وصفها المدرّب مهيلة، حيث تجدّدت خلالها مواجهة الديربي أمام اتحاد قسنطينة، ثم خاضت اللاعبات لقاء ثانيا أمام نادي غالية الشلف، ليكون مسك الختام الفوز أمام فريق المحمدية للكرة الطائرة بثلاثة أشواط لصفر.
إرادة أسرة الأولمبيك ذللـت كل الصعوبات
لم تثن الصعوبات المادية التي واجهها الفريق من عزيمة اللاعبات، فرغم نقص الإمكانيات المادية التي ظهرت خاصة خلال دورة الصعود، ما جعلهم يلجؤون فيما بينهم لخيار التكفّل بالمصاريف، قبل أن تتدخّل مديرية الشباب والرياضة التي تكفّلت بعملية النّقل رفقة ممثل قسنطينة الثاني اتحاد قسنطينة، إلا أنّ اللاعبات أثبتن جدارتهنّ بالصعود للقسم الوطني الأول الممتاز، والظّفر بإحدى البطاقتين المؤهلتين لذلك، وتشريف الثقة التي وضعت فيهن، وبتشكيلة شابة تضم 10 لاعبات خضن دورة الصعود للمرة الأولى، واستطعن رفع التحدي ونيل المراد إذ أكّد المدرّب، مهيلة، أنّ الفريق نجح في تكوين توليفة متوازنة تمزج بين عناصر خبرة وأخرى شابة، كما عوّض الفريق هذه العوامل بالإرادة والرغبة في تحقيق شيء ما يخلّد أسماءهن في تاريخ النادي.
إسلام قيدوم
* مدرب الفريق خالد مهيلة
الإنجـــــــــــــــــــاز مستحــــــــــــق
قال مهندس الإنجاز المدرّب خالد مهيلة، إنّ صعود الفريق كان عن جدارة واستحقاق عطفا عن مختلف العراقيل والمعيقات التي لم يخل منها الموسم، أبرزها نقص الإمكانيات المادية، -كما أضاف- المتحدّث أنّ الفضل يعود للاعبات على وجه الخصوص، إذ ورغم التشكيلة الشابة المكونة لتركيبة الفريق، حيث ضمّ 3 لاعبات في فئة الشبليات واثنتين في صنف الوسطيات، فضلا عن واحدة تمّت ترقيتها من فئة الصغريات، إلا أنّهن تميّزن بوعي كبير وأظهرن مقدرتهنّ على تحمل المسؤولية، تجسّد هذا في تمسّكهنّ بالرّغبة في تأشيرة الصعود.
وذكر محدّثنا أنّ زميلات اللاعبة ياسمين حملاوي، قدّمن تضحيات وأظهرن جدية ونضجا كبيرين على مدار الموسم التنافسي، إيمانا منهنّ بأنّ الصعود يستلزم ذلك، حيث أنّه وبالرّغم من التزاماتهنّ الشخصية فمنهن جامعيات وأخريات تحضّرن لامتحانات نهاية السنة إلا أنّهن لم يغفلن عن الانتظام في التدريبات، واستطعن التكيّف مع الوضع وقدّمن الإضافة للفريق، كما نوّه إلى أنّ العمل يعكس ثمرة العمل الذي تمّ إنجازه طيلة سنة كاملة، حيث رفع كل مكوّنات الفريق التحدي في سبيل تحقيق الهدف المسطّر، الذي وضع نصب الأعين وهو ما تمّ تحقيقه في النهاية.
ولفت المتحدّث إلى أنّ الفريق تعامل جيّدا مع فترة التوقّف التي أعقبت نهاية المرحلة الأولى، المتمثلة في البطولة الجهوية، رغم حساسيتها خلال شهر أفريل المنقضي، وفي ظل عدم ضبط مواعيد لعب دورة الصعود توقّفت المنافسة لمدّة شهرين، حيث أحسن الطاقم تسيير هذه المرحلة، إذ تمّ إعداد برنامج خاص تضمّن مقابلات ودية مع الذكور وكذا برمجة تدريبات متنوعة مع تحضير الجانب البسيكولوجي.
* قائدة الفريق ريان برحـال
شكّلنــــــا مجمـــوعــــــــة كالعائلـــــــــــــــة
قالت قائدة الفريق ريان برحال، إنّ الفوز راجع لتوفيق من الله، كما وصفت فرحة تحقيق الصعود بالهستيرية، نظرا لوقعها المعنوي في نفوس اللاعبات، خاصة مع حديث وتشجيع المدرّب الذي كان يؤكّد في كل مرّة أنّهنّ سيكتبن التاريخ مع النادي، إلى جانب ذلك اعتبرت ريان الصعود ثمرة المشوار المقدّم من طرفها وزميلاتها، بالنظر لطبيعة المقابلات خاصة المقابلة الأخيرة أمام فريق المحمدية، الذي فاز بدوره قبل مواجهتهن له بكل مبارياته، كما ذكرت أنّ الفريق انتابه نوع من «الرهبة» في دورة الصعود، غير أنّه تلاشى بمرور الوقت، حيث آمنت اللاعبات بمستوياتهن وقدرتهنّ على المنافسة.
وأكّدت المتحدّثة أنّ الفريق لعب كرة طائرة «نظيفة»، من خلال تقليل الأخطاء واللعب بحرارة، حيث كنّ جد راضيات على المستويات التي أظهرنها، كما ترى برحال، أن الفريق نجح في تشكيل مجموعة كانت أقرب الى العائلة عن تشكيلة فريق رياضي، ما أسهم في تكوين روح عالية وقوية، وهذا العامل يعتبر وفق المتحدّثة أحد النقاط القوية التي ميّزت الفريق حيث عبّرت عن فخرها الكبير بالفريق ورفيقاتها، حيث سعت – حسبها- كل لاعبة لخدمة المجموعة والفريق بعيدا عن الغرور و «الأنا»، ولفتت إلى أنّه بالرّغم من المشكلات التي صادفت التشكيلة طيلة المشوار، إلا أنهن أبنّ عن صلابة ذهنية جعلتهنّ يتماسكن بحيث لم تؤثر على هدفهنّ في تحقيق الصعود.
وعبّرت المتحدّثة عن شكرها للمشجعين الذين ساندوا الفريق خاصة في تنقلاته الخارجية، وقدموا دعما كبيرا للاعبات.
إسلام قيدوم
* رئيس الفريق بوبكر حماني
الكــرة الطائرة النسوية بقسنطينة هي المتوّجــة
ذكر رئيس فريق أولمبيك مدينة سيرتا لكرة الطائرة، أنّ إنجاز الصعود يعتبر تتويجا لكرة الطائرة النسوية بقسنطينة عامة، على اعتبار أنّ الولاية لم يكن لها ممثل طيلة 15 سنة في هذا المستوى، إذ اعتبر أنّ هذا التتويج يبعث عن الفرح لكل الولاية، وأضاف المتحدّث قائلا «ربحنا على بعضنا» إذ لفت إلى أنّه تشرّف بتحقيق هذا الصعود في أول عهدة له وفي أول موسم على رأس الفريق، رغم أنّه لم يكن يوما بعيدا عن الفريق حيث كان دائما مرافقا له.
وأردف أنّ الفريق برغم الصعوبات التي واجهها والتقلّبات التي عرفها الموسم، استطاع الثبات ما كلّل بقطف الثمار في نهايته مشيدا بجهد المدرّب، بالإضافة إلى إرادة وعزيمة اللاعبات التي صنعت الفارق خلال مشوار المنافسة، لافتا إلى أنّ هذا الصعود ما هو إلا جسر يوصل إلى مرحلة أخرى أكثر صعوبة، تلتزم إمكانيات ومصاريف أكبر، غير أنّ طموحات الفريق، يجب لها أن لا تتوقف وينبغي توظيف لها الظروف الملائمة لها لأجل تشريف قسنطينة وتمثيلها بأحسن شكل في القسم الوطني الأول الممتاز أو على أقل تقدير ضمان البقاء، كما عبّر أن أمله في أن يفتح هذا التتويج الشهية لبقية الفرق القسنطينية، لتحقيق الصعود كذلك حتى تمثّل الولاية بأكثر من فريق في القسم الممتاز.
صنــــــــــــاع الصعــــــــــــــود
ريان برحال، أميمة فاطمة باية بلخلفة، ياسمين حملاوي، خولة عطوي، ناريمان بوحوحو، إيمان ساسي، فريال عاشوري، نادية بن داود، مسير شيماء كرمان، هيام بوحوحو، أمينة ياسمين مهيلة، لينة قريشي، رتاج عيون، جمانة أميرة بن شريف.
رئيس الفريق: بوبكر حماني
المدرب الرئيسي: مراد مهيلة
المدرب المساعد: فوزي بن خليفة