السبت 9 أوت 2025 الموافق لـ 14 صفر 1447
Accueil Top Pub

إشادة كبيرة بتنظيم الألعاب المدرسية: الجزائر تواصل خدمة إفريقيا ولعب الأدوار الريادية

طوّت الرياضة الإفريقية سهرة أول أمس، الصفحة الأولى من كتابها الجديد الذي يحمل عنوان «الألعاب المدرسية»، بذكريات ستبقى راسخة في الأذهان، لأن دورة الجزائر 2025 كانت نقطة الانطلاق لمشروع كان تجسيده الميداني محل تردد، لكن الإرادة التي أبدتها السلطات الجزائرية كانت كافية للمرور إلى مرحلة التنفيذ، لأن الموافقة على وضع اللبنة الأولى لمشروع الألعاب الإفريقية المدرسية، جعل الجزائر مهدا للرياضة في القارة السمراء، مع توفير إمكانيات مادية وبشرية معتبرة، فاقت مستوى الحدث، لتكون الحوصلة انبهار كل ضيوف الجزائر بنجاح التنظيم على جميع الأصعدة، وكسب البلد المنظم الرهان، ولو أن السعادة الكبيرة التي أبداها الرياضيون من شريحة المتمدرسين، تبقى من أهم المكاسب التي تم تحقيقها في هذه التظاهرة، والتي تبقى بحاجة إلى تثمين، لأن موعد الجزائر 2025 كان محطة لميلاد مواهب شابة، سيكون لها شأن كبير في السنوات القليلة القادمة، ومن الأسماء من سينجح في البروز على الصعيد القاري والعالمي، سواء في بطولات العالم لمختلف الاختصاصات، أو حتى في دورة الألعاب الأولمبية، وهذا هو المغزى الرئيسي من هذه التظاهرة في بعدها الرياضي، دون تجاهل الجوانب الأخرى، لأن عرس «براعم القارة» كان فرصة لتوجيه الكثير من الرسائل، بمضامين صبت كلها في خانة دعم الأمن والسلام، وكذا جمع شمل أبناء إفريقيا على اختلاف جنسياتهم، وهذا ما يتماشى والمواقف الثابتة للجزائر إزاء قضايا السلم.

صالح فرطــاس

ولا يختلف اثنان في أن الطبعة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية عرفت نجاحا كبيرا، الأمر الذي أثبت مرة أخرى الدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في دعم القارة، في كل المجالات، ومكانتها المرموقة في الخارطة الإفريقية، سواء من الناحية الرياضية، السياسية أو الاقتصادية، لأن استضافة وفود 47 دولة، بتركيبة تقارب 2500 ضيف، من بينهم قرابة 1700 رياضي من الجنسين، فسح المجال لجعل هذه التظاهرة الرياضية الفضاء الأنسب للاحتكاك بين شعوب مختلف البلدان، التي وإن لم تكن للغالبية منها حدود جغرافية مشتركة، لكن التواجد تحت مظلة القارة الإفريقية، كان كافيا لتجميع الرياضيين على اختلاف جنسياتهم في سقف واحد، يزيّنه العلم الجزائري، على اعتبار أن لجنة التنظيم ارتأت توزيع المنافسات بين ولايات عنابة، سطيف، قسنطينة وسكيكدة، مع منح «بونة» حصة الأسد من الرياضات، لأن «جوهرة المتوسط» تحوّلت في طيلة فترة استضافتها لهذا الحدث إلى «عاصمة الرياضة الإفريقية»، بحكم أنها جمعت بين شبان أفارقة من مختلف البلدان في فضاءات الإقامة والمرافق الرياضية، وما لذلك من بعد ثقافي وتاريخي، بصرف النظر عن الجانب السياسي، لأن الرياضة تكفي لتجميع ما فرقته السياسة، وممثلو الرياضة المدرسية الذين قدموا من 47 دولة في هذا الموعد الرياضي، ولم يترددوا في رفع قبعة التحية للجزائر.
النجاح في كسب رهان التنظيم ليس بالأمر الغريب على الجزائريين، خاصة وأن السلطات العليا للبلاد، كانت قد وفرت إمكانيات مادية معتبرة لضمان الجاهزية لاحتضان هذه التظاهرة، لأن جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية كانت قد قررت بعث هذا المشروع، تجسيدا للاتفاق المبرم مع الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، على هامش دورة أولمبياد باريس 2024، لكن المرور إلى مرحلة التجسيد كان صعبا، في ظل عدم القدرة على إيجاد بلد يستطيع الاستجابة لدفتر الشروط في ظرف قياسي، لتلعب الجزائر دور «المنقذ»، بفضل الإرادة السياسية، فكانت موافقة الدولة على احتضان أول طبعة من الألعاب المدرسية بمثابة «المغامرة» التي وضعت لجنة التنظيم أمام تحديات كبيرة، وأدخلت السلطات الولائية لكل من عنابة، قسنطينة، سطيف وسكيكدة في سباق مع الزمن، من أجل توفير ما تتطلبه هذه التظاهرة، ولو أن فترة 5 أشهر كانت قصيرة جدا، إلا أن الجزائر رفعت التحدي في سبيل شبان القارة، فاكتست المدن المستضيفة حلة جديدة، تليق بمقام هذا الحدث الرياضي الإفريقي، سيما بعد تجديد الكثير من المرافق والمنشآت، في تحويل إقامات جامعية إلى مرافق للإيواء، فكانت في شكل «قرى رياضية إفريقية»، خاصة منها إقامة 3000 سرير بالبوني، والتي استقبلت أعلى عدد من الرياضيين، فضلا عن إقامات حو صالح بسطيف، صالح باي 7 بقسنطينة، والحدائق بسكيكدة، وهي اختيارات تمت للتخفيف من متاعب النقل، وتفادي مصاريف الرحلات الجوية للوفود.

رئيس اللجنة التقنية للدورة جواو أفونسو
شكرا للجزائر على التنظيم الرائع
أعرب رئيس اللجنة التقنية لدورة الألعاب الإفريقية جواو مانويل داكوستا أليغري أفونسو، نائب رئيس جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية، عن سعادته الكبيرة بالنجاح الذي عرفته هذه الطبعة، وقال في هذا الصدد: « الأكيد أننا كمسؤولون في «الأكنوا» لن نتردد في تقديم جزيل الشكر للجزائر، لأن التنظيم الذي سارت على وقعه هذه التظاهرة كان ناجحا على جميع المستويات، وحتى النقائص التي تم تسجيلها في بعض الحالات كانت «شاذة»، ولم تستدع حتى تدخلنا كمكلفين بالتنظيم، لأن المهم بالنسبة لنا أن المنافسات جرت في أحسن الظروف، وكل الوفود المشاركة كانت في قمة السعادة، وارتاحت كثيرا لظروف الإقامة، وهذه أهم العوامل الواجب توفرها عند تنظيم تظاهرة بهذا الحجم».
رئيس اللجنة الأولمبية لساو تومي وبرينسيبي، أكد على أن هذه التجربة تبقى رائدة، وبرهنت من خلالها الجزائر على أنها قادرة على احتضان تظاهرات رياضية عالمية، لما تتوفر عليه من مرافق رياضية وهياكل إيواء، فضلا عن أن الطبعة الأولى من هذه الألعاب جعلت ـ كما أردف ـ « الجزائر تمنح الفرصة لشبان متمدرسين من بلدان إفريقيا لإبراز قدراتهم، وهذا هو الهدف الرئيسي من قرار تنظيم هذه التظاهرة، لأننا نطمح لاكتشاف مواهب تكون قادرة على رفع راية إفريقيا في بطولات العالم وفي الأولمبياد بداية من 2030، لكن بألوان إفريقيا، وليس بحمل أعلام بلدان أوروبية، والاستثمار في هذه الطاقات الشابة يلقي بالمسؤولية على كاهل اللجان الأولمبية الوطنية، وما عساني في الختام سوى أن أقول شكرا للجزائر على التنظيم الرائع».

رئيس لجنة التنظيم عمار براهمية
الجزائر دوما سباقة في ترسيخ مبادئ الأخوة بين شعوب القارة
أرجع رئيس لجنة تنظيم هذه التظاهرة عمار براهمية، النجاح المحقق في التنظيم إلى الإرادة السياسية التي أبدتها السلطات العليا للبلاد، وأكد بأن الرئيس تبون أسس لإنجاح هذا العرس الرياضي الإفريقي، من خلال إصراره على ضرورة توفير كل المتطلبات الكفيلة بجعل ضيوف الجزائر يخوضون المنافسات في أحسن الظروف، وهذا ما تجسد في مرافق الإقامة وكذا الفضاءات التي تم تسخيرها لاحتضان المنافسات، دون تجاهل البرامج التي تم تسطيرها لكل الوفود، موازاة مع النشاط الرياضي، والتي مست بالأساس الجانبين الثقافي والسياحي، وما لذلك من امتداد على الجانب الاقتصادي.
براهمية أكد في نفس الصدد، بأن النجاح الذي عرفته هذه التظاهرة جاء ليجسد المواقف الثابتة للجزائر، والداعمة للقارة الإفريقية، خاصة في القضايا المتعلقة بالأمن والسلام، والدعوة إلى ترسيخ الأخوة بين شعوب القارة الواحدة، كما أن ترحيب الدولة الجزائرية بهذا المشروع، ورغم أنه أجبرنا على خوض سباق ماراطوني لضمان التنظيم في ظرف 5 أشهر، إلا أنه بالمقابل جسد برنامج السلطات العليا للبلاد بخصوص الرياضة المدرسية، والذي يهدف إلى جعل المدرسة لبنة أساسية لبناء منظومة رياضية وطنية على أسس صلبة، وهذا الطرح كان بامتداد على القارة السمراء، لأن الجزائر أثبتت دعمها اللامتناهي وغير المشروط لشعوب إفريقيا، بصرف النظر عن المكاسب التي حققناها بعد إسدال الستار على هذه التظاهرة، لأن الدورة من شأنها أن تسمح باكتشاف مواهب، تتطلب الاستثمار في إمكانياتها بعقلانية، بحثا عن مشروع أبطال أولمبيين، كما أن القاعات التي احتضنت المنافسات أصبحت بمواصفات عالمية، وهذا بعد تجديدها».

رئيس الوفد التونسي نوفل المرشاوي
النجاح في التنظيم سمح بتجسيد جميع أبعاد هذا الحدث
أما رئيس الوفد التونسي نوفل المرشاوي، فسارع إلى التنويه بالجانب التنظيمي، حيث أعرب عن إعجابه الكبير بما وفرته الجزائر من هياكل ومرافق، مؤكدا على أن كل شيء متوفر على مستوى مقر الإقامة، سواء تعلق الأمر بظروف الإيواء أو الإطعام، فضلا عن متطلبات النشاط اليومي بالنسبة للرياضيين، مما دفعه إلى حد التأكيد على أن مثل هذه المرافق تكفي للوقوف على الأهمية البالغة التي أولتها الدولة الجزائرية لدورة الألعاب الإفريقية المدرسية، والتي وضعت ـ كما قال ـ «الرياضيين الأفارقة في محيط منظم، يستوفي كل الشروط، رغم أن المشاركين هم من المتمدرسين والغالبية منهم تكتشف هذا المستوى من التنظيم لأول مرة، لكن النجاح في كسب الرهان سمح بتجسيد جميع أبعاد هذا الحدث، انطلاقا من التنافس الرياضي، مرورا بالجانبين التربوي والثقافي، وصولا إلى تقريب شبان بلدان القارة في ما بينهم، بصرف النظر عن النتائج الرياضية المسجلة، ومدى انعكاسها بالإيجاب على المسار المستقبلي لكل رياضي».

نائب رئيس الوفد المصري محمد سلامة
تجسيد الفكرة يحسب للجزائر حكومة وشعبا
وفي سياق متصل، اعتبر نائب رئيس الوفد المصري، محمد سلامة الطبعة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية محطة تاريخية، وأكد على الدور الكبير الذي لعبته الجزائر في سبيل تجسيد هذا المشروع، حيث أوضح بأن حلم إقامة الألعاب المدرسية ظل يراود كل الاتحادات الوطنية للرياضة المدرسية في بلدان إفريقيا، لكن غياب الإرادة في تحمل مسؤولية استضافة دورة كاملة أجل التجسيد الميداني لهذا المشروع، إلى غاية موافقة السلطات العليا الجزائرية على إعطاء إشارة انطلاق المنافسة، باحتضان النسخة الأولى، وهو ما يحسب للجزائر حكومة وشعبا.
وأوضح نائب رئيس الاتحاد المصري للتجديف الشاطئي بأن كل المشاركين لم يترددوا في إبداء إعجابهم الكبير بالاستقبال وكذا ظروف الإقامة بعنابة، وباقي المدن التي احتضنت المنافسات، وقال في هذا الشأن : « الحقيقة أن الجزائر معروفة بالنجاح في تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية القارية، وقد سبق لها وأن احتضنت منافسات إفريقية في مختلف الاختصاصات، فضلا عن الألعاب العربية وكذا دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، مما يعني بأن خبرة التنظيم متوفرة، لكن ما فاجأنا هذه المرة يكمن في الهياكل التي تم تسخيرها، لأن القاعات وكل المرافق التي احتضنت المنافسات كانت بمواصفات ومعايير عالمية، وهذا ما زاد من قيمة الألعاب المدرسية، وحفز الشبان أكثر، وهي جوانب تكتسي أهمية قصوى، وتدفعنا إلى الافتخار بالنجاح الكبير الذي عرفته هذه النسخة» ص / ف

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com