تنطلق اليوم فعاليات بطولة العالم لألعاب القوى في نسختها 21 بالعاصمة اليابانية طوكيو، بمشاركة أكثر من 2000 رياضي من 49 اختصاصا، حيث ترفع الجزائر راية التحدي ببعثة تضم عشرة رياضيين (ثمانية رجال وامرأتين) في مختلف التخصصات، سعيا لاستعادة بريقها العالمي، والعودة إلى منصات التتويج التي شهدت أزهى لحظاتها في ذات المدينة قبل أكثر من ثلاثة عقود.
ففي طوكيو 1991، خطف المنتخب الوطني لألعاب القوى أنظار العالم بأفضل مشاركة له في تاريخ البطولة، بعدما حصد ذهبيتين وبرونزية، واحتل المرتبة السابعة في جدول الميداليات، مع سيطرة مطلقة على سباقات 1500 متر للرجال والسيدات، حيث وقع يومها نور الدين مرسلي على سباق تاريخي في 1500 متر، مُحطما رقم البطولة بزمن 3:32:84 د، بينما دخلت حسيبة بولمرقة تاريخ الرياضة الجزائرية والإفريقية كأول عداءة إفريقية تتوج بذهب مونديال القوى في 1500 متر، فيما أكمل عز الدين براهيمي الملحمة ببرونزية 3000 متر موانع، وهو الإنجاز الذي لم يكرر حتى الآن، فيما حلت ياسمينة عزيزي خامسة في السباعي، وشارك لطفي قايدة في الوثب الثلاثي محتلا المرتبة 11.
وتعود النسخة الحالية إلى الملعب نفسه الذي استضاف بطولة 1991، وإن كان قد أُعيد بناؤه بالكامل لاحتضان أولمبياد 2020، بعد أن سبق لنسخته القديمة احتضان أولمبياد طوكيو 1964، حيث يمنح هذا البعد الرمزي الموعد طابعا خاصا، ويغذي رغبة الجزائريين في استعادة تألقهم في المكان الذي شهد انطلاقتهم العالمية.
من هيلسنكي 1983 إلى طوكيو 2025..إرث ذهبي يتجدد عبر الأجيال
منذ أول ظهور لها في بطولة هلسنكي عام 1983، نقشت الجزائر اسمها في سجل أبطال العالم ب11 ميدالية (6 ذهبيات، 2 فضيتان و3 برونزيات)، ويتصدر هذا المجد العداء الأسطوري نور الدين مرسلي بثلاث ذهبيات متتالية في 1500 متر (1991، 1993، 1995)، وحسيبة بولمرقة بذهبيتين وبرونزية، إلى جانب ذهبية جبير سعيد قرني في 800 متر بباريس 2003، وفضيتي توفيق مخلوفي (1500 متر 2019) وجمال سجاتي (800 متر 2022)، غير أن النسخة الماضية في بودابست 2023 شهدت خروج الجزائر خاوية الوفاض، لتجعل من مونديال طوكيو 2025 موعدا لرد الاعتبار وصناعة صفحة جديدة من المجد.
سجاتي يقود الآمال الجزائرية
تتجه الأنظار في هذه النسخة إلى العداء جمال سجاتي، وصيف بطل العالم في 800 متر، وصاحب المركز الثالث عالميا حاليا، ليقود طموحات الجزائر في منافسة شرسة ضد أبرز نجوم هذا الاختصاص يتقدمهم الكيني إيمانويل وانيوني، وسيدخل سجاتي غمار المنافسة يوم 16 سبتمبر في التصفيات، وسط آمال كبيرة في منح الجزائر ميدالية طال انتظارها، متسلحا بخبرته واندفاعه الكبير.
ويرافقه في سباق 800 متر كل من سليمان مولا ومحمد علي قواند، بينما يشارك هيثم شنيتف في سباق 1500 متر، الأخير، ابن قسنطينة، يخوض تحديه الأول مع الأكابر بعد تألقه في فئة الشبان وتتويجه بفضية بطولة العالم لأقل من 20 سنة في كالي كولومبيا 2022، وسيبدأ التصفيات غدا في اختبار مهم لمسيرته.
حضور نسوي لافت ومواعيد حاسمة
على صعيد السيدات، تدخل نوال ياحي تحدي الماراتون غدا 14 سبتمبر في مواجهة أسماء كينية وإثيوبية لامعة، بينما تفتتح زهرة ططار منافساتها في رمي المطرقة غدا أيضا، أما أمين بوعناني فسيكون على الموعد في سباق 110 متر حواجز يوم 15 سبتمبر في التصفيات، في حين يمثل عبد الرزاق شاريك ومحمد بن يطو الجزائر في الماراتون رجال يوم 15 سبتمبر.
ويأمل الجمهور الجزائري كذلك في رؤية ياسر تريكي يصنع الحدث في الوثب الثلاثي، بعد أن حل خامسا في أولمبياد طوكيو 2020 بقفزة بلغت 17.43 مترا، وسيدخل تركي التصفيات يوم 17 سبتمبر، مع طموح واضح لتحطيم أرقامه السابقة وكتابة صفحة جديدة للوثب الجزائري.
ولتمكين الجمهور الرياضي من متابعة مجريات البطولة في مختلف التخصصات، اقتنى التلفزيون العمومي الجزائري حقوق بث بطولة العالم لألعاب القوى من 13 إلى 21 سبتمبر 2025، في خطوة تعكس الاهتمام الشعبي بهذا الحدث وتطلعات الملايين إلى رؤية أبطال الجزائر على منصات التتويج.
سمير. ك