
تمنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم برئاسة وليد صادي، وأسرة التحكيم الوطني بقيادة مهدي عبيد شارف، الشفاء العاجل للحكم الدولي يوسف قاموح، بعد الوعكة الصحية التي ألمّت به وأجبرته على اتخاذ قرار التوقف الفوري عن مزاولة نشاطه التحكيمي، في خطوة جمّدت مسيرته، قبل موعد قاري، كان يُعوّل عليه كثيرا لتشريف الصافرة الجزائرية. ولم تكن «الفاف» الجهة الوحيدة التي عبرت عن تضامنها مع الحكم الدولي، إذ سارعت رابطة قسنطينة الجهوية لكرة القدم، وعلى رأسها أحسن عرزور وأعضاء مكتبه، إلى تقديم دعمها المعنوي الكامل، مرفوقة بأسرة التحكيم الجهوية، معبرة عن تمنياتها بالشفاء العاجل لابن ولاية قسنطينة، ومتمنية له تجاوز هذه المرحلة الصحية الصعبة في أقرب الآجال.
ويأتي هذا التطور في وقت كان فيه يوسف قاموح ضمن القائمة المعنية بإدارة نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستُجرى بعد أيام، حيث تم اختياره رفقة مصطفى غربال كحكم رئيسي، وأكرم زرهوني وعادل عبان كحكمين مساعدين، إضافة إلى لحلو بن براهم ضمن تقنية حكم الفيديو المساعد «الفار»، غير أن المرض الذي ألمّ بقاموح مؤخرا فرض غيابه الاضطراري عن هذا المحفل القاري، لتنتهي بذلك آمال مشاركته في واحدة من أبرز المحطات في مسيرته الدولية.
وحسب مصادر مطلعة، فإن الوضع الصحي الذي يمر به الحكم الدولي يتطلب راحة تامة والتوقف عن أي نشاط بدني مكثف، ما جعله يفضل اتخاذ قرار التوقف الفوري، تفاديا لأي مضاعفات محتملة، وحفاظا على سلامته الصحية، في ظل متطلبات التحكيم العالي المستوى وضغط المنافسات القارية والدولية. ويُعد يوسف قاموح، المولود بتاريخ 6 فيفري 1987، من أبرز الحكام الجزائريين خلال السنوات الأخيرة، حيث شارك في عدة تظاهرات كبرى، على غرار نهائيات كأس أمم إفريقيا، إضافة إلى بطولة العالم لأقل من 20 سنة، التي جرت الصيف الماضي بالشيلي، وترك خلالها انطباعات إيجابية، بفضل أدائه الجيد وشخصيته القوية داخل المستطيل الأخضر.
وعلى الصعيد المحلي، أدار قاموح عددا معتبرا من المقابلات المهمة، أبرزها نهائي الكأس الممتازة بين اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد لموسم 2019/2020، إلى جانب مواجهات حاسمة في البطولة الوطنية، ما جعله يحظى باحترام واسع داخل الوسط الكروي، سواء من اللاعبين أو الطواقم الفنية.
ويُنظر إلى غياب قاموح عن الساحة التحكيمية على أنه خسارة معتبرة للتحكيم الجزائري، خاصة في هذا التوقيت الحساس، حيث كان يُعوّل عليه لمواصلة تمثيل الجزائر قاريا ودوليا، غير أن الاعتبارات الصحية تبقى فوق كل اعتبار، في انتظار أن يتجاوز الحكم الدولي هذه المحنة، وسط إجماع واسع على مسيرته المشرفة، وما قدمه للتحكيم الوطني.
سمير. ك