انتهت مسيرة المنتخب الوطني أ’ في بطولة كأس العرب، وضاع معها هدف الاحتفاظ بالتاج المحرز قبل 4 سنوات، عندما تسيد المنتخب منتخبات هذه البطولة الإقليمية، التي بعثت بوجه أخر، جعل صداها يتعدى الحيز الإقليمي والمنطقة العربية، بفضل التنشيط الجيد والمستوى الرفيع المميز، لأول طبعة تقام تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وغادر المنتخب من الدور ربع النهائي، بركلات الترجيح التي أدارت وجهها للمدرب مجيد بوقرة وأشباله لثالث مرة، حيث كانوا قد خسروا تاج بطولة إفريقيا للمحليين بالجزائر قبل 3 سنوات، قبل أن يغادروا سباق النسخة الثامنة من بطولة «الشان» بنفس الطريقة الصيف الماضي، أمام منتخب السودان، ويتكرر الموقف سهرة الجمعة أمام المنتخب الأول لمنتخب الإمارات، الذي لم يكن أقوى من منتخبنا، لكن مدربه عرف كيف يقوده إلى المربع النهائي.
وبعد ليلة عصيبة وعصبية، وجب اتخاذ خطوات في إطار مصالحة الذات، وتحليل أسباب إخفاق منطقي، يستحق هذا الوصف، على اعتبار أن الناخب الوطني مجيد بوقرة كان قد حدد هدف الصعود فوق «البوديوم»، والاحتفال بالتاج لثاني مرة على التوالي هدفا لسفرية الدوحة، حيث تبرز في مقدمة دواعي الخروج المبكر، أخطاء اختيار القائمة، واصطحاب أسماء، لم تكن تحمل معها سوى اسمها المدون في سجلات الكرة الجزائرية، كعناصر قدمت الكثير وأولها المهاجم سليماني الذي اختاره «الماجيك» بديلا لمحيوص لاعب شبيبة القبائل وبايزيد لاعب مولودية الجزائر، لتثبت حقيقة الميدان أن «الماجيك» كان مخطئا تماما، مثلما جانب الصواب في خيار وناس بدلا من عبد الرحيم دغموم وعدم الثقة في لاعبين آخرين، ومنهم صانع ألعاب السنافر إبراهيم ذيب ولاعب كوينز بارك رنجرز ريان قلي وأيضا بوزوق المحترف في الدوري السعودي، دون نسيان مزيان لاعب شباب بلوزداد، وبدرجة أقل العائد من الإصابة أدم عليلات.
وإلى جانب تبني خيارات غير مجدية، فقد ظهر مسؤول العارضة الفنية في هذه الدورة، غير قادر على مجاراة نسق «منافسيه»، وخاصة في آخر مواجهة، لما خسر تكتيكيا لقاء لا يحتمل الخطأ أمام مدرب روماني صنع من مجموعة «هجينة» فريقا منظما، وعرف كيف يحد من خطورة منتخبنا بغلقه مفاتيح اللعب، بداية بتحييد أخطر عنصر ياسين براهيمي ثم شل هجمات عناصرنا من بدايتها، لما فرض ضغطا متقدما وأجبرنا على تحريك الكرة بين أقدام مدافعينا فقط، قبل استرجاعها مع أول تقدم لرفقاء بولبينة، بدليل أن المدافع بدران كان الأكثر لمسا للكرة في أول شوط من المباراة التي امتدت إلى مرحلتين إضافيتين، وتجلت فيها حنكة الروماني كوزمين مع دخول بوقرة في حالة «تيه»، أنسته حتى تنفيس التشكيلة بتغيرات ناجعة.
كريم – ك
