يدخل المنتخب الوطني نهائيات كأس أمم إفريقيا، وعينه على طي صفحة إخفاقات الدورتين السابقتين، والعودة بقوة إلى الواجهة القارية، بداية من مواجهة السودان التي يوليها الطاقم الفني أهمية كبيرة، باعتبارها مفتاح العبور إلى بقية المشوار.
ويشارك الخضر في المجموعة الخامسة إلى جانب كل من بوركينافاسو والسودان وغينيا الاستوائية، في مجموعة تُوصف بالمتوازنة، لكنها لا تخلو من الصعوبات.
ويسعى المنتخب الوطني إلى استعادة هيبته القارية، بعد الإقصاء من الدور الأول في آخر نسختين، حيث لم يحقق أي فوز في البطولة منذ تتويج 2019، ورغم الخطاب المتحفظ للناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش خلال آخر ندوة صحفية، إلا أن الطموحات داخل المجموعة واضحة، خاصة مع امتلاك تعداد قوي يجمع بين الخبرة والشباب.
ويعول الخضر على عناصر مخضرمة مثل رياض محرز، الذي قد يخوض آخر «كان» في مسيرته، إلى جانب ماندي وبن سبعيني، مع بروز أسماء شابة وموهوبة، في صورة إبراهيم مازة وأنيس حاج موسى، ما يمنح المنتخب حلولا هجومية متعددة.
ويركز بيتكوفيتش بشكل كبير على لقاء السودان، ويعتبره محطة حاسمة لدخول المنافسة بثقة، حيث من المنتظر أن يعتمد المنتخب الوطني على خطة هجومية بحتة، هدفها التسجيل المبكر، وعدم ترك أي فرصة للمنافس لفرض أسلوبه.
وفي المقابل، يدرك الطاقم الفني أن المنتخب السوداني، ورغم غياب الأسماء المعروفة، يبقى فريقا منظما يعتمد كثيرا على الكرات الثابتة والهوائية، إضافة إلى الهجمات المرتدة السريعة، وهو الأسلوب الذي عززه المدرب الغاني أبياه الذي أحرج مجيد بوقرة في كأس العرب.
ولهذا، سيُكلف الخط الخلفي بمهام خاصة للحد من خطورة المنافس، مع تفادي الأخطاء القريبة من منطقة الجزاء، خاصة في الكرات الثابتة.
ويعاني بيتكوفيتش من وفرة الخيارات في كل الخطوط، وهو ما جعله أمام قرارات صعبة لاختيار التشكيل الأساسي لمقابلة السودان الافتتاحية، خاصة بعد انضمام حيماد عبدلي، حيث كانت تركيبة الوسط قد نالت الاهتمام الأكبر من التقني البوسني، في وجود كل من بن ناصر وزروقي وزرقان وبوداوي وعبدلي وشايبي ومازة، وهو ما يمنح مدرب الخضر عدة حلول حسب الخطة المعتمدة، سواء بـ 4-3-3 أو 3-5-2.
وفي حال الاعتماد على ثلاثي الوسط، يتجه بيتكوفيتش إلى إشراك لاعب ارتكاز واحد (بن ناصر) مع عنصرين أكثر تحررا هجوميا (بوداوي ومازة)، مع منح الحرية لموهبة بايرين ليفركوزن، الذي يقدم مستويات قوية في الفترة الأخيرة، إلى جانب أنيس حاج موسى الذي يبدو أنه لن يبدأ البطولة كأساسي، رغم تألقه في ودية السعودية، ومساهمته في تسجيل هدفين، حيث سيجدد بيتكوفيتش الثقة في القائد محرز، بينما سيشغل الهداف عمورة الجناح الأيسر، فيما سيكون بونجاح كقلب هجوم.
ويدرك بيتكوفيتش أن الخطأ مرفوض، وأن بداية البطولة ستكون حاسمة في تحديد مسار المنتخب، لذلك يعمل على اختيار التشكيلة الأنسب، وتحقيق توازن بين الهجوم والدفاع، مع فرض أسلوب لعب هجومي يمنح الأفضلية للخضر منذ البداية.
ويأمل الشارع الرياضي أن يكون هذا «الكان» بداية فعلية لعودة المنتخب إلى مكانته الطبيعية على المستوى القاري، وإعادة الثقة قبل الاستحقاقات القادمة. سمير. ك
