غرباء يتسلّلون لثانوية بوسدرة في عنابة
وجه أساتذة بثانوية وطار عبد الحميد، في حي بوسدرة التابع إداريا لبلدية البوني بعنابة، نهاية الأسبوع، نداء للسلطات بطلب التدخل ، لوقف التسلل المستمر للمنحرفين إلى داخل الأقسام و تهديدهم تحت طائلة الأسلحة البيضاء، و إرغام تلميذات على الخروج من الأقسام .
و كشفت الأستاذة (ل.ف) للنصر، عن وقائع خطيرة تتعلق بالاعتداء الصارخ على حرم ثانوية وطار عبد الحميد الواقعة وسط الحي الفوضوي بوسدرة، حيث أصبح الأساتذة و الطاقم التربوي يعيشون على وقع التهديدات بشكل يومي من قبل المنحرفين، امتدت إلى أعمال إجرامية داخل الأقسام، بتجاوز الجدار الخارجي للمؤسسة وصولا إلى الحجرات الدراسية، أين تبدأ المضايقات عبر التشويش على إلقاء الدروس من خارج النوافذ، إلى جانب تسجيل دخول منحرفين داخل الأقسام و جر تلميذات بالقوة إلى الخارج، ثم المغادرة عبر الحائط، في عدة مرات حسب الأستاذة، دون أن يستطيع أي شخص الوقوف أمامهم، كون الحاجب يتواجد بمدخل المؤسسة بعيدا عن الأقسام، كما لا يستطيع أي شخص ردعهم لحيازتهم على أسلحة بيضاء، إلى جانب انتشار استهلاك الحبوب المهلوسة وسط التلاميذ و هي الظاهرة التي انجرت عنها محاولة اعتداء تلاميذ على أساتذة و فرض منطقهم داخل الأقسام و منع السير الحسن للحصص.
و أضافت المتحدثة، بأنها تعرضت لمحاولة قتل على يد تلميذ يدرس عندها مادة اللغة الفرنسية، حيث تعود الوقائع إلى تاريخ 23 جانفي الماضي في حدود الساعة الثالثة و 55 دقيقة مساء، عندما طلب تلميذ من الأستاذة الحديث معها خارج القسم في الرواق لأمر هام و هو في حالة غير طبيعية، بعد أن تجرد – حسبها- من ملابسه الشتوية، مما راودتها شكوك بأنه في حالة لاوعي و كان يلح على الأستاذة بضرورة الخروج للحديث معها في الخارج. و ذكرت الأستاذة، أن التلميذ المعني غير مهتم بدراسة مادة اللغة الفرنسية و يضع مؤثرات صوتية في هاتفه النقال الذي يخفيه داخل المحفظة في جميع الحصص التي تدرسها و مع تطور الوضع و تسببه في التشويش على التلاميذ، جردته من الهاتف النقال و سلمته للإدارة و دونت تقريرا حول سلوكه، طالبة حضور ولي أمره و هو ما لم يحدث. و في يوم الوقائع مع إلحاحه على الحديث معها في الخارج، لبت رغبه وهي في حالة خوف شديد و خرجت معه إلى الرواق و واجهته بسلوكه السيئ، ورد عليها بأنه لم يحضر ولي أمره و كان يخادعها لتنظر إلى الساحة كون المدير يناديها و في تلك الأثناء قام بإخراج خنجر من الحجم الكبير، محاولا تمريره على عنقها و لحسن الحظ استطاعت الإفلات منه و فرت إلى داخل القسم، في حين بقي التلميذ يجري خلفها و هي تقفز فوق الطاولات، فيما فر جميع التلاميذ إلى الخارج، ليتمكن أحدهم من إنقاذها بعد قرابة 5 دقائق من إصرار المعني على طعنها و عند فشله في ذلك، قام بضرب نفسه بالسكين في أنحاء متفرقة من الجسم و قامت هي بالفرار و إبلاغ المدير، الذي حضر و حاول تهدئة التلميذ كي لا يعتدي على نفسه بالخنجر. و حسب الوثائق التي قدمتها الأستاذة، تحوز النصر على نسخ منها، فقد توقفت عن التدريس و هي تخضع للعلاج حاليا لدى طبيب نفسي من شدة الصدمة، حيث منحها الأطباء فترة راحلة بـ 60 يوما، لعجزها عن مواصلة العمل.
و أشارت الأستاذة، إلى تقديمها لبلاغ لمصالح الشرطة، التي حضرت إلى عين المكان، غير أن صلاحياتهم لا تقتضي التدخل داخل حرم المؤسسة. كما أكدت على أنها وجدت الأبواب مقفلة في وجهها و لم تستطع إبلاغ الوقائع الخطيرة التي تعرضت لها للسلطات المعنية و طلبت بتدخل مدير التربية و مدير الأمن الولائي و كذا والي الولاية، لإنهاء الاعتداء الصارخ على الأساتذة و توقيف المنحرفين الذين يقومون بترويج المهلوسات بمحيط الثانوية، كما طالبت بتحويلها من المؤسسات كون منحرفين يترصدونها لمنعهم من الدخول إلى حجرة التدريس و اصطحاب التلميذات.
النصر اتصلت، أمس الأول، بمدير التربية لولاية عنابة، حيث أكد على إيفاد لجنة تحقيق إلى الثانوية يوم الخميس الماضي، للوقوف على الوضع و اتخاذ الإجراءات اللازمة.
حسين دريدح