تحوّلت فرحة عائلات برحلة سياحية نحو ولاية جيجل، أمس، إلى مأتم، بعد أن توقفت الرحلة بمنطقة العين الحمراء ببلدية بني حميدان في قسنطينة، إثر حادث مرور مُروّع نجم عن فقدان الحافلة التي كانت تقل هذه العائلات للفرامل، ما تسبّب في وفاة ثلاثة أشخاص على الفور وإصابة 48 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وعاشت ولاية قسنطينة، أمس، صبيحة حزينة، بعد وقوع حادث مرور خطير على مستوى منطقة العين الحمراء ببلدية بني حميدان، تمثل في اصطدام قوي بين حافلة لنقل المسافرين قادمة من بلدية جامعة بولاية المغيّر ومتجهة إلى ولاية جيجل مرورا على قسنطينة، وأدى الحادث حسب بيان الحماية المدنية، لوفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 48 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وأكد شهود كانوا شاهدين على الواقعة، أن الحافلة التي كانت ممتلئة عن آخرها بالركاب، ركنت لبرهة على مستوى حاجز الدرك الوطني بشعبة المذبوح، بعد تعرضها لعطب، ليكمل السائق طريقه، ليفقد السيطرة على الحافلة عند وصولها لمنطقة البراشمة وتحديدا أمام منعرج يؤدي إلى منطقة تيديس، ليكمل مساره بسرعة خاصة وأنه لم يكن قادرا على التحكم بالحافلة ليصطدم بشاحنة لتوزيع أكياس الحليب المبستر كانت تسير في الاتجاه المعاكس، ويحدث اصطدام قوي أدى لوفاة السائق البالغ من العمر 39 سنة، والذي كان حسب الشهود، في طريقة لتوزيع أكياس الحليب سالكا طريقا مؤدية إلى بلدية القرارم قوقة.
وأضاف الشهود أن قوة الاصطدام الحادث مقابل محطة الحافلات، جعلت أجزاء شاحنة توزيع الحليب تتطاير، ما تسبب في وفاة السائق الذي ينحدر من بلدية سيدي مروان بميلة، وأوضحوا أن الاصطدام القوي لم يمكن من توقيف الحافلة التي واصلت مسارها في طريقها ومرت على بعد أمتار من محلات متمثلة في غسل السيارات، لتصطدم بشاحنة أخرى من الوزن الثقيل، لتسير لمسافة 100 متر قبل أن تصل إلى حفرة كبيرة بعمق مترين، أُنجزت في إطار تهيئة ازدواجية الطريق، ليقرر السائق تفاديها ويقوم بدوران خطير مجبرا، أدى إلى انقلابها مرتين حسب الشهود.
ومباشرة بعد توقف الحافلة، سارع العشرات من أبناء المنطقة، من أجل إخراج المسافرين الذين كانوا عالقين داخل مقاعدهم، ويتعلق الأمر بعائلات تتكون من أطفال ونساء ورجال ومسنين، وأكد البعض منهم أنهم جاؤوا من بلدية جامعة بولاية المغيّر، وكانوا بصدد السفر إلى ولاية جيجل من أجل الاستمتاع بشواطئ البحر في رحلة منظّمة، ليجدوا أنفسهم وسط الموتى والجرحى.
وتدخلت إسعافات الحماية المدنية لولاية قسنطينة، في حدود الساعة 7 و 50د، مباشرة بعد وقوع الحادث، على مستوى الطريق الولائي رقم 27 بعين الحمراء، مسجلة 3 وفيات في عين المكان و48 جريحا من مختلف الأعمار أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، قدمت لهم الإسعافات الأولية اللازمة ثٌم تمّ نقلهم على جناح السرعة للمستشفى الجامعي بن باديس وكذا بمستشفى ديدوش مراد وحي البير.
وأكد قائد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بزيغود يوسف مجموعة قسنطينة، أن الحادث المميت وقع على مستوى الطريق الولائي رقم 27 في شطره الرابع الرابط بين ولايتي قسنطينة وميلة، وتحديدا في منطقة عين الحمراء، ووقع الحادث جراء اصطدام بين حافلة لنقل المسافرين قادمة من ولاية المغيّر متجهة إلى ولاية جيجل شاحنة لنقل البضائع تسير في الاتجاه المعاكس، ليسفر الحادث عن حصيلة أولية تتمثل في وفاة 3 أشخاص وعدد من الجرحى، طالبا من مستعملي الطريق احترام قانون المرور وإتباع قواعد السياقة السليمة.
تفعيل بروتوكول الطوارئ الطبي بالمصلحة الاستعجالية للتكفل بالجرحى
وتنقل والي ولاية قسنطينة، عبد الخالق صيودة، رفقة اللجنة الأمنية و مديرة الصحة والسكان إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى ديدوش مراد ومصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي ابن باديس للاطمئنان على حالة المصابين والوقوف على عملية التكفل بهم، وأكد الوالي على تجنيد كل الإمكانيات من أطباء وشبه طبيين ومصالح الحماية المدنية والمصالح الأمنية للتكفل الأمثل بالمصابين، إضافة إلى التكفل النفسي خاصة بفئة الأطفال، أما فيما يخص مغادرة المصابين بعد التأكد من سلامتهم طلب التكفل بنقلهم نحو مقر إقامتهم.
وباشرت الفرق الطبية وشبه الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعي الحكيم بن باديس بقسنطينة، صبيحة أمس، عملية التكفل الطبي العاجل بضحايا الحادث، وقد استقبل المركز الاستشفائي، حسب خلية لإعلام والاتصال الخاصة بالمستشفى، 21 جريحًا من مختلف الأعمار والجنس، يعانون من إصابات متفاوتة الخطورة.
وفعّلت إدارة المستشفى فور وصول المصابين، بروتوكول الطوارئ الطبي بالمصلحة الاستعجالية، وسخّرت الأطقم الطبية والجراحية لتقديم الإسعافات والعلاج اللازم، كما قامت بتوجيه الحالات الحرجة إلى المصالح المختصة من جراحة، الإنعاش والأشعة، وفي إطار المتابعة الميدانية والتكفل الحسن بضحايا الحادث، وقف والي قسنطينة، رفقة مديرة الصحة للولاية، ليندة بوبقيرة والمدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي قاسي قاسي، على سير العملية داخل المؤسسة الاستشفائية، حيث تم الاطلاع على ظروف التكفل الطبي، ومؤازرة المصابين وأسرهم، في جو من التضامن والتعاطف، وقد أكد قاسي قاسي المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي، خلال هذه الزيارة، أن جميع الإمكانيات البشرية والمادية، مسخرة لضمان التكفل الأمثل بالضحايا، دون ادخار أي جهد من طرف الطواقم الطبية والإدارية.
حاتم / ب