- توقع منتوج بين 15 إلى 20 قنطارا في الهكتــار
يجني، عشرات المزارعين بولاية برج بوعريريج، خلال هذه الأيام محاصيل نبتة عباد الشمس، في تجربتهم الأولى على مستوى إقليم الولاية على مساحة اجمالية قاربت 25 هكتارا، موزعة على 20 حقلا، مع توقعات ببلوغ المنتوج معدلات تتراوح بين 15 إلى 20 قنطارا في الهكتار الواحد، ما يؤشر على نجاح التجربة في مراحلها الأولى، وفقا لما اطلعنا عليه بمزرعة عباشي بشير ببلدية الحمادية و تجارب أخرى .
و تشهد الولاية انطلاق هذه التجربة في زراعة عباد الشمس، والتي بدأت تبشر بنتائج إيجابية ومشجعة، معلنة عن إمكانية نجاح هذه الشعبة الزراعية الاستراتيجية في المنطقة، في إطار الجهود الوطنية لتعزيز الزراعات الزيتية وتقليص فاتورة استيراد الزيوت النباتية.
انخراط 20 مزارعا في التجربة
وقد انخرط في هذه التجربة، التي تندرج ضمن برنامج وطني يهدف إلى زراعة 60 ألف هكتار من عباد الشمس على المستوى الوطني، عدد من الفلاحين في مختلف بلديات الولاية، بإشراف ومتابعة دقيقة من مديرية المصالح الفلاحية.
و في هذا الصدد أوضح صغيري عبد المجيد، رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية لولاية برج بوعريريج، في حديثة للنصر حول تقييم التجربة، أن تحديد كميات المحصول سابق لأوانه، ما دام أن حملة الحصاد لم تكتمل، في حين أكد على أن المديرية قدمت مرافقة تقنية للفلاحين المنخرطين في هذه التجربة منذ بدايتها، مشيرا إلى أن المساحة المستهدفة في البداية كانت 200 هكتار، إلا أنه تم زراعة 24.5 هكتار فعليًا من قبل 20 فلاحًا بسبب الظروف المناخية.
وقد تم اختيار الفلاحين بناءً على معايير محددة، أهمها توفرهم على مصادر مياه للسقي، نظرًا لأن زراعة عباد الشمس تتطلب الري، خاصة في الفترة الممتدة من 15 أفريل إلى غاية شهر أوت، مضيفا أنه من المتوقع أن يصل مردود الإنتاج إلى حوالي 20 قنطارًا في الهكتار، وهو معدل جيد يبشر بنجاح هذه الزراعة في الولاية.
ولضمان نجاح هذه التجربة، قامت لجان تقنية ومهندسون زراعيون من مديرية المصالح الفلاحية بخرجات ميدانية متتالية إلى المستثمرات الفلاحية لمتابعة المسار التقني للزراعة، بداية من تهيئة التربة والبذر، مرورًا بتنقية الأعشاب الضارة والسقي المستمر، وصولًا إلى نمو النبتة وحمايتها من العوامل الخارجية، حيث تم تنبيه الفلاحين إلى خطر أسراب الطيور التي قد تهدد المحصول في مرحلته الأخيرة. وتتوزع المساحات المزروعة على عدة بلديات في الولاية، منها الحمادية، سيدي مبارك، بليمور، رأس الوادي، غيرها من المزارع المنتشرة باقليم الولاية، فمن بين التجارب الناجحة، تبرز تجربة الفلاح بشير لعباشي في مزرعته النموذجية المجاورة لوادي لخضر ببلدية الحمادية.
نضوج المحصول في أقل من 04 أشهر
و في لقاء جمعنا بالفلاح لعباشي بشير بمزرعته المتواجد جنوب الولاية، عبر عن رضاه التام بنجاح تجربته الأولى في زراعة عباد الشمس على مساحة نصف هكتار، مؤكدًا أن المحصول وصل إلى مرحلة الحصاد والجمع، وينتظر حاليًا تجفيف المنتوج لتقدير المحصول النهائي الذي يتوقع أن يقارب 15 قنطارًا في الهكتار الواحد، مبديا اعجابه بتجربته الأولى وهذه النبتة التي لا تتطلب عمرًا طويلًا لتنضج (حوالي 105 أيام) ولا تستهلك كميات كبيرة من المياه، حسب ما أضاف، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا ومجديًا للفلاحين.
ونتيجة لهذه التجربة الناجحة، يخطط هذا الفلاح لتوسيع المساحة المزروعة في الموسم القادم إلى هكتارين أو ثلاثة، مبرزا في حديثه قناعته بأن زراعة عباد الشمس لها مستقبل واعد في المنطقة.
ومن الأمثلة الأخرى على انخراط الفلاحين، سجلت مديرية المصالح الفلاحية نجاح العديد من التجارب، وفقا لما تم تأكيده من قبل رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني، مستدلا بتجارب المستثمر جرار لحسن الذي زرع 5 هكتارات في بلدية سيدي مبارك، والمستثمر بلميلود سليم الذي خصص هكتارًا واحدًا في نفس البلدية، بالإضافة إلى مستثمرة بلعمري طاهر ببلدية تكستار على مساحة هكتارين في بلدية رأس الوادي، والمستثمرين حاجي رشيد ومعمري عبد الله في منطقة حرير ببلدية بليمور.
وتُظهر النتائج الأولية لتجربة زراعة عباد الشمس في ولاية برج بوعريريج، حسب ذات المسؤول مؤشرات إيجابية قوية، ما يفتح آفاقًا واسعة لتطوير هذه الشعبة الزراعية في المنطقة، خاصة في ظل التأكيد على مواصلة الدعم من السلطات والمرافقة التقنية من قبل المصالح الفلاحية، إذ يُتوقع أن تشهد زراعة عباد الشمس توسعًا أكبر في السنوات القادمة، لتساهم بذلك في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيوت النباتية ودعم الاقتصاد الوطني.
ع/ بوعبدالله