ذكر مصدر نقابي أن مسؤولين بمؤسسة "سيترام"الفرنسية، قد لجأوا أمس إلى قيادة عربات ترامواي العاصمة، كردة فعل على الإضراب المفتوح الذي شنه العمال أول أمس، و هي خطوة “خطيرة” ترى النقابة أنها تشكل «تهديدا» على سلامة الركاب، كما تحدثت عن تلقي 40 مضربا “تهديدات” بالفصل بوهران، في حين فشلت نقابة قسنطينة في حشد العمال، و أرجعت ذلك إلى تعرضهم لـ «ضغوطات» من الإدارة.
و قال السيد سيد علي حسين، عضو النقابة الوطنية لعمال الترامواي المؤقتة، أنه قد تم الاتفاق مع مؤسسة “سيترام” المسيرة لعربات الترامواي عبر الوطن، على ضمان الحدّ الأدنى من الخدمة في إضرابهم المفتوح الذي شنوه أول أمس، حيث اتفق على السير بـ 8 عربات قبل الإفطار و بـ 10 بعده، غير أن العمال تفاجأوا نهار أمس بتعليق إعلانات لـ “تخويف” المضربين، قبل إغلاق باب المحطة الرئيسية، ثم قيام مسؤولين في مصلحة الاستغلال بقيادة العربات بأنفسهم.
و تعتبر النقابة أن قيادة مسؤولين لعربات الترامواي بالعاصمة، «خرقا للقوانين» و «تهديدا لسلامة الركاب»، فحتى لو امتلك هؤلاء المسؤولون تأهيلا لمثل هذه المهمات، فإن قيامهم بذلك، يتطلب بحسب مصدرنا، قيادة العربات مرة واحدة كل شهر و العمل لـ 40 ساعة على مستوى الخطوط، و هو ما لم يتم على مستوى الخط الجديد الذي تم فتحه منذ 15 يوما فقط، ليضيف السيد سدي علي حسين أن ما يحدث يعكس “تعنت” الإدارة و “رفضها” الاستماع للمطالب المهنية و الاجتماعية للعمال.
و فيما ينتظر العمال تدخلا مباشرا من الأمين العام للمركزية النقابية الداعمة للإضراب، بهدف حلحلة الوضع، حذرت مصادر نقابية في اتصال بالنصر، من إمكانية توجه الأمور إلى التعفن أكثر في الأيام المقبلة، خصوصا بعد تهديد مؤسسة “سيترام” حوالي 40 عاملا مضربا بوهران بالفصل، و ذلك بعدما احتج أمس العشرات منهم أمام المحطة الرئيسية بسيدي معروف، حيث أغلقوا مدخل المحطة و حملوا شعارات تناشد الشريك الفرنسي بالاستجابة لمطالبهم المرفوعة منذ أكثر من سنة، و هي حركة تعد السابعة من نوعها منذ بداية تشغيل العربات في ماي 2013.
و تتلخص أهم مطالب العمال بوهران في احترام قانون العمل الجزائري و إعادة إدماج نقابيين اثنين، فصلتهما الإدارة الفرنسية بسبب قيادتهما للحركات الاحتجاجية، قبل أن تتدخل مفتشية العمل مؤخرا من أجل إعادة إدماجهما، و هو مطلب قبلته «سيترام» تحت شرط عدم التفاوض مستقبلا معهما، حيث عاد الترامواي إلى العمل بعد ظهر أمس بالمجان، بمناسبة عيد الاستقلال.
و بقسنطينة فشلت النقابة في حشد العمال للدخول في الإضراب المفتوح، بحيث تواصلت محاولاتها إلى غاية مساء أمس الأول، وسط “ضغوط” يقول أمين الفرع النقابي أنها مورست على بعض السائقين و أعوان الأمن من طرف مسؤول، يأتي ذلك في وقت يصر عدد من سائقي العربات على أن نقابتهم الحالية “غير شرعية” و يرفضون السير خلفها.
و تندد نقابة عمال ترامواي قسنطينة بـ «تهرب» إدارة مؤسسة «سيترام» من مسؤولياتها اتجاه المطالب العمالية، و كذا «رفض» استقبال ممثلي العمال للتفاوض بخصوص المراجعة «الفورية» للاتفاقية الجماعية، من أجل تحسين ظروف العمل و مراجعة سلم الأجور، في وقت ذكرت المكلفة بالإعلام بفرع مؤسسة “سيترام” بقسنطينة، أن التفاوض بشأن الاتفاقية المذكورة لا يزال جاريا على مستوى المديرية العامة بالعاصمة، بينما حاولنا الاتصال بمدير مؤسسة “ميترو الجزائر” لتلقي توضيحاته حول الموضوع، لكنه لم يرد على مكالمتنا.
 ياسمين.ب/ هوارية.ب

الرجوع إلى الأعلى