" تاج " يرحب، الأرندي يتريث والمعارضة ترفض
تباينت مواقف أحزاب سياسية عديدة من الموالاة ومن المعارضة من المبادرة السياسية الجديد التي أطلقها أول أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني المتعلقة بإنشاء “جبهة وطنية” جديدة لدعم برنامج رئيس الجمهورية وتراوحت بين التأييد المطلق على غرار موقف “تجمع أمل الجزائر” و التريث حتى دراستها مثل ما سيفعله التجمع الوطني الديمقراطي، وبين الرفض المطلق الذي أبدته أحزاب من المعارضة من هذه المبادرة.
بالنسبة للصديق شيهاب عضو المكتب الوطني والناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي شريك الآفلان في التحالف الرئاسي وفي الموالاة فإن حزبه “أخذ علما بالمبادرة الجديدة للآفلان وسيضعها  للتدارس مع هيئات الحزب  القيادية وبعدها ستقدم لاجتماع المكتب الوطني للحزب الجمعة المقبل ليبث فيها بصفة نهائية»، وأضاف المتحدث في تصريح لـ» النصر» أمس أن القيادة ستستمع أولا لراي الهيئات القيادية للحزب و إطاراته وتستقي منها  آراءها في المبادرة ثم توضع للمداولة في اجتماع المكتب الوطني الجمعة القادم للخروج بالموقف النهائي منها الذي سيتم الإعلان عنه، ولم يضف المتحدث أي تعليق آخر عن هذا الموضوع.
أما عضو المكتب الوطني «لتجمع أمل الجزائر» والمكلف بالإعلام به نبيل يحياوي فقد عبر عن مساندة حزبه المطلقة لهذه المبادرة، وقال في تصريح لـ»النصر» أمس» نرحب بمبادرة الآفلان خاصة أنها تعمل على تعزيز دعم رئيس الجمهورية لاستكمال الورشات التي فتحها في جميع المجالات».
 و أضاف أن المبادرة «تنسجم مع أدبيات تجمع أمل الجزائر لأن محددات دعمنا لأي مشروع تكون على أساس دعم الرئيس لخدمة الوطن والحفاظ على استقرار البلاد، ونحن نشترك في هذا المسعى مع الآفلان وعلاقة «تاج» بالآفلان جيدة، وسوف نعمل على انجاح المبادرة». ويذّكر مسؤول «تاج» أن هذا الأخير طرح هو أيضا مبادرة قبل أسابيع تحت مسمى» الجدار الوطني لرفع التحديات» وقال أنها لم تأت للرد على المبادرات الأخرى بل جاءت لمجابهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها البلاد ، واعتبر تعدد المبادرات السياسية ظاهرة صحية لأنه في نهاية المطاف كل من يتقاسم معه «تاج» القناعات السياسة سيتحاور معه للوصول إلى خدمة الوطن والصالح العام.
بالمقابل رفضت حركة مجتمع السلم الشريك القديم للآفلان في التحالف الرئاسي لسنوات طويلة المبادرة الجديدة التي أعلن عنها عمار سعداني و اعتبرت نفسها غير معنية بها لا من قريب ولا من بعيد، بل واستهجنت «حمس» لغة التكبر والتعالي السياسي التي ظهر بها سعداني قبل يومين حسبها.
وفي هذا الصدد قال أبو عبد الله بن عجايمية المكلف بالإعلام بالحركة في اتصال بـ»النصر» أن مبادرة عمار سعداني لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد لأنه أصلا لا  يمكن أن نطلق عليها اسم مبادرة لعدم وضوح مضمونها وتفاصيلها.
واضاف بن عجايمية أن المبادرة «فارغة وسطحية ولا تحمل أي جديد يذكر  و كل ما فعله سعداني فيها  هو إعادة الاسطوانة القديمة المتمثلة في دعم برنامج رئيس الجمهورية، ولهذه الأسباب فإن حمس غير معنية بها» ، وبرأيه فإن الهدف منها هو «تعويم الساحة السياسية بالمبادرات التي هي أصلا تغطية على فشل الحكومة في المجال الاقتصادي».
 واستنكر محدثنا ما أسماه لغة «التكبر السياسي والتعالي» التي ظهر بها عمار سعداني وهو يعلن عن مبادرته عندما قال أن الآفلان هو من يقود أي قاطرة ولا يمكنه أن ينتمي لأي مبادرة، مضيفا أن هذا الأخير ينظر بعين الاستصغار والتقزيم للأحزاب الأخرى وهذا غير مقبول ومدهش، مشيرا أن المعارضة كانت قد أطلقت العام الماضي مبادرة جادة هي أرضية مزافران.
نفس الرأي عبّر عنه جيلالي سفيان رئيس حزب «جيل جديد» الذي قال لـ»النصر» مبدئيا مبادرة سعداني لا تهمنا إطلاقا ونحن غير معنيين بها» وبرر ذلك بقوله «إما أن سعداني لا يفهم ما يدور من سياسة في البلاد أو أن المبادرة جاءت لإعطاء الانطباع بأن السلطة تفتح ذراعيها للمعارضة، لكن في الحقيقة العملية فاشلة قبل بدايتها والموالون هم المعنيون بها فقط» مشيرا أن ما يقوم به هؤلاء سيزول لأنه يتناقض مع تاريخ البلاد ومستقبلها.
من جانبه أوضح عثمان معزوز في تصريح كتابي له أمس أن مبادرة سعداني لن تجد أي صدى لدى الجزائريين بصفة عامة ولدى المعارضة على وجه الخصوص لأنه لا «أحد يؤمن بمبادراتهم التي لها هدف واحد هو استمرارية النظام وخصخصة المؤسسات» على حد تعبيره. اما جبهة القوى الاشتراكية التي لم يرد المكلف بالإعلام بأمانتها الوطنية بعد اتصالات به فقد اشارت في بيان لها أمس بمناسبة مرور 28 سنة على أحداث أكتوبر 1988 أن الرهان اليوم هو ضمان استمرارية الدولة وليس استمرارية النظام والحفاظ على الوحدة الوطنية والانسجام الاجتماعي، مبدية تمسكها الواضح بمبادرة «الإجماع الوطني» التي اعلنت عنها قبل مدة، بعيدا عن ما اسمته «المسارات الموجهة» التي ولى عهدها .ونشير فقط ان الآفلان لم يعلن بعد عن كيفية بداية التعامل مع مبادرته الجديدة وهل سيكون ذلك في شكل لقاءات ثنائية مع الأحزاب والمنظمات والجمعيات والشخصيات الوطنية أم في شكل آخر لم يكشف عنه.
                    م- عدنان

الرجوع إلى الأعلى