أطراف غربية تساهلت مع انتقــال "داعش" من سوريــا إلى ليـبيا  لتعفـين الوضـع
أكد المحلل السياسي لزهر ماروك ، أن الجزائر تعتبر الطرف الإقليمي الوحيد الذي لا يستغل الأزمة في ليبيا لحسابات سياسية أو اقتصادية، مشيرا إلى وجود  أطر اف إقليمية تريد استغلال هذه الأزمة لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية. وأوضح بأن المقاربة الجزائرية لحل النزاع لا تتحالف مع طرف ليبي ضد طرف آخر ، مشيرا إلى وجود دول تريد إجهاض المقاربة الجزائرية أو القفز عليها، مؤكدا ، أن غياب إجماع ليبي حول مضمون اتفاق الصخيرات بالمغرب أدى إلى تعثره.
وأوضح لزهر ماروك، أن الصراع الداخلي في ليبيا وصل إلى مستوى، حيث لم يعد بإمكان أي اتفاق إقليمي أو دولي، أن يؤثر في الساحة السياسية، مضيفا في تصريح للنصر، أن الوضع الداخلي زاد تأزما في ظل التشرذم السياسي وانتشار السلاح وانتقال عناصر «داعش» من سوريا إلى  ليبيا، ما جعل جهود القوى الإقليمية والدولية تلقى صعوبة كبيرة جدا لإعادة ترتيب أوراق الساحة الداخلية الليبية، وأشار في هذا الصدد، إلى وجود تيارين يتجاذبان مستقبل ليبيا، الأول يعمل من أجل تكريس الحلول السلمية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وبناء جيش ليبي قوي والحفاظ على وحدة التراب الليبي و إعادة إعمار الدولة الليبية ، أما التيار الآخر، فيعمل في الخفاء من أجل تقسيم ليبيا وعرقلة كل الحلول السياسية والدبلوماسية، ضمن أجندة عالمية تسعى لتفكيك منطقة شمال إفريقيا ، وقد كانت البداية من السودان والآن جاء الدور على ليبيا والقائمة مفتوحة. وذكر  أن الوضع بصفة عامة، أصبح رهينة الصراع بين هذين التيارين  وأضاف في السياق ذاته بأنه ما لم تتحد القوى الليبية وتتجاوز انقساماتها الخطيرة، يبقى من الصعب تصور أي حل سياسي ودبلوماسي في هذا البلد،  فالحل أولا وأخيرا في يد الليبيين وطالما لم يتحكموا في هذا الحل فليس بمقدور أي قوة إقليمية أو دولية أن تفرض حلا على الليبيين، ومن هنا - كما قال- جاء تعثر اتفاق الصخيرات بالمغرب وعدم تمكن بعض القوى الإقليمية من تمرير الحل السياسي بعد 5 سنوات من الأزمة.وأوضح ماروك بخصوص الدور الذي تلعبه الجزائر لتقريب وجهات النظر بين فرقاء الأزمة الليبية ، بأنه ليس هناك دولة بذلت جهودا بدون خلفية أو حسابات سياسية، مثلما هو الأمر بالنسبة للجزائر، مؤكدا في هذا الاطار، أن الجزائر تعتبر الطرف الإقليمي الوحيد الذي لا يستغل الأزمة في ليبيا لحسابات سياسية أو اقتصادية ، بخلاف أطراف أخرى تريد استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية ، وأشار إلى وجود أطراف تطمع في الاستيلاء على ثروات ليبيا .وأكد أن الجزائر تسعى لحل الأزمة بعيدا عن التدخل العسكري وبعيدا عن لغة السلاح. و أوضح أن الحل يقوم وفق الرؤية الجزائرية، على الحوار السياسي والدبلوماسي، بين كل الفعاليات في الساحة السياسية في ليبيا وذلك من خلال ثلاثة محاور، الحفاظ على وحدة التراب الليبي ، حكومة وحدة وطنية ، بناء جيش قوي . و ذكر في السياق ذاته ، أن المقاربة الجزائرية، لا تتحالف مع طرف ضد طرف ولا تلوح بالأداة العسكرية لتمرير حلولها ولا تتحرك بعيدا عن إجماع المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة لحل الازمة، حلا سلميا يبقي ليبيا على الخارطة الجغرافية،
وأضاف المتحدث، أن اتفاق الصخيرات في المغرب لحل الأزمة الليبية، يعتبر محاولة من بين المحاولات الرامية لرأب الصدع في ليبيا ، لكن غياب اجماع ليبي - كما قال- حول مضمون هذا الاتفاق، أدى إلى تعثره في ايجاد الحلول ، الأمر الذي يتطلب البحث عن بديل آخر واتفاق آخر لتجاوز الأزمة، سيما في ظل دخول «داعش» على الخط وظهورها في ليبيا وهو ما أخلط كل الأوراق وأعاد الأزمة إلى نقطة الصفر . وقال أننا أمام مرحلة جديدة من عمر الأزمة تتطلب حضورا ليبيا شاملا ، و الحد الأدنى من اتفاق القوى الإقليمية ، من أجل إيجاد حلول حقيقية وجذرية للأزمة، مؤكدا في هذا الإطار، بأنه لا يمكن الرهان على اتفاق الصخيرات كحل للأزمة التي بلغت من الخطورة درجة كبيرة.
وحول إمكانية التدخل العسكري الغربي في ليبيا ، أوضح المحلل السياسي،  أن الغرب يلعب لعبة خطيرة جدا في ليبيا ، و هو - كما قال- لم يتحرك على الإطلاق، حينما انتقلت عناصر «داعش»، من سوريا إلى ليبيا رغم علمه بذلك ، فالكثير من الدول الغربية على دراية كاملة بتحرك «داعش»  وانتقال عناصرها  من سوريا إلى ليبيا وتساءل لماذا لم تتحرك  الدول الغربية لتمنع «داعش» من الوصول إلى ليبيا باستخدام  ترسانتها العسكرية، من طائرات وأساطيل تجوب البحر، موضحا أن هناك أطرافا غربية تساهلت مع انتقال «داعش» من سوريا إلى ليبيا، بغرض تعفين الوضع في ليبيا وتدميرها وتقسيمها والاستيلاء على احتياطها النفطي .
 وذكر أن انتقال «داعش»  إلى ليبيا لعبة قامت بها أطراف دولية تريد إعادة رسم الخارطة الجغرافية في شمال إفريقيا، وأن الجزائر ومصر وتونس أصبحت مستهدفة بشكل مباشر، مضيفا أن «داعش» سيقوم بالتهديد  واستخدام الترويع والقتل والتهجير والاستيلاء على الثروات والأخطر من ذلك -كما أضاف- تغيير الحدود السياسية، مما يفتح المجال أمام التدخل العسكري الغربي وهذا التدخل لا يبحث جديا عن القضاء على «داعش»، كون هذا التنظيم هو صناعة غربية بامتياز هدفها «سايكس بيكو» ، بشكل آخر وقد لاحظنا - يضيف نفس المتحدث- أن التحالف الدولي لم يفعل شيئا لداعش في العراق وسوريا.وقال ماروك، أن التدخل العسكري الدولي في ليبيا، يرمي إلى جعل ليبيا مسرحا لتجريب أسلحة جديدة، كما حدث في حروب العراق حيث اختبرت الجيوش أسلحة جديدة ، كما أن التدخل يعزز تجارة السلاح لدول المنطقة ويقضي أيضا على ما يسمى بالأمن القومي ، ويظهر الدول العربية عاجزة عن مواجهة التحديات الأمنية. وحول تداعيات هذا التدخل العسكري في ليبيا على الجزائر، أفاد المحلل السياسي، أن الجزائر وباعتبارها تملك حدودا جغرافية مشتركة مع ليبيا، تعتبر أحد الأهداف القادمة لمؤامرة دولية  تستهدف وحدتها الترابية، خاصة وأن مركز الثقل الاستراتيجي للجزائر هو الصحراء التي تتوفر على ثروات. وقال أننا أمام خطر داهم يستلزم توحيد الجبهة الداخلية لإحباط هذه المؤامرة ، ودعم كل الجهود اليومية التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي للتصدي لهذه المؤامرة التي أصبحت واضحة المعالم ولا تخفى على أحد على حد تعبيره.                          

مراد ـ ح

الرجوع إلى الأعلى