خروج بريطانيا لن يؤثر على أجندة المشاورات الجزائرية- الأوروبية
الجزائر ستواصل المفاوضات لتعديل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي
أكدت الجزائر، بأنها ستواصل المفاوضات من أجل تقييم وتحيين اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، واعتبرت الخارجية، بأن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد، لن يؤثر على المفاوضات التي باشرتها الجزائر، وأكدت السلطات الجزائرية، بأنها ستعمل بالمقابل على تقوية وتنويع الشراكة مع بريطانيا، وأوضحت بأنها ستتابع تطورات القرار الذي اتخذته المملكة المتحدة، بالخروج من الاتحاد الأوروبي، ودعت إلى تنفيذ خروج سلس لتفادي أي هزات قد تعصف بالبناء الأوروبي.
أعلنت الجزائر، بأنها ستواصل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، بغية تقييم وتحيين اتفاق الشراكة بين الجزائر ودول الاتحاد، ونفي الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية ، عبد العزيز بن علي الشريف، ضمنيا، تعليق تلك المفاوضات بعد القرار الذي اتخذته المملكة المتحدة بالخروج من الاتحاد الأوروبي، نافيا بذلك أي تغيير في أجندة المفاوضات بين الطرفين والتي انطلقت في جانفي الماضي ، بغية التوصل إلى تعديلات تسمح بإحداث نوع من التوازن في المنافع بين الطرفين الأوروبي والجزائري.
وقال بن علي الشريف، في تصريح صحفي مكتوب، معلقا على قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي، بأن الجزائر تسعى لإعطاء «دفعة جديدة» لاتفاقية الشراكة الذي يربط الجزائر بالاتحاد الأوروبي، وقال بأن الجزائر، ستواصل العمل الذي باشرته منذ فترة لمراجعة اتفاق الشراكة، من خلال مسار إعادة تقييم وتحيين الاتفاقية التي تربط الجزائر بدول الاتحاد الأوروبي، والتي هي قيد التنفيذ، مشيرا بان هذا العمل سيسمح بإعطاء «دفعة جديدة للشراكة الإستراتيجية لتعطي نتائج مرضية لكلا الطرفين.»
وأبدت الجزائر تأييدها لخروج بريطاني «سلس» من الاتحاد الأوروبي، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، بان الجزائر «تأمل في أن يتم مسار الانسحاب الفعلي للمملكة المتحدة في أحسن الظروف من أجل تفادي أو التقليل، في عالم شمولي ومترابط، من حدة التوترات المحتملة نتيجة هذا التطور الذي يمس هيكليا بالصرح الأوروبي». وتابع بن علي الشريف، بان الجزائر ستواصل متابعة تطورات هذه المسالة.
وفيما يخص العلاقات مع المملكة المتحدة، قال عبد العزيز بن علي الشريف، بان الجزائر ستعمل على «توسيع» و «تعميق» الشراكة مع المملكة المتحدة، مشيرا بان الجزائر سجلت اختيار المملكة المتحدة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن «هذا القرار السيادي لشعب المملكة المتحدة أفضى إلى وضعية جديدة قد يكون لها تأثير عميق على العلاقات الدولية وكذا في مجال التعاون بين أوروبا وبقية العالم «، وذكر بان الجزائر تعمل منذ فترة على إقامة «شراكة ثنائية متعددة الجوانب ومثمرة» مع المملكة المتحدة، مؤكدا بان الجزائر ستواصل «العمل من أجل توسيع وتعميق العلاقات الثنائية في مصلحة البلدين».
وكان مصدر بوزارة التجارة، قد أوضح بأن اللجنة المكلفة بمتابعة تعديل اتفاق الشراكة، ستناقش تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد، وأوضح بأن مفاوضات تعديل بنود اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ستستمر بنفس الشكل والسياق، مضيفا بان تلك المفاوضات لن تتأثر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن، وقال بان بريطانيا شريك هام بالنسبة للجزائر في مجال الطاقة.
واكد المصدر ذاته، بأن وزارة التجارة تتابع الملف وستدرس بتعمق تداعيات خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي, مشيرا إلى أن الوزارة ستدرس تداعيات هذا القرار على علاقات التعاون الاقتصادي بين الجزائر وبريطانيا, وأيضا بين الجزائر ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى. موضحا بأن تطورات الوضع مستقبلا سيسمح بإزالة بعض الغموض الذي لا يزال يلف قرار خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد، لتحديد هل هو خروج كامل فيما يتعلق بالشق السياسي والاقتصادي أم أنه خروج من بعض الاتفاقيات الأوروبية فقط، إضافة إلى المراحل المتعلقة بتنفيذ الاتفاق والتي قد تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات وربما أكثر.
وشدد المتحدث، على أن الخطوة البريطانية لن يكون لها آثار سلبية فورية على الاقتصاد الجزائري واتفاق الشراكة، مشيرا بان العلاقات التجارية بين الطرفين ستظل مرتبطة بالتدابير المتضمنة في اتفاق الشراكة، خاصة وان الجزائر قد طالبت بمراجعتها، وقال بان الفترة المقبلة ستشهد، كما تم الإعلان عنه مؤخرا، عن توقيع اتفاقيات اقتصادية بين الطرفين والتي قد تمهد لترتيب مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأوضح أن الجزائر ستجري اتصالات مع شركائها الأوروبيين لدراسة آثار القرار البريطاني، وتحديد الإجراءات والخطوات المطلوبة لتقليل آي آثار سلبية للقرار.
أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى