وكالـة الطـاقـة الـدوليـة تتـوقـع استـعادة أسـواق الخـام تـوازنهـا خـلال أشهـر
توقعت وكالة الطاقة الدولية استعادة  أسواق الخام توازنها في الأشهر القليلة المقبلة بعد تخمة في الإنتاج استمرت بضع سنوات ، ومن المنتظر أن يناقش منتجو النفط من داخل منظمة «أوبيب» وخارجها الوضع في السوق أثناء الاجتماع الذي سيعقد في الجزائر بين 26 و28 سبتمبر المقبل، حسبما أعلن عنه وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، من جهته يرى الخبير الاقتصادي أحمد طرطار أن المؤشرات الحالية تفيد أن  الأزمة النفطية تبقى قائمة وتستمر أكثر من 6 أشهر .
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للاقتصادات المتقدمة بشأن سياسات الطاقة انخفاض مخزونات النفط في الربع الثالث من العام للمرة الأولى خلال أكثر من عامين.
وقد صعدت أسعار النفط بعدما توقعت الوكالة أن تستعيد أسواق الخام توازنها في الأشهر القليلة المقبلة،  وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها أن «انخفاض سعر النفط أدى إلى تصدر التخمة عناوين الأخبار من جديد على الرغم من أن تقييماتنا تظهر في الأساس أنه لا تخمة في المعروض في النصف الثاني من العام»مضيفة في السياق ذاته،  «تشير تقديراتنا للنفط الخام إلى تراجع كبير (في المخزون) في الربع الثالث من العام بعد فترة طويلة من النمو المستمر».
و قد زاد إنتاج العالم من النفط الخام كثيرا عن مستوى الاستهلاك على مدى العامين الماضيين ما تسبب في  زيادة المخزونات في الوقت الذي تراجع فيه الطلب على الخام بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي.
وتتوقع «أوبيب» أن يبلغ متوسط حجم الطلب على نفطها الخام 33.01 مليون برميل يوميا  سنة 2017 ما يشير إلى فائض قدره 100 ألف برميل يوميا إذا أبقت المنظمة على مستوى إنتاجها دون تغيير.
على صعيد آخر من المنتظر، أن  تتم مناقشة  قضية إعادة الاستقرار إلى السوق النفطية خلال الاجتماع الذي سيعقد بالجزائر في الفترة الممتدة بين 26 و28 سبتمبر المقبل حسبما أعلن عنه، أول أمس، وزير الطاقة السعودي خالد الفالح.
و أوضح الوزير السعودي في بيان له أن منتجي النفط من داخل منظمة «أوبيب» وخارجها سيناقشون الوضع في السوق أثناء الاجتماع الذي سيعقد في الجزائر الشهر القادم بما في ذلك أي إجراء محتمل لإعادة الاستقرار إلى السوق.
وقال الفالح «إن المملكة تراقب السوق عن كثب وقد تعمل مع منتجين من داخل أوبيب وخارجها لاتخاذ إجراءات تساعد على استعادة توازن السوق إذا استدعت الحاجة» ، مضيفا في السياق ذاته، أن زيادة إنتاج السعودية إلى مستوى قياسي بلغ 10.67 مليون برميل يوميا في جويلية الماضي ترجع إلى تلبية طلب موسمي في فصل الصيف وأيضا لتلبية الطلب المرتفع من العملاء.
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي  الدكتور أحمد طرطار، أن  الجو الجيوستراتيجي الحالي ما زال غير مطمئن بخصوص التعافي من الصدمة البترولية، موضحا أن الدول الغربية ودول الخليج هي التي تؤثر بشكل مباشر    على أسعار البترول وقال في تصريح للنصر، أن الإشكال الموجود خاصة في مناطقنا على مستوى البحر الأبيض المتوسط والمعطيات الموجودة في منطقة الخليج وحرب اليمن ، كل ذلك يؤثر على الأسعار، إضافة إلى دخول إيران إلى الأسواق بعد اتفاقها النووي مع الغرب، معتبرا أن دخولها بوتيرة إنتاج كبيرة جدا سيؤثر على معدل الأسعار.
 كما أشار المتحدث من جهة أخرى، إلى إشكالية التحكم في منابع النفط في ليبيا والعراق والتي تسيطر عليها منظمات إرهابية  تسوق المنتوج في السوق السوداء وهو ما يؤثر على الأسعار، كما تحدث الخبير الاقتصادي عن الأزمة الأوكرانية بين روسيا والغرب  والتي كانت - يضيف المتحدث- سببا في انهيار الأسعار في النصف الثاني من سنة 2014 وهي الأزمة التي لا تزال قائمة، موضحا أن كل هذه المؤشرات تبقى موجودة، وبالتالي لا توجد هناك بوادر لتعافي الأسعار، معتبرا أن تقرير وكالة الطاقة الدولية حول  استعادة  أسواق الخام توازنها في الأشهر القليلة المقبلة بعد تخمة في الإنتاج استمرت سنوات،  أنه تقرير مطمئن لكنه أشار إلى أن جميع المؤشرات تدل على أن الأزمة قائمة وستستمر أكثر من 6 أشهر لاحقة. وبخصوص اجتماع الجزائر المقبل الذي سينعقد بين 26 و28 سبتمبر المقبل أفاد المتحدث أن الاجتماعات السابقة حول تأثيرات الأزمة البترولية ومحاولة رفع الأسعار التي عقدت من قبل  في دولة  قطر لم تنجح في إعادة الاستقرار إلى الأسعار.  وقال أن  الدول الغربية ودول الخليج هي التي تؤثر في الأسعار  وتوقع المتحدث أن يصل سعر النفط إلى حدود 50 دولارا للبرميل خلال العام الجاري. وأضاف أن انعكاسات الأزمة النفطية على الجزائر تظل متواصلة ما دام أن الأسعار لم تتجاوز 60 دولارا للبرميل وقال أن الاقتصاد الجزائري لكي يكون متوازنا يجب أن ترتفع الأسعار فوق عتبة 60 دولارا .
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى