تتجه أنظار الجزائريين في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة السبت إلى الأحد صوب الملعب الأولمبي لمدينة ريو دي جانيرو، أين سيكون البطل توفيق مخلوفي على موعد مع آخر محطة في رحلة الدفاع عن تاجه الأولمبي، على اعتبار أنه صاحب ذهبية إختصاص 1500 متر في أولمبياد لندن 2012،  و غزال "الأهراس" يتواجد أمام فرصة كتابة التاريخ، بترصيع سجل الرياضة الجزائرية بثاني ميدالية في هذه النسخة، بعدما كان قبل 5 أيام قد ظفر ببرونزية 800 متر، فضلا عن أنه وفي حال تحقيق هذا الإنجاز سيصبح أول جزائري يحرز ميداليتين في نفس الموعد الأولمبي.
مخلوفي حامل آمال الجزائر في هذه الدورة سيكون في مهمة الدفاع عن ذهبيته، وسيدخل السباق بمعطيات واضحة، لأن تواجده في النهائي كان بعد تأهل عسير في نصف النهائي، الذي جرى في ساعة مبكرة في يوم أمس، حيث أن إبن سوق أهراس تواجد في الفوج الأول إلى جانب أقوى المنافسين في إختصاص 1500 متر، في صورة الكيني أزبال كيب روب، التشيكي جاكوب هولاوسا، المغربي عبد العاطي إيقدار و الإنجليزي شارلي غريس، و قد كان السباق بريتم سريع، و طغى عليه الجانب التكتيكي، بتكتل جميع العدائين في مجموعة واحدة، لكن مخلوفي وظف خبرته و لازم مناصب المراقبة، بدليل تواجده في المركز العاشر في النصف الأول من السباق، قبل أن ينطلق صوب الصدارة، ليدخل في منافسة شرسة في "السبرينت" الأخير مع مجموعة من العدائين، تكمن بفضلها من التقدم إلى الصف الثاني، قاطعا المسافة في 3 د 39 ثا و 88 جزء، خلف الكيني أسبال كيب روب، الذي تفوق عليه ب 15 جزء.
نجاح مخلوفي في التأهل إلى النهائي، و إن كان منتظرا، فإنه سمح له بأخذ نظرة عن التكتيك المنتهج من طرف أقوى منافسيه على الذهبية الأولمبية لهذا الإختصاص، لأن التشيكي جاكوب هولاوسا تجرع مرارة الإقصاء، بعد إحتلاله الصف التاسع، رغم أنه يعتبر بطل العالم داخل القاعة، كما أن المغربي عبد العاطي إيقدار إضطر إلى إنتظار نظام الإنقاذ بإحتساب أحسن توقيت لضمان التواجد في النهائي، و لو أنه ذهب إلى ريو دي جانيرو بنية البحث عن الذهب، بعدما كان قد ظفر ببرونزية دورة لندن 2012.
و إعترف مخلوفي في التصريحات التي أدلى بها عقب سباق نصف النهائي بالصعوبة الكبيرة التي وجدها من أجل ضمان تواجده في آخر محطة من رحلة الدفاع عن ميداليته الأولمبية، إذ صرح قائلا: "الحمد لله لأنني حققت التأهل إلى النهائي، كانت المهمة صعبة جدا بالنسبة لي، كوني عانيت كثيرا من الإرهاق، ولم أكن توفر على الوقت الكافي لإسترجاع الإمكانيات البدنية، خاصة بعد مشاركتي في سباقين في ظرف 13 ساعة قبل يومين، لكن و بعد التأهل فإنني سأركز على النهائي، لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة، سأبذل كل ما في وسعي، رغم أنني أدرك جيدا بأن المأمورية في غاية التعقيد".
و سيدخل مخلوفي السباق النهائي في الرواق السابع، في فوج يتشكل من 13 عداء، من بينهم 6 أفارقة، إثنان من كينيا، و يتعلق الأمر ب أزبال كيب روب و رونالد كويموا، بعد إنسحاب مواطنهما مانانغوا قبيل نصف النهائي بسبب إصابة، و الملفت للإنتباه ان الثنائي الكيني إنتزع الصدارة في مجموعتي نصف النهائي، الأمر الذي يعني بأن بطل الجزائر سيكون في صراع تكتيكي جديد مع كيب روب، بضغط إضافي من كويموا، في سيناريو مطابق لذلك الذي كان مخلوفي قد عايشه في الدور الأول، كما أن الجيبوتي أيانلاه سوليمان يبقى من بين الطامحين لإعتلاء "البوديوم" الأولمبي، و حتى المغربي إيقدار يطمح لتكرار الإنجاز الذي حققه في لندن قبل 4 سنوات، ليبقى الأوغندي رونالد موساغالا بمثابة الحلقة الأضعف في لائحة العدائين الأفارقة لهذا النهائي.من جهة أخرى فإن 7 عدائين من خارج القارة السمراء سيحاولون خطف إحدى الميداليات في إختصاص "إفريقي" بإمتياز، بتواجد الثنائي الأمريكي بلانكون شيب و ماتون سانتروايتز، الطامح للسير على حذو مواطنه ليونيل مانزانو الذي كان قد إنتزع فضية الإختصاص في أولمبياد لندن، لما حل في الصف الثاني خلف مخلوفي، كما أن الإنجليزي شارلي غريس كان قد قدم أوراق إعتماده على أساس أنه من بين المرشحين لإنتزاع إحدى الميداليات، بصرف النظر عن النيوزيلاندي ويليس و كذا الأسترالي غريغسون، بينما تبقى حظوظ الكندي برانان و الإسباني باسطوس شبه منعدمة، كونهما تأهلا بالإنقاذ.
 ص / فرطــــاس

توفيق مخلوفي
جزئيات صغيرة ستحسم نهائي الـ 1500 م
توقع توفيق مخلوفي الذي سيدافع عن لقبه بأن تفاصيل صغيرة ستحسم نهائي مسابقة أولمبياد  ريو دي جانيرو الذي سيكون قويا للغاية بفعل تواجد عدة مرشحين للظفر به.
وصرح مخلوفي لواج: "سيكون 12 عداء على خط الإنطلاق، إنهم كلهم أبطال  وتحذوهم نفس الرغبة  بالتتويج بميدالية.  أتوقع أن تفصل بيننا جزئيات صغيرة، من بينها الحظ وكيفية تسيير ضغط ما قبل السباق، وطبعا جاهزية كل عداء للنهائي".ويراهن مخلوفي كثيرا على الاسترجاع الجيد قبل النهائي بعدما بذل مجهودات مضنية منذ انطلاق الأولمبياد،  حيث اعترف شخصيا  بأن التعب قد بدأ ينال منه، وهو الذي يطمح  لأن يكون أول رياضي جزائري يحرز ميداليتين في نفس الطبعة من الألعاب الأولمبية وثلاث في طبعتين.
لكن المهمة لن تكون سهلة  بالملعب الأولمبي لريو دي جانيرو أمام الكيني كيبروك على وجه الخصوص، الحائز على اللقبين العالمي والأولمبي في 2008، والذي أبان عن قدرات كبيرة في نصف النهائي.
وإلى جانب كيبروك، يتعين على مخلوفي الحذر من عدة منافسين آخرين على غرار المغربي إيغيدار  الذي مر إلى النهائي بفضل أفضل توقيت، والجيبوتي سوليمان الثاني في المجموعة الثانية، والكيني الآخر الشاب كوموا رونالد.

الرجوع إلى الأعلى